سعادة تطوع الشباب

حصة سيف

حين تخلق لك فرحة العيد، تستعد للفرحة، تشارك الآخرين، تبتهج لسعادة الأطفال، تسعد كبار السن، تزور الأقارب والمعارف وتتبادل الأحاديث والتهاني والتبريكات، جميعها ممارسات تجعل فرحة العيد موجودة وحاضرة بشكل دائم، لا أن تردد أن لا فرحة بالعيد وتنتظرها تحل عليك من السماء.
ما هكذا تنتظر الفرحة، إنما تفتعل، فالفرحة سلوك متبع وتحصيل حاصل لممارسات اتخذتها مسبقاً، تذكر متى فرحت بالعيد ما هي فرحتك فيه، وافعل الشيء الذي كان يسعدك، وستجد السعادة بين يديك، وإذا استعصى عليك، فأبواب السعادة مختلفة أيضاً، منها التطوع في أيام العيد، كالمبادرة التي أطلقتها مؤسسة شباب الإمارات وأتاحت لشباب التطوع وتقديم الخدمة لأصحاب الأضاحي، والتزام الشباب طوعاً بساعات العمل طوال يومي العيد أضفى على وجوههم سعادة لا توصف، كما أن استشعارهم لمدى الأجر الحاصلين عليه، بإذن الله تعالى، لتطوعهم شجعهم على الانضباط والحرص على التزامهم بالتعليمات والتوجهات، وكانوا خير قدوة للأجيال القادمة، ومر يوم الشباب العالمي الذي مرت ذكراه وشبابنا يضربون أروع الصور لاغتنام فترة الشباب بالتطوع.
فعدد كبير من شبابنا حملوا على عاتقهم إدخال الفرحة إلى قلوب أفراد المجتمع بتطوعهم وانضمامهم إلى المجموعات التي تهدف إلى اغتنام وقت الفراغ وطاقاتهم، وهنا رسالة لأولئك الذين لا يزالون يبحثون عن فرص للعمل: اغتنموا شهاداتكم العملية، ولو كانت مؤهل ثانوية عامة بالتطوع، فالتطوع يكسبكم خبرة أضعاف عمركم، ويعرفكم إلى المجتمع، وفئاته، ويسرع من حصولكم على وظيفة.
الشباب، ولا سيما الجامعيين ممن قطعوا سنوات عديدة وهم في رحاب العلم، آن لهم أن ينفضوا عنهم شعارات الكسل والتشاؤم، ويدخلوا رحاب المجتمع من خلال باب التطوع، فمن خلاله يكسب الخريج خبرة وعلماً وأجراً، ويسرع من خطوات حصوله على وظيفة العمر، وأهم فائدة للتطوع أنك تستطيع أيها الجامعي أن تستخدم علمك في مجال عملي، وتبحر فيه وتتحمل، فبقدر المصاعب التي تمر عليك تأتي الخبرة والفائدة.
ورسالة لمحتضني «المتطوعين الشباب» وجِّهوهم واغتنموا علمهم لكن من دون استغلال، ومن دون تمادٍ في المهام الموكلة إليهم، فطاقاتهم تتحمل، ولكن لا تعرضوهم للظلم باستغلالهم، قدروا من عملهم، وكافئوهم بالتشجيع الدائم، فهذا ما ينتظرونه منكم، وزيدوا خبراتهم، ولا تضيفوا إليهم مواقف تحد من تطوعهم.
شبابنا ذخر وفخر دائماً، وتطوعهم نتاج ما تربوا عليه، ولن ينتظروا كثيراً من دون عمل، بل لحقوا بقطار العمل بالتطوع، فأفسحوا لهم المجال ووظّفوهم وأرشدوهم إلى مجالات وفرص العمل التي تناسبهم، فالوطن بحاجة ماسة إلى سواعدهم المؤهلة وأفكارهم النيرة.

hissasaif@gmail.com

Original Article

شاهد أيضاً