وانتهت الحكاية بفيديو طريف وجدي معاً، وحين وصل صداه إلى إسرائيل، علق قارئ فيها لصحيفة “معاريف” اسمه عاميت كوهين، وقال: “لا جدوى، سيرغبون دائماً بإلقائنا إلى البحر”.

لكن آخر اسمه آفي أيدر، خفف الوطء بقوله إن ردود الفعل بأوروبا “كانت أكثر كرهاً وعدائية”، في إشارة إلى تجول مراسل الصحيفة قبل 3 أشهر في باريس، مرتدياً ما يدل على يهوديته، ورأى وسمع ردود فعل من سكانها قاسية على اليهود.

“لو شفت يهودي في الشارع”

الشيء نفسه فعله موقع “دوت مصر” المتميز عن سواه بأنه يرفق ما ينشره عادة بفيديوهات من إنتاجه، ورغب قبل شهرين أن يتعرف إلى ردود فعل المصريين حين يرون يهودياً يتجول في القاهرة، فاتفق مع ممثل اسمه محمد منير، لينتحل شخصية يهودي من المتشددين لإنتاج الفيديو الذي تحدثت “العربية.نت” بشأنه إلى رئيس تحرير الموقع، الذي بدأ نشاطه الإخباري في يناير الماضي، وهو الصحافي خالد بري.

شرح بري عبر الهاتف أمس الجمعة من القاهرة أن الفيديو، وهو بعنوان “لو شفت يهودي في الشارع” ومدته دقيقتان، كلف 600 دولار تقريباً، وتم تصويره على 3 مراحل قبل شهرين، إلا أن عرضه في “دوت مصر” تم الأربعاء الماضي، ثم في “يوتيوب” اليوم التالي، ومنذ ذلك الوقت وهو يثير جدلاً على كل صعيد.

في الفيديو، وفكرته من بري نفسه واشتغل 6 أشخاص من “دوت مصر” لإنهائه، نرى الممثل المصري المنتحل شخصية يهودي، يكاد يتعرض للضرب، لأنه يطلب المساعدة من المارة ليعرف كيف يصل إلى المعبد اليهودي بالقاهرة، ونجده يسمع صراخ من استهجنوه واعتبروه كأنه متسلل إلى العاصمة أو غريباً دخيلاً لا طعم له ولا رائحة فيها، إلى درجة أحاط به غاضبون وبدأوا بدفعه نحو جدار خلفه، وأحدهم صفعه، وسمع تهديدات ورأى عيوناً تحدق وسمع من الكلام ما يلسع، وآخر نصحه بترك المكان فوراً.

أحد العاملين في “دوت مصر” يساعد الممثل محمد منير على التنكر لانتحال شخصية يهودي قبل النزول إلى الشارع

 

..ورمقه بنظرة لو طالت في عينيه لقتلته

وتتغير اللقطات، لنرى بعدها الممثل وقد انتحل شخصية يهودي بثياب مدنية وبيده ورقة، فيها عنوان عبري اللغة، وراح يسأل المارة كيف يصل إليه، فيستغرب أحدهم لغة العنوان، وعندما علم بها رمقه بنظرة لو طالت في عينيه بعض الشيء لربما قتلته، فيما يلف أحدهم الورقة ويطويها ويعيدها إلى جيب المتنكر، مع نصيحة “لوجه الله” أغلى من جمل.

ويقول الصحافي خالد بري إن ما لا يراه المشاهد في الفيديو هو لقطات كانت صعبة على المتنكر محمد منير، كما على المصورين حسام سليم وجوزف عادل، ومن كانوا برفقتهم من “دوت مصر”، الذي يعمل فيه أكثر من 150 شخصاً، حين كانوا في منطقة “الوراق” بالقاهرة الكبرى.

كان التصوير وقتها في أول يوم من العمل بالفيديو، وكان يوم جمعة قرب أحد المساجد، وحين خرج منه المصلون ووجدوا يهودياً يتجول في المكان ويسأل المارة كأنه من أهل الدار، تجمهروا عليه وكادت تحدث كارثة، ففر المتنكر من الموقع، وأسرع فريق “دوت مصر” وألغى التصوير، ولملموا معداتهم وحوائجهم، ناجين من الأسوأ.