تغيير مفهوم المدينة لتعيش مع الإنسان في هاتفه الذكي

أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدى إطلاقه استراتيجية دبي للتحول إلى مدينة ذكية عن طموحات المشروع في أن يلمس حياة كل فرد في بلادنا، كل أم في بيتها، أو موظف في عمله،أو مستثمر في مشروعه، أو طفل في مدرسته، أو طبيب في عيادته، محدداً هدفه في حياة أسعد للجميع، ونسأل الله أن يعيننا على تحقيق ذلك.
وأطلق سموه يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي المشرف العام على مشروع تحويل دبي لمدينة ذكية وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي استراتيجية دبي للتحول إلى مدينة ذكية.
وتتضمن الاستراتيجية ستة محاور أساسية و100 مبادرة في النقل والمواصلات والبنية التحتية والكهرباء والخدمات الاقتصادية والتخطيط العمراني، إضافة إلى تحويل 1000 خدمة حكومية لخدمات ذكية في السنوات الثلاث المقبلة.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في حفل الإطلاق أن بلادنا اليوم تشهد بدء مرحلة جديدة في تحسين وتطوير جودة الحياة عبر هذا المشروع الضخم الذي بدأ العمل فيه من خلال شراكة غير مسبوقة بين القطاعين العام والخاص لصنع واقع جديد للجميع، وتغيير مفهوم المدينة التي يعيش فيها الإنسان لتعيش هي معه في هاتفه الذكي ويكون هو محورها الأساسي.
وبهذه المناسبة أفاد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي المشرف العام على مشروع تحويل دبي لمدينة ذكية «إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لا يريد فقط تطوير الخدمات، بل يريد تغيير طريقة الحياة في دبي ولم يضع لنا أهدافاً في رضا المتعاملين، بل الهدف هذه المرة هو سعادة الإنسان».
وأضاف سموه «إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يريد مدينة ذكية، واقتصاداً ذكياً، وتعليماً ذكياً، وبيئة ذكية، ويريد صنع حياة مختلفة.. ليس للأجيال القادمة بل حياة مختلفة الآن».
وأشاد سمو ولي عهد دبي برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المتجددة والتي تسعى لخلق بيئة جديدة لحياة الناس في الإمارة. وأوضح سموه «هناك قادة يحافظون على الواقع.. وقادة يصنعون واقعاً جديداً.. هناك زعماء.. وهناك محمد بن راشد آل مكتوم».
وأعلن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم أن الاستراتيجية تتكون من ستة محاور أساسية هي الحياة الذكية والتنقل الذكي والمجتمع الذكي والاقتصاد الذكي والحوكمة بالإضافة إلى محور خاص بالبيئة الذكية، في حين سيتم إطلاق 100 مبادرة مختلفة في السنوات المقبلة بالتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق الأهداف كافة في هذه المحاور، بينما سيتم تحويل 1000 خدمة حكومية رئيسية إلى خدمات ذكية خلال الفترة القادمة، وستعمل الجهات الحكومية كافة كفريق عمل واحد لتحقيق تكامل في تقديم خدمات موحدة ومبتكرة وسهلة لجميع السكان والزوار.
وأكد سموه أن الهدف أن تكون المدينة كلها موجودة على الهاتف الذكي لسكانها.. وأضاف سموه أنه سيكون لدينا غرفة تحكم ومراقبة وعمليات للمدينة كلها، غرفة بخمسة أبعاد، وهي الغرفة الأكبر عالمياً، وسنستخدمها لمتابعة تحويل دبي إلى مدينة ذكية.. وستستخدم لمتابعة المشاريع الحكومية والمؤشرات الخدمية وحالة الطرق والطقس وحالات الطوارئ وغيرها.
وأضاف سموه أن دبي سيكون لديها أكبر مختبر عالمي مفتوح للمبدعين وللشركات المتخصصة لتجرب كل ما هو جديد في العلم وتطبقه فوراً بشكل تجريبي لدينا.
وأوضح سموه عقب حفل الإطلاق «المستثمرون والمقيمون والمهتمون وقبل ذلك المواطنون، الجميع نعدهم بتغييرات كبيرة خلال الفترات المقبلة. نحن جزء من فريق محمد بن راشد، وأهل للتحدي الذي وضعه أمام الجميع».
وأكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد أن تجربة زوار دبي ستكون أيضاً مختلفة، وسنحرص أن تبدأ تجربتهم من دخولهم باب الطائرة قبل إقلاعهم متجهين إلى دبي، حتى وصولهم وجولاتهم ومطاعمهم وتسوقهم وتفاصيل إقامتهم كافة معنا، ونعدهم جميعاً بتجربة سياحية مختلفة وفريدة من نوعها على مستوى العالم.
وأشاد سموه بفريق العمل على هذا المشروع الذي يدشن مرحلة جديدة في تاريخ دبي والإمارات. وأوضح سموه موجهاً حديثه لفريق العمل «أنتم أهل لثقة محمد بن راشد. أمامنا رحلة مليئة بالتحديات، ومهمة وطنية كثيرة الإنجازات، ومجتمع يحمل الكثير من التوقعات، وقيادة لا ترضى إلا بأعلى الطموحات».
إلى ذلك أفاد رئيس المكتب التنفيذي رئيس اللجنة العليا لتحويل دبي لمدينة ذكية محمد عبدالله القرقاوي أنه بعد صدور التوجيهات السامية بالبدء في مشروع تحويل دبي لمدينة ذكية في شهر أكتوبر الماضي، تم تشكيل فريق العمل وبدأت الجهات الحكومية الرئيسية في دبي بالعمل كفريق واحد تحت المتابعة المباشرة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي لوضع تصور كامل وخطة شاملة لتنفيذ المشروع بأسرع وقت.
وأوضح القرقاوي أن المرحلة المقبلة تتضمن تحقيق تكامل بين الأنظمة في المؤسسات كافة، التكامل من الناحية الفنية والتقنية والخدماتية، وهذا سيكون التحدي الأكبر.. لأنه سيتضمن أيضاً تكاملاً في الأنظمة مع القطاع الخاص.
وتعتمد الخطة التي تم إطلاقها على ثلاث أفكار أساسية هي «التواصل» و«التكامل» و«التعاون»، حيث سيتم تعزيز التواصل بين سكان المدينة ومؤسساتها ومرافقها المختلفة من خلال تسهيل وصول ومشاركة المعلومات والبيانات الخاصة بالمدينة فيما بينها، فيبقى سكان دبي على اطلاع وتواصل مع جميع البيانات الخاصة بالجهات الحكومية والمدارس والمستشفيات والطرق والمواصلات وأنظمة الاستشعار والمباني والطاقة وغيرها.
كما سيكون هناك تكامل بين قواعد البيانات لجعلها متاحة للجميع عبر برنامج
«نافذتي إلى دبي» الذي يقدم بثاً حياً لهذه البيانات بصورة فورية ومباشرة عن طريق تجسيد مدينة دبي بمختلف مؤسساتها ومرافقها افتراضياً على شبكة الإنترنت.
وتتضمن الخطة أيضاً تطوير لوحات ذكية وشخصية تحوي جميع المعلومات والبيانات الخاصة بمدينة دبي في مكان واحد، سواء أكانت صحية أو تعليمية أو حكومية أو سياحية أو غيرها، حيث سيتم تخصيص «اللوحة الإلكترونية الشخصية» للأفراد وستضم المعلومات والبيانات كافة الخاصة بهم من مختلف المؤسسات والمرافق في دبي، وتسهل عليهم الوصول والتواصل مع الجهات المعنية حولها. كما سيتم تخصيص «لوحة دبي الإلكترونية» لصناع القرار والتي تتضمن البيانات والمعلومات كافة التي قد يحتاجون لها وبما يضمن لهم اتخاذ قرارات تخدم الصالح العام.
وتركز الخطة أيضاً على تحقيق التعاون وتنسيق العمل بين جميع الأطراف المعنية من أفراد ومؤسسات وشركات من خلال برنامج «دبي الواحدة»، للمساهمة بصورة مستمرة في تصميم وتطوير الحلول الذكية في المدينة عن طريق التطبيقات والمبادرات والبرامج الإلكترونية.

 

وام

شاهد أيضاً