بدأ باحثون من جامعة تشارلز يتعاونون مع مسرح إسفندا وأكاديمية الفنون الأدائية في براج على مشروع غريب: إدماج الذكاء الاصطناعي والروبوتات في المسرح.

والهدف بحسب كلام رودولف روزا، أحد المشاركين في البحث: تأليف عرض مسرحي يُعرض في يناير/كانون الثاني المقبل، لإحياء الذكرى المئوية لمسرحية «آر يو آر» التي كتبها كارل تشابيك وأخوه جوزيف اللذان استحدثا فكرة الروبوتات، بل استحدثا كلمة «روبوت» ذاتها حينئذ.

صحيح أن إدماج الذكاءات الاصطناعية في الفن ليس بجديد، لكن استعمال ذكاء اصطناعي في تأليف أداء مسرحي كامل مهمة معقدة نادرًا ما بُحثت؛ فبحثها رودولف وبقية فريقه وقرروا منهجية تحقيقها، أملًا في إنجازها بحلول سبتمبر/أيلول، ليسنح وقت للتدرُّب قبل الموعد النهائي.

بدأ الفريق يجرب فكرته بنموذج «جي بي تي-2» المفتوح المصدر، الذي طورته منظمة أوبِن إيه آي ودربته على نصوص إنجليزية عديدة، ليُكمل نصوصًا ناقصة بلغة مماثلة وأسلوب متسق؛ ونشر الفريق نتائج تجاربه الأولية في ورقة بحثية بموقع أركايف.

لكن مع أن جي بي تي-2 تدرب على نصوص إنجليزية كثيرة، وأن تجارب الباحثين الأولية واعدة، لكنهم لم يدربوه على نصوص مسرحية بعد، ولذا يخططون لتحسين أدائه بتدريبه بنصوص مسرحية حالية؛ وهذا أسهل لهم طبعًا من تطوير نموذج جديد من الصفر.

وصرّح روزا بأن فريقه يعدِّل ما يولده الذكاء، وهذا ما يفعله كل باحثي المجال، لكن ما يميز عمل فريقه هو الشفافية، إذ يفرّقون جدًّا بين ما يعمله الذكاء وما يعمله البشر، ليكون العمل النهائي عملًا تعاوُنيًّا فعلًا، لا مجرد تعديل بشري لشيء مُؤتمَت.

وصحيح أن المشروع ما زال في أوله، لكن روزا منبهر من أداء النموذج، إذ يتغذى بجُمَل بسيطة، فيولّد نصوصًا شبيهة في الموضوع والبِنية والأسلوب، مع أن الفريق لم يدرِّبه ولم يعدّله بعد.

ومع أن النموذج يولد النص حاليًّا سطرًا سطرًا، يأمل الفريق استعمال أساليب توليد هرمية قريبًا، فيولّد النموذج ملخصًا قصيرًا، ثم يتوسع تدريجيًّا فيولّد حوارات سلسة واضحة متسقة لا تناقُض فيها ولا خلل.

وأضاف روزا «ستُعرض مسرحيتنا الأولى في يناير/كانون الثاني، وسننظر مآلها وآراء الجمهور فيها، على أمل استعمال ملاحظاتنا في دفع بحثنا وتطويرنا.»