البرهان وحميدتي.. بين صداقة الأمس وعداوة اليوم

أنهى النزاع المسلح المتواصل بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد دقلو، علاقة تعاون وتحالف قديمة بين الرجلين امتدت لأزيد من عقدين من الزمن.. فكيف تطورت هذه العلاقة قبل أن تنقلب إلى عداوة؟

سقط السودان في وحل الاقتتال بين أقوى رجلين عسكريين في البلاد، فانقطاع حبل الود بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان (حميدتي) أوقع السودان في المحظور.

اتهامات وتوعد وتهديد بالقتل.. هكذا تحول الخطاب بين الرجلين اللذين نسفا في لحظات علاقة تحالف وعمل مشترك دامت نحو عشرين عاما.


سنة 2003.. مواجهة الانفلات المسلح في دارفور

الرجلان عملا معا لأول مرة سنة 2003 حين اتحدا للتصدي لجماعات مسلحة في إقليم دارفور. دقلو الملقب بحميدتي أنشأ حينها مجموعة صغيرة مسلحة ووضع يده في يد البرهان الذي كان حينها منسقا لعمليات الجيش في دارفور، ومنذ ذلك الحين والرجلان يصعدان المراتب بشكل تدريجي.

سنة 2019 إسقاط نظام عمر البشير

وعادا ليتصدرا المشهد سنة 2019 حين اتحدا من جديد وهذه المرة ليس إلا لإسقاط عمر البشير، وهما اللذان قاتلا تحت رايته سويا قبل 16 عاما.

سنة 2021 بداية الخلاف

هدف مشترك جمعهما ليبرما تحالفا استراتيجيا لكن إنهاء مهام الحكومة المدنية وسيطرة البرهان إلى جانب حميدتي على مقاليد الحكم شتاء سنة 2021 حمل معه أولى بوادر الخلاف الحقيقية. فالبرهان أعاد بعض عناصر نظام البشير إلى السلطة، وهو ما اعترض عليه حميدتي.

دمج قوات الدعم السريع.. النقطة التي أفاضت الكأس

لكن النقطة التي أفاضت الكأس تمخضت عن الاتفاق الإطار الذي حمل بين ثناياه مقترح إصلاح النظام العسكري ودمج قوات الدعم السريع. مقترح كان مجرد قنبلة موقوتة انفجرت لتنهي تحالفا استراتيجيا وتشعل عداوة قد تحرق نيرانها البلاد.

شاهد أيضاً