ارتفاع أعداد مرتادي جامع الشيخ زايد الكبير بنسبة 70% خلال 2023

عزز مركز جامع الشيخ زايد الكبير منذ تأسيسه ،رسالة الجامع الحضارية في ترسيخ ثقافة التسامح ومد جسور التقارب والحوار بين ثقافات العالم، إلى جانب دوره كصرح عالمي تقام فيه الشعائر الدينية، مؤكدًا تفرده عن باقي دور العبادة، بأن أصبح مركزًا للتسامح والتواصل الثقافي والحضاري مع مختلف ثقافات العالم، وما يزخر به الجامع من جماليات وتفاصيل تعبر عن ثراء العمارة الإسلامية.
وخلال عام 2023 تابع المركز دوره لتأكيد مكانة الجامع كوجهة ثقافية سياحية عالمية، حيث حقق الجامع زيادة لافتة في إجمالي مرتاديه خلال عام 2023م، بنسبة 70% مقارنة بعام 2022، حيث بلغ عدد مرتادي الجامع 5,501,420 مرتاداً، منهم 1,409,947 مصليًا، أدى 619, 664 منهم الصلوات اليومية، وأدى 310,609 شعائر صلاة الجمعة، وبلغ عدد مؤدي شعائر شهر رمضان والعيدين، 434,719 مصليًا، أما إجمالي زوار الجامع فقد بلغ4,033,552 زائرًا، واستخدم 57,921 مستخدماً الممشى الرياضي للجامع.

وبلغت نسبة زائري الجامع من الأفراد 74% من إجمالي الزوار، وذلك بواقع 3,000,880 زائرًا، أما الزوار ضمن الوفود والمجموعات فقد بلغت نسبتهم 26% من إجمالي زوار الجامع، بواقع 1,032,672 زائرًا، حيث مثلت الوفود الرسمية عددًا من المؤسسات الحكومية، والمؤسسات التعليمية، والسفارات، وجهات القطاع الخاص، والفنادق.

وبلغ عدد أفرادها 20,172 زائرًا للجامع ضمن 1,272 حجزًا، بينها 330 وفدًا رفيع المستوى، تضمنت 14 رئيس دولة، و3 نواب لرؤساء دول، 10 رؤساء برلمانات و8 رؤساء وزراء، ونائبي رؤساء وزراء، و6 حكام ولايات، ونائبي حكام ولايات ومناطق، و3 بين شيوخ وأمراء، و73 وزيرًا، و14 نائب وزراء، و39 سفيرًا وقنصلاً، و74 ضيفًا من القطاع العسكري، و12 ممثلًا للطوائف الدينية، و64 زيارة لوفود من جهات مختلفة. وبلغ عدد أفراد وفود الشركات السياحية 1,012,500 زائرٍ، ضمن 54,555 حجزًا.

حيث اطلعت جميع الوفود على رسالة الجامع الداعية للتسامح والتواصل الحضاري، وعلى جماليات عمارته الإسلامية الفريدة، وما يقدم لمرتاديه من تجارب وخدمات تثري زياراتهم.
و شكل زوار الجامع من خارج الدولة نسبة 81% من ضيوف الجامع، بينما شكل ضيوف الجامع من المقيمين على أرض الدولة نسبة 19%، وهو ما يعد مؤشرًا لترسيخ الجامع مكانته على خريطة السياحة العالمية، ودوره البارز كحاضن لقيم التسامح والتعايش بين الشعوب، من خلال ما يقدم من مبادرات وأنشطة وفعاليات.

وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى تصدر قارة آسيا قائمة زوار الجامع ومرتاديه، من مختلف دول العالم، حيث بلغت نسبة زائري الجامع منها 52%، تلتها قارة أوروبا بنسبة 33%، ثم قارة أمريكا الشمالية بنسبة 8%، ومن ثم قارة أفريقيا وقارة أمريكا الجنوبية بنسبة 3% لكلٍ منهما، تلتهما قارة أستراليا بنسبة 1%.
وعلى مستوى دول العالم فقد تصدرت جنسيات مرتادي الجامع عشر دول جاءت على التوالي: الهند بنسبة 23%، ثم الصين بنسبة 8%، ومن ثم روسيا بنسبة 7%، ثم الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 5%، تلتها ألمانيا بنسبة 4%، ثم إيطاليا بنسبة 3%، تليها باكستان بنسبة 3%، فالمملكة المتحدة بنسبة 3%، ثم فرنسا بنسبة 3%، فالفلبين بنسبة 2%، من إجمالي مرتادي الجامع.
وفي إطار دأب المركز على الارتقاء بتجربة الزائر وإثرائها؛ قدم المركز لزواره خلال العام الماضي 5,538 جولة ثقافية، التحق بها 73,461 زائرًا، وقدمها عدد من أخصائيي الجولات الثقافية المؤهلين من أبناء وبنات الوطن، الذين يمثلون الوجه الحضاري للدولة، حيث بلغ عدد الجولات العامة 3,653 جولة، التحق بها 51,447 زائرًا، وبلغ عدد الجولات الخاصة 1,363 جولة، التحق بها19,975 زائرًا، أما جولات (لمحات خفية) فقد بلغت 474 جولة، التحق بها 1,709 من الزوار، كما تم تقديم 18 جولة للدعوات الخاصة، التحق بها 94 زائرًا، وتعكس هذه الأرقام دور مركز جامع الشيخ زايد الكبير في دعم الحركة الثقافية والسياحية في الدولة، والعمل على تحقيق تطلعات ورؤية القيادة الرشيدة، في ترسيخ مكانة الجامع معلمًا وطنيًا ودينيًا جاذبًا للسياحة بعمارته الإسلامية الفريدة.

و شهد الجامع خلال شهر رمضان المبارك، فعاليات متعددة، كما شهد زيادة لافتة في أعداد المصلين والزوار، حيث شهد المركز استضافة “مجلس محمد بن زايد” لـ 4 محاضرات رمضانية في رحاب الجامع، كما استضاف الجامع أصحاب الفضيلة العلماء، ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حيث قدموا 18 محاضرة.
وعمل المركز على إعداد وتوزيع1,500,000 وجبة إفطار على مدار الشهر، بمعدل 50,000 وجبة إفطار متكاملة يومياً، بالتعاون مع فندق إرث -الشريك الاستراتيجي للمركز-، كما عمل على تجسيد إحدى قيمه الأساسية وهي “نتطوع شكرًا لعطاء الوطن”، من خلال استقطاب أكثر من 580 متطوعًا من الكوادر الوطنية وموظفي المركز، الذين أشرفوا جميعهم على توفير أفضل الخدمات لضيوف الجامع خلال الشهر الفضيل.
وفي إطار رسالته الداعية للتقارب الثقافي نظم المركز عددًا من المبادرات منها مبادرة “جسور”، التي دعا خلالها عددًا من ممثلي السفارات والجهات من ثقافات متنوعة، ممن يقيمون على أرض الدولة؛ ليعيشوا تفاصيل الشهر الفضيل في رحاب الجامع، حيث شارك في المبادرة أكثر من 150 شخصًا، مثلوا سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، والسفارة الأسترالية، والسفارة الكندية، والسفارة النيوزلندية، والسفارة الدانماركية، والسفارة المكسيكية، وجمعية المرأة الأمريكية، وشركة الدار، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ومدرسة الراحة الدولية وعدد من موظفي المركز.

كما دعا المركز السفارات والجهات المشاركة في فعاليات “مبادرة جسور” لحضور فعالية “يوم زايد للعمل الإنساني” التي يستضيفها الجامع سنويًا، والتي تستذكر الدور الإنساني والعطاء والقيم النبيلة التي رسخها الشيخ زايد في مجتمع الإمارات وظلت نهجًا لأبنائه.
وبلغ إجمالي عدد مرتادي الجامع 852,714 بين مصلٍ وزائر خلال شهر رمضان المبارك وإجازة عيد الفطر،أما صلاة العيد فقد أحيا شعائرها في رحاب الجامع 42,771 مصليًا.

و إثراءً لتجربة زائري الجامع من مختلف الثقافات، أطلق المركز “الدِّلِيل” وهو جهاز وسائط متعددة، استخدمه منذ إطلاقه في أكتوبر الماضي 7,113 من مرتادي الجامع، ويقدم “الدِّلِيل” جولات ثقافية استثنائية، موظفًا تقنيات الواقع المعزز، وبمعايير عالية الجودة؛ ويخاطب مختلف الفئات العمرية من مختلف ثقافات العالم، بـ14 لغة عالمية.
وأطلق المركز خدمة الجولات الثقافية الليلية (سُرى)، بنهاية ديسمبر الماضي؛ والتي خصصها لإتاحة فرصة زيارة الجامع لزوار إمارة أبوظبي والدولة، ضمن وقت انتظار تحويل الرحلات الدولية (الترانزيت)، خلال الساعات الإضافية التي خصصها المركز لهذه الجولات خارج ساعات العمل الرسمية للمركز، حيث تكون ساعات زيارتهم محدودة.
وتعزيزاً لدور الجامع في نشر الوعي الديني بين أفراد المجتمع، أطلق المركز سلسلة ثقافية مرئية جديدة، بعنوان “كرسي الجامع”، تسلط الضوء على عدد من المواضيع التي تهم مختلف شرائح المجتمع، إضافة إلى استعداده لإطلاق سلسلة “ومضة فقهية”، التي تتمحور حول موضوعاتٍ دينية وفقهية، تُطلع أفراد المجتمع على واجباتهم الدينية بأسلوب مبسط.
الموسم الثامن من “فضاءات من نور”
أطلق المركز الموسم الثامن لـ”جائزة فضاءات من نور للتصوير الضوئي”، بالتزامن مع احتفائه بـ”اليوم العالمي للتسامح” الذي يوافق 16 نوفمبر من كل عام؛ حيث دأبت الجائزة منذ إطلاقها، على ترسيخ المفاهيم الإنسانية ومد جسور التواصل الحضاري بين الثقافات، فمن بعد التسامح شعارًا للموسم السابع، يأتي الموسم الثامن للجائزة تحت شعار “السلام” بمفهومه العالمي، وفي هذا الإطار شارك معرض الصور المتنقل الخاص بـ”جائزة فضاءات من نور للتصوير الضوئي” في معرض ومؤتمر الكونغرس العالمي للإعلام 2023، الذي أقيم العاصمة أبوظبي، كما شارك في الأرشيف والمكتبة الوطنية، ضمن جولته بين عدد من معالم الدولة ومناطقها، من خلال عرض الصور المتميزة للجائزة على مدار مواسمها السابقة، وذلك بهدف الترويج للجائزة ورسالتها الحضارية.
حضور الجامع في المحافل المحلية والعالمية
وشهد عام 2023 مشاركة المركز في العديد من الفعاليات العالمية والمحلية، منها معرض “بورصة برلين للسياحة والسفر-2023″ و”سوق السفر العالمي- 2023″، الذي أقيم في العاصمة البريطانية لندن، و”سوق السفر العربي- 2023” وفعاليات الــدورة الثانية من “الكونغرس العالمي للإعلام 2023″، والمشاركة في حفل اليوبيل الفضي لمتحف الفنون الإسلامية الماليزي في ماليزيا، والمشاركة ضمن جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في مهرجان الثقافات العالمي في أنقرة بتركيا.
تمكين الكوادر الوطنية من الشباب والناشئة
خلال عام 2023 استمر المركز في تقديم البرامج التي تأتي تحت مظلة “الشباب الباني”، بهدف استثمار طاقات ومواهب الشباب والناشئة من أبناء الوطن، وإعداد جيل قادر على مواصلة مسيرة التنمية المستدامة في الدولة، حيث وصل عدد خريجي برنامج ابن الدار منذ إطلاقه إلى 190 خريجًا، التحق 44 خريجًا منهم بالعمل في المركز كأخصائيي جولات ثقافية، منهم 12 خريجًا انضموا للعمل بنظام الدوام الكامل، و32 خريجًا انضموا للعمل بنظام الدوام الجزئي، وبلغ عدد خريجي “برنامج الدليل الثقافي الصغير” أكثر من 410 خريجاً، كما جاء في هذا الإطار إنجاز التدريب العملي لـ 155 من طلبة وطالبات الجامعات من المتخصصين في مجال السياحة.
خطط مدروسة ومشاريع مستدامة
وبهدف استدامة مرافق الجامع والحفاظ عليها؛ نفذ المركز عددًا من مشاريع الصيانة والتطوير الرئيسة، جاء من أبرزها: مشروع صيانة قباب الجامع، البالغ عددها (82) قبة، بينها واحدة من أكبر القباب في العالم، بإشراف كوادر وطنية مؤهلة، ووفق المعايير العالمية المعتمدة، وباستخدام أفضل التقنيات والمواد ذات الفاعلية والجودة، التي روعيت في مواصفاتها المحافظة على الخصائص الفريدة للرخام المستخدم في إكساء القباب، حيث تم صقل أسطح الرخام، باستخدام أقراص الكربون، ومعالجتها بعد ذلك بمواد خاصة لاستعادة نقائها، ثم جليها وتلميعها، لتتم أخيرا تغطيتها بمواد عازلة، لحمايتها لأطول فترة ممكنة، وقد شارك في تنفيذ المشروع 250 بينهم 160 فنيًا متخصصًا في تركيب السقالات، و90 فنيًا متخصصًا في معالجة الرخام، واستغرقت أعمال المشروع ما يقارب من 200 ألف ساعة، بمعدل 10 ساعات يوميًا، كما أنجز المركز مشروع صيانة التيجان الذهبية للأعمدة، البالغ عددها (1096)، شارك في تنفيذها 12 حرفي متخصص، وتضمن المشروع إزالة الطبقة السطحية عن التيجان المصنوعة من الألومنيوم، وإعادة طلائها بنفس اللون الأصلي، ومن ثم رشها بطبقة من مواد الحماية لاستدامة جودتها وخصائصها، وقد استغرق العمل على المشروع 20160 ساعة عمل، بمعدل 8 ساعات يوميًا.

 آلاف المنصات الإعلامية تشيد بالمكانة العالمية للجامع
إن ما حققه الجامع من مكانة جعلت منه منصة دينية وثقافية رائدة، إلى جانب كونه معلماً معمارياً فريداً، بتفاصيله الهندسية البديعة وجمالياته الفريدة، جعل منه مادة ثرية للعديد من الجهات الإعلامية المحلية والعالمية، إذ بلغ عدد طلبات التغطيات الإعلامية التي تلقتها إدارة التواصل الحضاري في الجامع أكثر من 200 طلبٍ خلال عام 2023، كما شهد عام 2023 نشر عدد كبير من الأخبار حول الجامع، منها: أكثر من 2954 مادة صحفية منشورة عبر المواقع الإخبارية، وأكثر من 1464 مادة نُشرت عبر الشبكات والبوابات الإخبارية، وأكثر من 1464 مادة نشرتها الصحف، وأكثر من 232 مادة مصورة بُثت عبر محطات التلفزة والمحطات الإذاعية، وأكثر من 338 مادة إعلامية أعدتها وكالات الأنباء، هذا بالإضافة إلى ما حققت منصات المركز على مواقع التواصل الاجتماعي (إنستغرام، وفيس بوك ومنصة إكس) من حضور لافت تمثل في وصول 2,650,643 من مختلف ثقافات العالم، اطلعوا على نشاط المركز وبرامجه ورسالته، من خلال 587 منشورًا نشره المركز على مدار العام، إضافة إلى عشرات الآلاف من الصور والمنشورات لمؤثرين ونشطاء من مختلف دول العالم، تم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها.
وينعكس دور المركز في خدمة مرتادي الجامع في إشادة مرتاديه بالخدمات التي يقدمها الجامع، وتأكيدهم على أنه يعد من أبرز الوجهات الثقافية والسياحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، فضلًا عن دوره ورسالته التي تدعو إلى الانفتاح على ثقافات العالم وذلك من خلال توقيعات زوار الجامع من كبار الشخصيات وتعليقات مرتاديه على صفحتي كل من موقع تريب أدفايزر وجوجل ريفيو المتخصصين في مجال السفر والسياحة.

 التسهيلات لمرتادي الجامع 

ويعمل المركز على تقديم كافة التسهيلات للمصلين والزوار للوصول إلى الجامع والاطلاع على مختلف مرافقه وأروقته وتفاصيله المعمارية الفريدة، وينعكس ذلك في التزايد المستمر لأعداد مرتادي الجامع من مختلف الثقافات، وفر لهم المركز خدمة التنقل بين أرجائه بواسطة 42 سيارة كهربائية، وعددًا من الكراسي المتحركة لخدمة كبار المواطنين وذوي الهمم، ولسهولة التنقل من الجامع وإليه خصص المركز مواقف لسيارات الأجرة، مع وجود 8 مواقف لشحن السيارات الكهربائية، ضمن مواقف الجامع، ولراحة المصلين أشرف 336 متطوعًا على انسيابية دخولهم لصلاة الجمعة وتوفير سبل الراحة لهم خلال وجودهم في الجامع.
وكمركز رائد ومرجع معياري للوجهات الثقافية والسياحية على مستوى العالم، يقدم المركز لمرتاديه تجربة متكاملة ، تتيح لهم قضاء يوم كامل للاستمتاع بمرافق الجامع المتنوعة، بما فيها “سوق الجامع” الذي يقدم لجميع أفراد العائلة من مختلف الفئات العمرية ضمن أكثر من 50 وحدة تجارية، بينها محل الألعاب “فن ستي” و”أكاديمية المملكة” لتدريب على رياضة (الجودو والتايكواندو)، ومركز عناية شخصية، إلى جانب عدد من الخدمات التي تجعل من زيارتهم الجامع تجربة فريدة لاتُنسى، كخدمة التصوير، ومحلات التذكارات المتنوعة، والمطاعم ذات الطابع التراثي الإماراتي، إضافة إلى تصميم عدد من تلك المحلات والمطاعم بطرز مستلهمة من روح الجامع وهويته؛ ما يمنح الزائر انطباعا خاصًا، شاملا بذلك أكشاك المساحات الخارجية، التي تتميز بإطلالتها على المشهد الجمالي للجامع, والتي روعي فيها التنوع تلبيةٍ لاحتياجات جميع فئات المجتمع.

شاهد أيضاً