الضربات الجوية في شمال سوريا تستهدف المستشفيات وتهجر آلاف السكان

الضربات الجوية في شمال سوريا تستهدف المستشفيات وتهجر آلاف السكان

«أطباء بلا حدود»: مذهولون كيف تخرق أطراف النزاع القانون الإنساني الدولي بسهولة

رجلان من سكان بلدة دوما بريف دمشق الشرقي يبكيان ضحاياهما بعد غارة للطيران الحربي أمس تسببت بمقتل 15 شخصا (إ.ب.أ)

Tweet

نسخة للطباعة Send by email

تغير الخط
خط النسخ العربي
تاهوما
الكوفي العربي
الأميري
ثابت
شهرزاد
لطيف

بيروت: كارولين عاكوم
لقي ما لا يقل عن 35 عاملا طبيا ومريضا سوريا مصرعهم وجرح 72 آخرون جراء زيادة كبيرة للضربات الجوية على المستشفيات في شمال سوريا فيما اضطر عشرات الآلاف من السكان إلى ترك منازلهم نتيجة للهجمات الواسعة في المنطقة، وفق ما أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، مشيرة إلى أنّ كل أطراف النزاع في سوريا تخرق القانون الإنساني الدولي بسهولة.
ولم تحدّد المنظمة الجهة المسؤولة عن الهجمات، مكتفية بالإشارة إلى أنها التي بدأت أواخر سبتمبر (أيلول) وامتدت طوال شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وهي الفترة نفسها التي بدأ فيها الطيران الروسي تنفيذ ضرباته في الشمال ولا سيما في منطقة حلب وريفها الجنوبي. مع العلم أنّ منظمة «هيومان رايتس ووتش»، كانت قد أعلنت أنّ نوعا متقدما من الذخائر العنقودية الروسية استخدم في غارة جوية على جنوب غربي حلب يوم 4 أكتوبر 2015، إضافة إلى ارتكاب الطيران الروسي مجازر ضد المدنيين في ريف حمص الشمالي واصفة إياها بـ«جرائم حرب».
وفي تقريرها قالت «أطباء بلا حدود» إنّ الضربات استهدفت اثني عشر مستشفى في محافظات إدلب وحلب وحماه، بينها ستة مستشفيات تدعمها المنظمة. وقد أجبرت ستة مستشفيات أخرى على إغلاق أبوابها، منها ثلاثة تدعمها المنظمة، في حين دُمّرت أربع سيارات إسعاف. وأشارت إلى أنّ أحد تلك المستشفيات عاد وفتح أبوابه مجددًا، إلا أن الحصول على خدمات الإسعاف والأمومة والأطفال والرعاية الصحية الأساسية لا يزال معطلا بشكل خطير.
وفي الإطار نفسه، قال أسامة تلجو، رئيس مجلس مدينة حلب المحررة، إنّ المستشفيات، ونتيجة تعرضها للقصف الروسي، تحوّلت إلى ما يشبه الثكنات العسكرية في حلب، بعد تحصينها بالإسمنت والأكياس الرملية، كما أنه بات يستغنى دائما عن الطبقات العليا، ويتم العمل فقط في الطبقات السفلية لتفادي خطر الضربات قدر الإمكان.
وأشار تلجو إلى أنّ «الأحياء الشرقية والغربية لمدينة حلب تعرضت خلال اليومين الأخيرين لضربات جوية روسية استخدم خلالها القذائف العنقودية»، ولفت في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّه يبدو واضحا أن أهداف الطيران الروسي ليست دقيقة، وقد تم استهداف مستودع للمواد الغذائية في المدينة بهذه الضربات أول من أمس، موضحا أنّه يعيش اليوم في المدينة نحو 500 ألف نسمة، وهم لا يزالون صامدين رغم القصف. ولفت إلى أنّه سجّل في الأيام الأخيرة وصول آلاف النازحين من الريف الجنوبي الذي يتعرض لحملة عسكرية روسية مكثفة إلى حلب والريف الغربي، موضحا «المهمة الأصعب الآن هي في تأمين المستلزمات الأولية لهم، من الغذاء والمأوى بينما باتت المدارس ترفا بالنسبة إليهم».
وقالت المنظمة، إنّ عشرات الآلاف من السكان اضطروا إلى ترك منازلهم نتيجة للهجمات الواسعة في المنطقة، حيث التجأ بعضهم إلى الحقول والقرى القريبة، فيما أفاد العاملون الصحيون المحليون في منظمة أطباء بلا حدود بأن آخرين قد فروا أبعد من ذلك وانضمت قرابة 1.700 أسرة إلى 110 آلاف نازح سوري في أربع مخيمات منتشرة حول أطعمة في محافظة إدلب، مع العلم أن 225 أسرة أخرى وصلت خلال الأسبوع الماضي وحده.
وفي هذا الشأن، قال سيلفان غرو، رئيس بعثة أطباء بلا حدود إلى سوريا: «بعد مرور أكثر من أربع سنوات على الحرب، لا أزال مذهولاً كيف أن جميع أطراف النزاع يخرقون القانون الإنساني الدولي بسهولة. ولا يسعنا إلا أن نتساءل عما إذا كان هذا المفهوم قد ضاع، فقد دعت الكثير من المنظمات الإنسانية والطبية بما فيها أطباء بلا حدود، مرارًا ولا تزال تدعو، إلى الوقف الفوري لمثل هذه الهجمات في جميع أنحاء البلاد، لكننا نتساءل إن كانت أصواتنا مسموعة يا ترى؟».
هذا وقد بات إيجاد ملجأ مناسب أولوية قصوى في ظل بدء انخفاض درجات الحرارة، ناهيك عن الصعوبة التي يواجهها هؤلاء النازحون في الحصول على الرعاية الصحية، إلا أن القدرة على توسيع المخيمات الحالية أو بناء أخرى جديدة لاستقبال تدفق النازحين، محدودة، وبعض الأسر النازحة تتقاسم الخيام في حين يلجأ آخرون إلى أبنية عامة كالمساجد والمدارس.
وأضاف غرو: «علاوة على توفير دعم طبي إضافي من خلال عيادتنا الطبية جنوب حلب، فإننا ندرس توفير المواد غير الغذائية، كالخيام، كما سنقوم بتوزيع مواد أخرى لدعم النازحين خلال الشتاء القادم».


قرأت هذا الخبر على صفحات شبكة الإمارات الإخبارية ENN المقال مأخوذ عن الشرق الأوسط

شاهد أيضاً