أطباء الأعصاب يحذرون من معاناة الناجين من كوفيد-19 من السكتات الدماغية واضطرابات دماغية

حذر العلماء من أننا قد نتجاهل اضطرابات دماغية خطيرة يسببها فيروس كورونا المستجد، وقد تؤثر حتى على الذين عانوا فقط من أعراض خفيفة للمرض، وقد تكون هذه المشكلات العصبية -في بعض الحالات- شديدة أو حتى قاتلة.

نشر فريق من الباحثين من معهد الأعصاب بجامعة كلية لندن ورقة بحثية جديدة عن معاناة 43 مريضًا من المصابين بفيروس كورونا المستجد من مجموعة واسعة من اضطرابات الدماغ، وقد يكون الفيروس سبب ذلك. وتشمل تلك الاضطرابات السكتات الدماغية، وارتفاعًا كبيرًا في عدد الإصابات بالتهاب الدماغ والنخاع الحاد المنتشر، وهو اضطراب عصبي نادر ينتشر فيه الالتهاب على نطاق واسع في الدماغ.

أصيب ثمانية مرضى بسكتات دماغية، وأصيب ثمانية آخرون بتلف في الأعصاب الطرفية تم تشخيصه على أنه متلازمة غيلان باريه، وهي حالة يهاجم فيها جهاز المناعة في الجسم الأعصاب.

يسلط البحث الجديد الضوء على مدى ضآلة ما نعرفه حتى الآن عن كيفية تأثير الفيروس القاتل على الجسم، وتشير الأبحاث الحالية عن الآثار مدمرة للفيروس على الرئتين والأوعية الدموية وحتى القلب، وقال مايكل زاندي المؤلف الرئيس للدراسة وأخصائي الأعصاب في جامعة كاليفورنيا لصحيفة الجارديان « نرى تأثير فيروس كورونا المستجد على الدماغ بطريقة لم يؤثر أي فيروس من قبل، إذ يمكن أن يتسبب بأعراض عصبية خطيرة مثل التهاب الدماغ والنخاع الحاد المنتشر على الرغم من الإصابة بأعراض طفيفة لفيروس كورونا المستجد، وقد يسبب التهاب الدماغ والنخاع الحاد المنتشر إعاقات طويلة الأمد عند بعض المرضى.»

وصف البحث الجديد معاناة امرأة تبلغ من العمر 55 عامًا من هلوسات بعد خروجها من المستشفى، وما زال مدى شيوع هذا النوع من الأحداث غير واضحًا، وقال زاندي لصحيفة الجارديان «نريد من الأطباء حول العالم أن ينتبهوا لهذه المضاعفات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، وألا تعد الأسباب النفسية هي السبب وراء هذه المضاعفات فقط، إذ يبدو أن المرض يؤثر على الدماغ.»

حذر زاندي من «جائحة خفية» يمكن أن تتبع الأزمة الحالية مع خروج المرضى من المستشفيات، لكنه أشار إلى أنه «من السابق لأوانه الحكم على ذلك الآن.»

يأمل العلماء أن تساعد أبحاثهم في وضع خطط إعادة التأهيل المستقبلية للمرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد، وقال روس باترسون من معهد كوين سكوير للأمراض العصبية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس لوكالة فرانس برس «يجب أن يعلم الأطباء ما التأثيرات العصبية المحتملة للإصابة بالفيروس، لأن التشخيص المبكر لها قد يتيح لهم تحسين حالة المرضى.»

المصدر

شاهد أيضاً