خيار اليونان يضع رئيس وزرائه ألكسيس تسيبراس في موقف أسوأ

ENN – يواجه رئيس وزراء اليونان ألكسيس تسيبراس حشداً معادياً في أوروبا وموقفاً أسوأ من ذي قبل رغم نتائج الاستفتاء الشعبي الرافض لشروط حزمة الإنقاذ الدولية والتي تمثل نصراً له، بحسب البروفيسور مايكل جاكوبيديز الأستاذ المساعد في الاستراتيجية وريادة الأعمال بكلية لندن لإدارة الأعمال.
وأضاف البروفيسور جاكوبيديز إلى أن تعكر صفو المزاج الأوروبي، وعدم توفر التطورات السياسية السريعة في اليونان، إلى جانب الحظ العاثر الذي تواجه الدولة، يرجح إمكانية أن تواجه البلاد انهياراً مالياً، كما أنه من المرجح أن يعمل المتشددون في أوروبا على إقصاء اليونان.
وقال البروفيسور: “ربما أثارت نتائج الاستفتاء أحد الأحزاب، وربما شعر السيد تسيبراس بالانتصار، ولكن من المحتمل أن تكون هذه الفرحة هي الأخيرة لفترة طويلة من الزمن. لقد اختار رئيس الوزراء اليوناني إجراء استفتاء بسبب المأزق الذي وقع به، ولأن النواب اليساريين لم يرغبوا بتمرير الإجراءات الخاصة بخطة الإنقاذ. وفضّل بدوره إقصاء دائنيه، والعدد القليل من حلفاءه المتبقين في الاتحاد الأوروبي من أجل أن يربح المواجهة داخل حزبه، ما أدى بشكل لا ينم عن ذكاء إلى تعزيز موقف منافسيه السياسيين مثل السيد شوبلي، وبالتالي فإن فوزه في الاستفتاء يضعه في موقف أسوأ.”
وأضاف: “وبعد أن أوضح المسؤولون في الاتحاد الأوروبي أن التصويت بـ”لا” سيتم تفسيره على أنه رغبة في التخلي عن اليورو، وبالتزامات منهم بعدم دعم المطالب اليونانية، سيواجه رئيس الوزراء اليوناني حشداً معادياً في أوروبا. وعلى الرغم من حقيقة تصريحه عن صوته بـ “لا” على الاقتراح، لكن بـ”نعم” لصالح اليورو، يمكن لصناع القرار الأوروبيين أن يتبنوا وجهة نظر أكثر ضبابية من ذلك بكثير. وعلى الصعيد الداخلي، سيساعد التصويت بـ”لا” القوية على تعزيز الجناح الراديكالي لحزبه، الأمر الذي سيجعل من الاتفاق على الاقتراح أكثر صعوبة، ومع ذلك بدأت اليونان في الانزلاق إلى الفوضى الاقتصادية، وتزداد الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية.”
وقال البروفيسور جاكوبيديز “ويشير قرار تسيبراس للإطاحة بفاروفاكيس عن طريق استرضاء الدائنين، ولقائه مع القادة السياسيين الأخرين في اليونان، إلى الرغبة في إيجاد خطة عمل. ويمكن لاستقالة أنتونيوس ساماراس، رئيس الوزراء السابق الذي كان يتميز بشخصية استقطابية وغير محبوبة، أن تساعد أيضاً في تعزيز الجهود، وحتى تمهيد الطريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية في حال انزلاق الوضع نحو الأسوأ. ولكن يمكن اعتبار هذا كله “قليل جداً ومتأخر جداً”.
وأضاف “ويكمن السؤال الآن فيما إذا كان المتشددون في أوروبا سيمضون في طريقهم إلى إبعاد اليونان، أو مدى توفر إمكانية التوصل إلى اتفاق في هذا الوقت المتأخر. مع العداء الذي يكنه الكثير من القادة في الاتحاد الأوروبي، يبدو من الصعب تحقيق مثل هذا الحل، وسيكون من الصعب أن نرى كيف يمكن لحكومة سيريزا / آنيل أن تكون قادرة على اقتراح خطة ترضي الدائنين، وأن تكون محل ثقة بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي لكي يقوم بتنفيذها. لذلك، ومع عدم حدوث تطورات سياسية سريعة في اليونان، وتعكر مزاج الاتحاد الأوروبي، وهذا الحظ العاثر، يمكن أن تواجه اليونان الانهيار الاقتصادي. وبالتالي حان الوقت بالنسبة لجميع الأطراف لاتخاذ قرارات جريئة الآن ودون تأخير.

شاهد أيضاً