الإشتباكات تدخل يومها السابع بالسودان.. وواشنطن تستعد لإجلاء رعاياها

دخلت اشتباكات السودان يومها السابع، وسط محاولات للتوصل لهدنة متماسكة على وقع دوي أسلحة ثقيلة شهدتها في الساعات الأخيرة في أنحاء متفرقة من العاصمة الخرطوم.

فقد تواصل إطلاق النار ودويّ الانفجارات في العاصمة السودانية الخرطوم، فجر اليوم الجمعة، مع حلول عيد الفطر في وقت فشلت الجهود العربية والدولية والأممية في التوصل حتى الساعة الى اتفاق لوقف النار بين طرفي النزاع.

ولليوم السابع، تواصلت المعارك مع تجدد الاشتباكات والضربات الجوية العنيفة في الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ومنذ اندلاع العنف، تركز معظم القتال على المنطقة التي تضم مقر الجيش ومقر إقامة البرهان. كما كانت منطقة السفارات والمطار مسرحا لاشتباكات.

وتحدث شهود في مدينة الأبيض شرقي دارفور عن وقوع اشتباكات بين الجيش والقوات شبه العسكرية وأعمال نهب واسعة النطاق.

وعلى وقع الرصاص والمعارك الطاحنة التي تعصف بالسودان، تفجرت موجة نزوح آلاف المدنيين الذين بدأوا يغادرون منازلهم بعضهم بالسيارات والبعض الآخر سيرًا على الأقدام يفرون بحثا عن أماكن أكثر أمنا.


وعلى مسافة عشرات الكيلومترات من العاصمة، تستمرّ الحياة بشكل طبيعي وتفتح المنازل لاستقبال النازحين الذين يصلون في حالة صدمة، بسياراتهم أو مشياً لساعات على الأقدام مع ارتفاع سعر البنزين إلى 10 دولارات لليتر الواحد في أحد أفقر بلدان العالم.

وللوصول إلى مكان آمن، خضع هؤلاء لأسئلة وتفتيش رجال متمركزين على نقاط مراقبة تابعة لقوات “الدعم السريع” وأخرى تابعة للجيش.

وكان عليهم التقدم وسط جثث على أطراف الطريق ومدرعات وآليات صغيرة متفحمة بعد احتراقها في المعارك بالأسلحة الثقيلة، وتجنب أخطر المناطق التي تتصاعد منها أعمدة الدخان الأسود الكثيفة.

وشهدت الخرطوم وأم درمان وبحري تجمع السكان في محطات الحافلات مع حقائبهم بعد مزيد من الانفجارات وإطلاق النار الخميس. وقال ساكن في الخرطوم يدعى عبد الملك “لا يوجد غذاء والمتاجر الكبيرة خاوية والوضع ليس آمنا لذلك يرحل الناس بصراحة”.

وما زال كثير من السودانيين محاصرين، إلى جانب آلاف الأجانب، في مدينة تتحول سريعا إلى منطقة حرب.

وانتشرت سيارات محترقة في الشوارع وأحدثت القذائف ثقوبا في المباني بما في ذلك مستشفيات مغلقة حاليا حيث بقيت هناك جثث دون أن تُدفن.

وحالة الذعر لم تقتصر على المواطنين السودانيين فقط، بل أمتدت إلى الاجانب والبعثات الدبلوماسية التي بادرت بعملية تنظيم رعاياها تمهيدا لنقلهم خارج السودان
بعدما بدأت بالفعل دول مثل ألمانيا واليابان خططا لإجلاء مواطنيها ..لكن من المؤكد أن الإضرابات المستمرة وإغلاق المطارات الرئيسية ستعيق تلك الخطط.

مصادر مطلعة أفادت بأن مهمة للجيش الألماني لإجلاء نحو 150 المانيا من السودان أرجئت بسبب القتال الدائر في العاصمة الخرطوم وعدم التزام طرفي الصراع بالهدنة الثانية.. كذلك تحدثت اليابان عن وجود حوالي 60 مواطنا يابانيا بينهم موظفون في السفارة بالخرطوم

ومع استمرار إغلاق المطارات، تعتبر الأمم المتحدة إن خطة الإخلاء الفوري جوا مستحيلة، ما دعا إلى النظر في إمكانية استخدلم الطرق البرية – رغم المخاطر الكارثية التي تحيط بها.

وقالت الولايات المتحدة إنها سترسل مزيدا من القوات إلى المنطقة في حال قررت إخلاء سفارتها في الخرطوم. وأضاف البنتاغون أن القيادة الأميركية في أفريقيا تراقب الوضع في السودان عن كثب وتقوم بالتخطيط الحكيم لمختلف الحالات الطارئة.

ومنذ تحول النزاع على السلطة الكامن منذ أسابيع بين الفريقين إلى معركة ضارية السبت، يبدو الوضع ملتبساً للسودانيين البالغ عددهم 45 مليون نسمة.

شاهد أيضاً