حلول علاجية للالتواء الطبيعي

يولد بعض الأطفال بالتواء في القدم يعتبر تشوهاً يصيب قدم المولود فتكون ملتوية نحو الداخل ومائلة إلى الأسفل دون الشعور بأي ألم، والسبب في ذلك هو نمو عظام وعضلات وأوتار القدم بصورة غير طبيعية خلال فترات حمل الجنين، وبعد الولادة يظهر هذا العيب في التواء القدم نحو الداخل وفي بعض الحالات يكون الالتواء نحو الخارج، مما يشكل صعوبة كبيرة في عملية المشي، والإسراع في عملية العلاج في وقت مبكر يساهم بشكل كبير في إصلاح هذا العيب ونجاح العلاج وعودة الطفل إلى الحالة الطبيعية، وهذا العيب منتشر على مستوى العالم، حيث يصيب ما يقرب من 10 أطفال من بين كل 10 آلاف طفل في العالم، وهو عدد كبير نسبياً، ويصل عدد الأطفال المصابين بهذا العيب في العالم إلى ما يقرب من 200 ألف طفل سنوياً.
تتبع كل دول العالم طريقة «بونسيتي» في علاج ذلك الالتواء، فهي طريقة العلاج التصحيحي الذي يعيد القدم إلى الوضع المعتاد للمشي، وتعتبر وسيلة علاج غير مؤلمة، وتستخدم شد الأوتار والأربطة الموجودة بالقدم عن طريق قوالب من الجبس بأسلوب محدد مع استخدام سلسلة من الدعامات توضع بطريقة مرنة أثناء نمو الطفل حتى يتمكن من المشي بطريقة طبيعية، وبالتالي تساعده على إعادة القدم إلى وضعها الطبيعي، وهذا الطريقة في العلاج اكتشفها الطبيب الإسباني ايجناسيو بونسيتي، وحدد الوقت الأنسب للعلاج وهي الأسابيع الأولى من الولادة كمرحلة عمرية مناسبة وملائمة لتفيد البرنامج العلاجي، وتأتي نتائج جيدة وسريعة.
يعتمد العلاج على ارتداء دعامة القدم المخصصة لهذا الغرض، وتصل فترة الارتداء من14 إلى 15 ساعة على مدار اليوم، وتستمر مع الطفل إلى أن يصل عمره 5 سنوات وأحياناً إلى 6 سنوات، وذلك لضمان تقويم القدم ومنع حدوث الالتواء مرة أخرى، وهذه الطريقة تتشابه إلى حد بعيد مع عملية تقويم الأسنان واستعادة استقامتها، وهذه الطريقة في العلاج أفضل من اللجوء إلى العمليات الجراحية، التي تترك آثاراً جانبية وتسبب بعض الألم والمشاكل في المستقبل، كما أنها أثبتت نجاعتها وفاعليتها في كثير من حالات الأطفال الذين تم علاجهم بهذه الطريقة، ونجحت الدول المتقدمة في علاج المشكلة بصورة كبيرة، بينما في الدول النامية وصلت نسبة الأطفال المصابين بهذه المشكلة ولم يتم علاجهم إلى حوالي 82%، ومن أجل ذلك ابتكرت بعض الجهات الخيرية نوعاً من الدعامة رخيص السعر، تصنع من قماش الكتان ويرتديها الطفل للعلاج.

شاهد أيضاً