تناول هذه الأطعمة يحمي الكلى

ينصح الأطباء بالمحافظة على صحة الكلى والاطمئنان عليها بصفة دورية، لأن الكلى عضو حيوي ومهم للغاية بالنسبة لصحة الشخص وبقية أعضاء الجسم، وأي إهمال وتدهور في وظائف الكلى يقود إلى مضاعفات كبيرة، والوقوع في مشاكل تتطلب عناية ورعاية أكثر.
والشخص في غنى عن ذلك باتباع بعض الطرق والأساليب البسيطة للحفاظ على الكلى من أي أضرار، ومنها اتباع نظام غذائي يتضمن بعض الأطعمة الضرورية التي من مهامها تنظيف ورعاية وحماية الكلى من الأخطار التي تحدق بها باستمرار.
أمراض الكلى المزمنة تسبب ظهور اضطرابات أخرى تتعلق بالقلب، وكذلك حدوث خلل في الجهاز المناعي والجهاز الهضمي، فمن المعروف علميا أن الكلى تقوم بتصفية ما يقرب من 200 لتر يومياً من الدم، وتنتج في المقابل حوالي 2.5 لتر من البول نتيجة هذه التصفية.
وأهم وظيفة للكلى هي تصفية الدم من الفضلات والحفاظ على حجم الدم الكافي، وذلك لتسهيل نقل الأكسجين والمغذيات والهرمونات إلى الأعضاء الأخرى، وتعرض الكلى لأي مشكلة يمكن أن يؤدي إلى حدوث الفشل الكلوي، نتيجة تراكم السموم وما يتبعها من أضرار على أنسجة ووظائف الكلى
كما أن عملية الأكسدة المستمرة داخل الجسم لها تأثير سلبي على الكلى، لأن الأكسدة تطلق الجذور الحرة التي لها تأثيرات خطيرة على الجسم كله، ومنها السموم التي يتعرض لها الجسم والكلى بالأخص، وفي هذا الموضوع سوف نقدم بعض الأغذية والأطعمة التي لها القدرة على الحفاظ على الكلى، وتجاوز هذه السلبيات والأضرار والوقاية من المشاكل والأمراض.

الفلفل الأحمر والفراولة

توجد العديد من الإرشادات والنصائح التي يقدمها خبراء متخصصون ودراسات وأبحاث جديدة وحديثة حول دور الأطعمة في الحفاظ على صحة الكلى، وصنف العلماء عدداً من الأغذية على أنها صديقة لصحة الكلى، نتيجة احتوائها على مضادات الأكسدة، التي تقوم بمكافحة وتحييد أو إبطاء تأثير عمل الجذور الحرة، لحماية الجسم وتعزيز وظائف الكلى
ومن هذه الأطعمة المفيدة للغاية لصحة الكلى، الفلفل الأحمر الحلو، الذي يتميز بقلة احتوائه على الصوديوم، مع تضمنه الكاروتين الأحمر اللون، وهو أحد مضادات الأكسدة التي تقي من بعض أنواع السرطان، ويعد مصدراً جيداً لكل من فيتامين «أ» و«ب6» و«ج» وحمض الفوليك والألياف الغذائية المفيدة.
كل 50 جراماً من الفلفل الأحمر الحلو تحتوي على 1 ملليجرام من الصوديوم، وحوالي 90 ملليجرام من البوتاسيوم و11 ملليجرام من الفسفور، ويمكن تناول الفلفل الأحمر بصورة نيئة، ويمكن وضعه على أنواع معينة من السلطات، ويضاف على بعض الشطائر والبيض الأومليت، ويحشى باللحوم المفرومة أو اللحوم المشوية، وله طرق كثيرة في الطهي والتناول
ومن الأطعمة أيضا التي تشترك في اللون الأحمر والمفيدة لصحة الكلى هي الفراولة، لأنها غنية بالمواد المضادة للأكسدة، وتحتوي على كمية كبيرة من فيتامين «ج» والألياف الغذائية ومعدن المنجنيز، وتساهم في الحفاظ على صحة القلب قوية، وتتضمن نوعين من الفينولات، أحدهما هي التي تعطي الفراولة اللون الأحمر، وتعد من مضادات الأكسدة القوية التي تعمل على حماية خلايا الجسم وتمنع ضرر التأكسد، وكل 50 جراما من الفراولة تحتوي على 90 ملليجرام من البوتاسيوم، و15 ملليجرام من الفوسفور و1 مليجرام من الصوديوم.

التفاح والعنب الأحمر

يعمل تناول التفاح على الوقاية من الأمراض والمشاكل، لأنه يحتوي على كمية ضخمة من الألياف الغذائية الصحية للجسم عموما، وله خواص مضادة للالتهابات، ويساعد على تقليل نسبة الكوليسترول الضار في الجسم، وله دور جيد في الحفاظ على صحة ووظائف الكلى.
ومن الأطعمة الأخرى التي تساهم في حماية الكلى هي الكرز، لأنه يحتوي على مواد مضادة للالتهابات وغني بمضادات الأكسدة التي تحمي القلب والكلى والجسم عموما، وكل 70 جراماً من الكرز الحلو يحتوي على 155 ملليجرام من البوتاسيوم، وحوالي 16 ملييجرام من الفوسفور ولا يحتوي على أي نسبة من الصوديوم، ويمكن تناول الكرز على صورة وجبة خفيفة
والبعض يفضل صناعة صلصة الكرز مع تناول اللحوم الضأن، ويمكن عمل عصير الكرز وتناوله بشكل محبب للجميع، كما أن العنب الأحمر من الفاكهة المفيدة لصحة الكلى، لأنه يحتوي على الفلافونويدات التي تجعل لونه أحمر، وهي من المركبات التي تحمي من التأكسد وتحتفظ على أعضاء الجسم الهامة مثل القلب والكلى، فهو يقي من تكون جلطات القلب
ويحتوي العنب الأحمر على مادة تساهم في إنتاج الجسم لأكسيد النيتريك، والذي يعمل على حدوث استرخاء خلايا العضلات وبالتالي زيادة تدفق الدم، وتساعد الفلافونويدات على منع الالتهابات والحماية من السرطان، وكل 50 جراما من العنب الأحمر يحتوي تقريبا على 90 ملليجرام من البوتاسيوم، وحوالي 6 ملليجرام من الفوسفور وما يقرب من 1 ملليجرام من الصوديوم.

الملفوف والقرنبيط

يصنف الملفوف أو الكرنب على أنه من الأطعمة التي تحتوي على المواد الكيميائية النباتية، وهي مركبات لها دور جيد في تفكيك الجذور الحرة قبل أن تتسبب في حدوث أضرار للجسم، ويتميز الملفوف باحتوائه على كمية كبيرة من الألياف وفيتامينات «ك» و«ج»، ويعد مصدراً ضخماً لفيتامين «ب6» وحمض الفوليك، وكلها مواد ومركبات تساهم في تعزيز عمل الكلى والحفاظ عليها.
يحتوي كل 50 جراما من الملفوف على 65 ملليجرام من البوتاسيوم 11 ملليجرام من الفوسفور 5 ملليجرام من الصوديوم، ويتم تناول الملفوف في أنواع معينة من السلاطات، ويمكن طهيه بالبخار أو السلق مع إضافة بعض التوابل، ويمكن استخدامه في عمل حشو باللحم المفروم وبطرق أخرى متعددة طبقا لثقافة كل دولة في طهي الملفوف، ومن الأطعمة المفيدة للكلى أيضا القرنبيط، لأنه غني للغاية بفيتامين «ج» ومصدر هائل لحمض الفوليك والألياف الغذائية، وبه مركبات تساعد الجسم على التخلص من السموم، وخاصة الكبد والكلى حتى لا تتسبب في إحداث أضرار في غشاء الخلية والحمض النووي، ويحتوي كل 50 جراما من القرنبيط على 90 ملليجرام من البوتاسيوم و22 ملليجرام من الفوسفور وحوالي 8 ملليجرام من الصوديوم.

الثوم والبصل

يعد بياض البيض من الأطعمة المفيدة كذلك لصحة الكلى، حيث يحتوي البياض على أجود أنواع البروتين النقي، بالإضافة إلى الأحماض الأمينية الأساسية، وكمية قليلة من الفوسفور مقارنة بأنواع البروتين الأخرى
ومن المفيد تناول الأطعمة التي تحتوي على حمض أوميجا3 الدهني، لأنه يساعد على تقليل الكوليسترول الضار وزيادة الكوليسترول النافع في الجسم، والأوميجا3 متوفر في كل من الأسماك ويجب تناول الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى لهذه الأسماك، وأيضا التونة والماكريل والرنجة والسالمون والسردين
وتناول زيت الجوز والكانولا والكتان واللوز، فهي تعد مصادر أخرى بديلة لحمض أوميجا3، ومفيدة للغاية لمن يعاني أمراض الكلى، لأن الأحماض الدهنية التي ينتجها الجسم ويحتاج إليها من مصادر خارجية، للحماية من تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكليتين
ويعتبر الثوم والبصل من الأطعمة المفيدة لمرضى الكلى، لأنها غنية بالمواد المضادة للالتهابات، وتحتوي على خصائص مضادة للأكسدة، فالبصل غني بمادة الكيرسيتين المضادة للأكسدة بقوة، والتي يرجح الباحثون أنها تعمل على الحد من أمراض القلب وتقلل من فرض الإصابة بالسرطان
كما يحتوي البصل والثوم على الكروم والمعادن الهامة التي تساعد الجسم في عمليات التمثيل الغذائي للدهون، والثوم تحديداً يتمتع بخصائص مضادة للتخثر، وزيت الثوم له دور جيد في تنشيط الكلى وتعزيز وظائفها.

زيت الزيتون

أثبتت دراسة علمية حديثة أن تناول السكريات بكثرة لفترة طويلة يؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي، وبالتالي الدخول في دوامة الأمراض المختلفة.
وتشير الدراسة إلى أن مشاكل الكلى المزمنة عموماً تعتبر من أكثر الأمراض التي تنتشر وتهدد الأشخاص حول العالم، ففي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يعاني حوالي 28 مليون شخص أمراض الكلى، ويرجع هذا العدد الكبير إلى وجود أمراض أخرى مزمنة هي السبب الرئيسي وراء حدوث علل في الكلى، ومنها أمراض السكري وضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، وتؤثر سلباً في الكلى مع مرور الوقت.
وفي دراسة جديدة تبين أن اتباع نظام غذائي صحي محدد يعمل على الوقاية من هذه الأمراض التي تهاجم الكلى، ويعد من الطرق الرئيسية في الحفاظ على صحة الكلى
وتوصلت هذه الدراسة إلى أن زيت الزيتون له دور كبير في الحفاظ على صحة الجسم بدرجة كبيرة ومنها الكلى، ففي الدراسة تبين أن الأشخاص الذين يستهلكون زيت الزيتون باستمرار ببعض المناطق من العالم، ويضعونه في مختلف الوجبات والأطعمة بصورة أساسية، هم الأكثر تمتعاً بصحة جيدة وتنخفض لديهم نسب الإصابة بالأمراض المزمنة، مقارنة بالآخرين الذين لا يتناولون زيت الزيتون والسبب يعود إلى أن زيت الزيتون غني بمضادات الأكسدة المعروفة بفوائدها الصحية العديدة، فهو يحتوي على الحمض الدهني أوميجا 9 وأيضاً على البوليفينول، وهما مضادان للالتهابات ويحميان الجسم من الأكسدة.

شاهد أيضاً