الإمارات عونٌ لليمن

سلطان حميد الجسمي

لدولة الإمارات مواقف إنسانية كبيرة، فقد امتدت أياديها البيضاء إلى كل أرجاء العالم، بل وصلت إلى أكثر من 147 دولة من دون تمييز بينها بسبب الدين أو اللون أو العرق، فكان همها هو مساعدة المحتاجين والفقراء والمنكوبين، ومد يد العون لهم، وكانت بكل جدارة في صدارة الدول المانحة للمساعدات على مستوى العالم، فاحتلت المركز الأول كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية في اليمن.
وهذا العطاء ممتد منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» الذي ترك بصمة إنسانية كبيرة في اليمن وعطاء غير محدود تأكدت من خلاله العلاقة الأخوية بين دولة الإمارات واليمن، وقال الشيخ زايد، رحمه الله، حينها: «إن من واجبنا أن نأخذ بيد اليمن حتى يكون رافداً للأمة العربية في الحاضر والمستقبل»، وكانت ولا تزال هذه الكلمات التاريخية خالدة منقوشة بمداد من ذهب في العلاقات الإماراتية اليمنية.
يشهد كل يمني اليوم بأن الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، كان لا يتردد في تقديم المساعدات للشعب اليمني الشقيق، وفي أكتوبر عام 1984 سطعت لحظة تاريخية لكل يمني عندما زارها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ووضع حجر الأساس لمشروع إعادة بناء سد مأرب التاريخي، ويعد هذا السد إرثاً تاريخياً وحضارياً للشعب اليمني، وحينها قال الشيخ زايد، رحمه الله، كلماته العظيمة: «لم أجد أعز وأغلى لليمني من بناء سد مأرب، فعزمت على بنائه من جديد»، إيمانا منه بدعم الشعب اليمني الشقيق.
توالت الأعمال الخيرية والإنسانية في اليمن والتي بدأها المغفور له مؤسس دولة الإمارات منذ السبعينات إلى يومنا هذا، وأكمل مسيرة العطاء قادة دولة الإمارات الذين وضعوا اليمن على رأس أجنداتهم لتقديم يد العون لها، بل جعلوا اليمن المحطة الأولى، وحرصوا على تقديم المساعدات الإنسانية والعاجلة لليمنيين. واليوم تتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول عالميا بوصفها أكبر مانحة للمساعدات للشعب اليمني لعام 2019 والتي أعلنت عنها الأمم المتحدة قبل أيام من خلال تقديم دولة الإمارات الدعم الكامل لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن التي أطلقتها الأمم المتحدة وشركاؤها في مجال الإغاثة.
قدمت دولة الإمارات إلى الشعب اليمني الشقيق منذ عام 2015 وإلى يونيو 2019 ما يقارب 20.53 مليار درهم إماراتي أي ما يعادل 5.59 مليار دولار أمريكي والتي أسهمت في إعادة الإعمار في محافظات عديدة في اليمن تم تحريرها من قبل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والتي تشارك فيها القوات المسلحة الإماراتية لإعادة الشرعية للشعب اليمني الشقيق، وتحريره من قبضة ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، وهذا الإسهام وفر للشعب اليمني حياة كريمة ومستقرة في ظل الحرب البائسة في مجالات عدة، منها تقديم مساعدات غذائية مستعجلة وصحية ومحاربة الأمراض المعدية، وإعادة بناء المستشفيات وتوفير الأدوية، وتقديم الدعم للطفولة والأمومة، وتوفير التعليم للأطفال وأبناء اليمن من خلال تقديم الدعم التربوي والتعليمي وإعادة بناء المدارس وافتتاح مدارس جديدة ودعم الكوادر التعليمية ماديا، وأيضاً تمت إعادة بناء البنية التحتية ودعم المؤسسات الحكومية لتيسير حاجات الشعب اليمني اليومي، وافتتاح محطات لتوليد الكهرباء والماء، إلى غير ذلك من المساعدات الإنسانية والتنموية التي تقدمها دولة الإمارات للشعب اليمني الشقيق.
قدمت دولة الإمارات الغالي والنفيس لأجل الشعب اليمني، فقدمت شهداء بواسل نقشوا اسمهم في التاريخ، لإعادة الشرعية اليمنية ودحر العدوان الحوثي الإيراني على اليمنيين وتوفير الحياة الكريمة والاستقرار لهم، وها هم رجال الإمارات من القوات المسلحة يقدمون التضحيات للشعب اليمني، ولهم مواقف نبيلة مع منظمات الأمم المتحدة وجمعيات الهلال الأحمر المنتشرة في اليمن والتي تثني على جهود دولة الإمارات الإنسانية في المحافل الدولية.

sultan.aljasmi@hotmail.com

Original Article

شاهد أيضاً