توصل فريق من الباحثين في شيكاجو إلى طريقة جديدة وبسيطة للكشف عن الخلايا السرطانية الموجودة في الدماغ دون حدوث إرهاق للجسم، وتعتمد هذه الطريقة على استخدام مادة الجرافين وربطها بالخلايا السرطانية، ليتم تمييز هذه الخلايا والتعرف السريع عليها، والجرافين يعتبر طبقة رقيقة للغاية تتكون من ذرات الكربون المترابطة بسمك ذرة واحدة من الكربون، وترتبط هذه الذرات مع بعضها بروابط سداسية تشبه شكل خلية النحل، وتجعل الجرافين صلباً للغاية، يصنف الجرافين على أنه أقوى مادة مكتشفة على سطح الأرض حتى الآن، فهو أقوى من الماس بحوالي 42 مرة وأقوى 3100 مرة من الفولاذ.
يتميز الجرافين بخواص توصيلية عالية للحرارة والكهرباء، نتيجة تكون الجرافين من مادة ذات بعدين، ويساعد ذلك في سهولة تحرك الإلكترونات بدرجة أكبر بكثير من المواد ذات الأبعاد الثلاثية، ولذلك يكون الجرافين موصلاً ممتازاً للكهرباء والحرارة وبأقل قدر من المقاومة، كما أنه موصل جيد أيضا للصوت، وتشترك جميع ذراته في سحابة من الإلكترونيات تتحرك بحرية حول السطح، كما يتسم الجرافين بقدرته على كشف معدلات نشاط الخلايا المرتبطة معه، حيث يعمل ارتباط الخلية مع الجرافين على إعادة توزيع الشحنة في الجرافين، وتختلف طاقة الاهتزاز الذري للجرافين حسب الخلية التي تلامسها، فإذا كانت الخلية سرطانية يكون فيها النشاط مفرطاً، ويسبب شحنة سالبة على سطح الجرافين وانطلاق المزيد من البروتونات، وملامسة خلية سرطانية عنها في الخلية السليمة.
قام الباحثون بالمقارنة بين الخلايا المسرطنة والخلايا السليمة في دماغ أحد الأشخاص، أجرى الباحثون تطبيق التقنية الحديثة على الفئران المصابة بالسرطان، وكانت النتائج الأولية مبشرة للغاية، والتطبيق القادم سيكون على الخزعة المأخوذة من المرضى، ويمكن الاستفادة من تلك التقنية في التفرقة بين أنواع الخلايا ونشاطها، كما يسهل استخدام هذه الطريقة في الكشف عن البكتيريا، والأهم هو استخدام هذا الأسلوب الجديد في معرفة حالة الانتكاس بعد إجراء جراحة إزالة الورم الدماغي، عن طريق عينة من الخلايا المرتبطة بالجرافين لمعرفة هل يوجد خلايا سرطانية أم لا؟