أعلن منتدى أبوظبي للسلم عن عزمه عقد ملتقاه السنوي العاشر، في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، في شهر ديسمبر القادم، تحت عنوان “الحوار ملاذا للسلام العالمي”.
جاء ذلك في ختام أعمال الدورة الخامسة عشر لمجلس أمناء المنتدى، التي انعقدت في العاصمة المغربية الرباط، يومي 23-22 صفر 1446ه، الموافق 26 -27 أغسطس الجاري، برئاسة معالي العلامة عبدالله بن بيّه رئيس المنتدى، وبحضور سعادة الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية، ومعالي الشيخ نور الحق قادري، الوزير الاتحادي السابق للشؤون الدينية والوئام بين الأديان في باكستان، وسماحة الدكتور شوقي علام، المفتي الأسبق لجمهورية مصر العربية، وسعادة الدكتور وليام فندلي، المدير التنفيذي لمؤسسة حلف الفضول بواشنطن، وفضيلة الدكتور حمزة يوسف، رئيس كلية الزيتونة في أمريكا، وفضيلة الدكتور عبدالحميد عشاق مدير مؤسسة دار الحديث الحسنية بالمملكة المغربية، وأصحاب السعادة والسماحة والفضيلة أعضاء المجلس من مختلف دول أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. كما حضر هذه الاجتماعات، سعادة المحفوظ بن بيّه الامين العام لمنتدى أبوظبي للسلم وسعادة الدكتورة آمنة الشحي، مديرة مكتب المنتدى بالرباط.
وفي كلمته الافتتاحية أكّد معالي العلامة عبد الله بن بيّه، أن اختيار الحوار موضوعا للملتقى العاشر، يأتي انسجاما مع منهج دولة الامارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، القائم على الدعوة إلى الحوار، واعتباره أمرا لا بديل عنه، وطريقا لا بد من سلوكها، لأنه بديل الصراع الدائم، فالحوار يُطلع الأطراف على وجود وسائل أخرى للتعايش وحلول للمشاكل لصالح الجميع ولمصلحة الكل.
وشدّد الشيخ بن بيّه على مركزية الحوار في منظومة القيم الإسلامية والإنسانية، بوصفه وسيلة مطلوبة في كل الظروف وعلى مختلف المستويات، فهو ضرورة قبل الحرب لتجنبها وأثناء الحرب لإيقافها وبعد الحرب للتخفيف من آثارها وضمان عدم عودتها،
ونبّه معالي العلامة بن بيّه إلى أنه وفي ظل الظروف الدولية الصعبة الراهنة، يظل الحوار هو الأمل الوحيد والطريق السديد لإيقاف الحروب وتجنّب التصعيد والوصول إلى سلام مستدام، مؤكدا في هذا السياق أن الأبواب المغلقة والأسماع الموصدة، لا تقود إلا إلى مزيد من التوترات والاضطرابات بين البشر. مشيداً في السياق نفسه بالدور الريادي لدولة الامارات العربية المتحدة مع المجتمع الدولي لإيقاف مأساة الحرب في غزة وإنهاء المعاناة التي يمر بها الأشقاء في الأراضي الفلسطينية.
وأشار معاليه إلى رمزية ملتقى هذا العام وقيمته، من حيث إن الذكرى العاشرة تشكل فرصة لتوثيق أعمال المنتدى ومنجزاته في العقد المنصرم، وإسهاماته المشهودة في الدعوة إلى السلم العالمي ومبادراته الرائدة في مختلف الميادين؛ ولإطلاق استراتيجية لجهود المنتدى في المرحلة القادمة، تأسيسا على ما أنجز، واستشرافا للأفق المستقبلي.
كما تناول أعضاء مجلس الأمناء بالذكر والتثمين مسيرة المنتدى منذ تأسييه حين كانت المنطقة العربية تمرٍ بحروب أهلية، وبأعمال إرهابية، عاثت في الأرض فساداً، فكانت تلك الأحداث الجسام، والمآسي العظام، المحرك لدعوة للسلم، لحفظ النفوس من القتل والأوطان من التفكك. فاتجه عمل المنتدى أولاً، إلى بيان الرأي الشرعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي استندت عليها آلة الإرهاب، مركزا على أولوية وأوّلية السلم كمقصد أعلى من مقاصد الشريعة الإسلامية، وشرعية ومشروعية الدول الوطنية المعاصرة، ثم انتقلت جهوده إلى مد اليد لأولي بقية من مختلف أتباع الأديان والثقافات حول العالم، ليُكوّن معهم حلف فضول جديد، يدعو إلى الفضائل والسلام ويعلي كرامة الإنسان.
واستمع المجلس إلى مداخلات الحاضرين، التي تضمَّنت مقترحات وأفكاراً حول عنوان ومحاور الملتقى القادم، وقد أجمع المشاركون على أهمية الحوار وراهنيته، وحاجة العالم إليه، للارتفاع عن درك الحروب إلى ربوة السلام، والخروج من ضيق النزاعات والانقسامات إلى سعة التعايش والوئام.
وأحال المجلس المقترحات إلى اللجنة العلمية للمنتدى قصد بلورتها وتطويرها، وقدمت اللجنة إحاطة حولها للمجلس في جلسة الاجتماع الختامية.
وفي ختام الاجتماع تقدّم المجلسُ بأسْمى عبارات الشُّكْر والامتنان لدولة الإمارات العربية المتحدة لما تقوم به من رعاية مستمرة لبرامج المنتدى ومبادراته، وما تضطلع به من ريادة مشهودة وجهود محمودة في نشر رؤية السّلام ورواية التسامح، عبر العالم.