تألقت روائع الشعر الأسبوع الماضي في قلب العاصمة الأسكتلندية، إدنبرة، حيث جمعت هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” ومؤسسة الإمارات للآداب نخبة من الأصوات الشعرية المبدعة من دولة الإمارات العربية المتحدة واسكتلندا في أمسية “بصمات على رمال الزمن”، التي شكلت احتفاءً استثنائياً بالإرث الشعري الإماراتي والاسكتلندي.
وتأتي هذه الأمسية ضمن برنامج “المواهب الأدبية المحلية إلى العالمية”، الذي أطلقته “دبي للثقافة” بالشراكة مع مؤسسة الإمارات للآداب، بهدف دعم الشعراء والكُتّاب والفنانين من مواطني الدولة والمقيمين على أرضها، وتمكينهم من عرض إبداعاتهم وتعزيز حضورهم على الساحة العالمية. كما يسهم المشروع الذي يندرج تحت مظلة برنامج “منحة دبي الثقافية”، في فتح الآفاق أمام أصحاب المواهب المحلية للمساهمة في إبراز ثراء المشهد الثقافي المحلي، وبناء شبكات إبداعية وتعزيز التبادل الثقافي مع نظرائهم ومد جسور التواصل مع الجمهور من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يتناغم مع تطلعات دبي ورؤاها الطموحة الهادفة إلى ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للإبداع وتبادل المعرفة، والدبلوماسية الثقافية.
وأشارت شيماء راشد السويدي، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والتصميم والآداب في “دبي للثقافة”، إلى حرص الهيئة على الاحتفاء بالمنتج الأدبي المحلي، وتعزيز حضور أصحاب المواهب الإماراتية على الساحة الدولية، وتسليط الضوء على أفكارهم وإنتاجاتهم الغنية ما يدعم قوة الصناعات الثقافية والإبداعية في دبي، لافتةً في الوقت ذاته إلى أهمية دور الهيئة وجهودها الهادفة إلى مد جسور التواصل مع المجتمعات الأخرى والمؤسسات الثقافية من مختلف أنحاء العالم. وقالت: “يُعد برنامج “المواهب الأدبية المحلية إلى العالمية” منصة مبتكرة تسهم في تعزيز ريادة دبي ومكانتها على الخريطة العالمية، وإبراز ما تتميز به من جاذبية ثقافية، ومناخات إبداعية ملهمة، ومشهد ثقافي متفرّد. وتكمن أهمية المشروع في قدرته على فتح آفاق جديدة للتبادل المعرفي والتعاون الدولي، من خلال إتاحة فرص نوعية لأصحاب المواهب المحلية تُمكنهم من التفاعل مع الحراك الثقافي العالمي، ما ينعكس إيجاباً على مشهد دبي الإبداعي”.
وقالت أحلام بلوكي، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب: “من خلال برنامج “المواهب الأدبية المحلية إلى العالمية”، نبني جسوراً متينة من الإبداع والتواصل، ونعلن للعالم أن أصوات الأدب الإماراتي النابضة بالحياة تتجاوز حدود الأرض لتبلغ آفاقاً عالمية. رغم اتساع جغرافيا وطننا بين رمال الصحراء وبنايات تعانق أحضان السماء، تبقى شعلة الشعر موحدة لنا، فهو الحافظ الأمين للذاكرة والهوية والروح. إنّ برنامج “بصمات على رمال الزمن” ليس مجرد لقاء شعري، بل جسر خالد يربط بين عوالمنا، حيث يلتقي التراث العريق بجمال اللغات، وتتلاقى المشاعر لتنسج حكايات تكرم ماضينا وترسم ملامح مستقبلنا المشترك”.
وانطلقت الأمسية بالتزامن مع موسم المهرجانات الثقافية الشهير في إدنبرة، الذي يقام على مدار شهر كامل، ويستقطب العالم إلى منصات الإبداع في الموسيقى والمسرح والأدب وفنون الأداء. وشهد برنامج «بصمات على رمال الزمن» تنظيم جلستين مميزتين، الأولى أقيمت في مكتبة الشعر الأسكتلندية، وحضرها عدد من أبرز الشخصيات الثقافية، من بينهم الدكتورة هارييت ماكميلان، مديرة “إدنبرة مدينة الأدب” التابعة لليونسكو، وكلير دي بريكليير، المديرة القادمة للمجلس الثقافي البريطاني في اسكتلندا؛ ونورا كامبل، رئيسة الفنون بالمجلس الثقافي البريطاني في اسكتلندا.
وشهدت الأمسية مشاركة كل من الدكتورة عفراء عتيق، وعلي الشعالي، وشما البستكي، الذين ألقوا تشكيلة من قصائدهم إلى جانب نخبة من شعراء اسكتلندا، منهم بيتر ماكاي، شاعر اسكتلندا الحائز لقب “شاعر الدولة”، ومايكل بيدرسن، شاعر إدنبرة الرسمي، والشاعرة الاسكتلندية-الجزائرية، جانيت عياشي، فيما تنوعت القراءات الشعرية بين اللغة العربية والإنجليزية والجيلية الأسكتلندية والأسكتلندية التقليدية، في تجسيد عميق لجذور تقاليد الشعر الشفهي والإيقاعات الموسيقية والارتباط الوثيق بالأرض واللغة الذي يجمع الثقافتين. واختتم البرنامج بأمسية خاصة حصرية عقدت في نادي “جلين إيجلز تاون هاوس”، أتيحت خلالها لمجموعة من الضيوف فرصة خوض تجربة شعرية مميزة تُثري الحوار الثقافي بين الإمارات واسكتلندا.