أبوظبي تضع نهجاً تعاونياً مبتكراً لتوظيف الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية خلال الجلسة الحوارية لقادة الصحة

شبكة أخبار الإمارات ENN

جمعت دائرة الصحة – أبوظبي، الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة، نخبة من المسؤولين الحكوميين الدوليين خلال الجلسة الحوارية لقادة الصحة لصياغة إعلان مبادئ حوكمة الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، وجاء ذلك على هامش أسبوع أبوظبي العالمي للصحة، حيث تناولت الجلسة التحديات والفرص الرئيسية لإطلاق قدرات الذكاء الاصطناعي، واستكشفت المبادئ الرئيسية لحوكمة الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.

وشاركت “برايس ووترهاوس كوبرز” الشرق الأوسط في تنظيم هذه الجلسة، التي سيتم على إثرها تطوير نهج دولي تعاوني سيمثل مرجعاً للحكومات والنظم الصحية والمبتكرين لضمان توظيف الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية بأسلوب قائم على أسس الشفافية والمسؤولية والشمول.

وفي هذا الصدد، قال معالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي: “تبرز اليوم وأكثر من أي وقت مضى أهمية وضع تصور مشترك وتحديد الإجراءات الواجبة لتوظيف الذكاء الاصطناعي بأسلوب قائم على أرقى المبادئ الأخلاقية ووفق أرفع معايير المساواة والسلامة، لأن تقنياته لم تعد أمراً يتعلق بالمستقبل بل ضرورة في عالم اليوم. ففي الوقت الذي يبذل فيه العديد منا جهوداً حثيثة للتكيف مع تصاعد دور الذكاء الاصطناعي، لا بد من وضع إطار عمل موحّد يمكّن أجيال الغد من التعامل مع الذكاء الاصطناعي بأسلوب مسؤول. لذلك يأتي ’إعلان مبادئ حوكمة الذكاء الاصطناعي لإطلاق إمكاناته في الرعاية الصحية‘ ليؤسس دليلاً عالمياً يتخطى في أهميته الأبعاد التجارية ليعود بالنفع على دول العالم بأسره. فهو ليس مجرد وثيقة عادية، بل دعوة جماعية للحكومات والمبتكرين ورواد الرعاية الصحية حول العالم”.

وسيحدد إعلان مبادئ حوكمة الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية القواعد الإرشادية لتوظيف الذكاء الاصطناعي بأسلوب مسؤول لتحسين المخرجات الصحية وحماية حقوق المرضى. وسيمثل الإعلان مرجعاً موثوقاً لإجراءات الحوكمة الموحدة يستفيد منه مختلف المعنيين عالمياً.

وخلال كلمتها الافتتاحية في الجلسة، قالت سعادة الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي: “يبرز اليوم الدور الحيوي الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، إذ أسهم بتحويل سبل تقديم الرعاية وإجراء التشخيص وتحقيق الاكتشافات العلمية، لذلك ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعاً مع هذه الإمكانات الكبيرة، ضماناً لتوظيفه بأسلوب مسؤول وفق أرقى المبادئ الأخلاقية. ونحن في أبوظبي نجحنا بالفعل بتسخير قدراته بالشكل المطلوب ووفق المبادئ المذكورة مدعومين بسياسات ولوائح صارمة تحدد سبل استخدامه، حيث أصبح يسهم في تحويل البيانات إلى معلومات قيّمة يمكن تحويلها لإجراءات ملموسة تنقذ حياة المرضى. وتنسجم هذه الجهود مع رؤيتنا بتقديم الرعاية الصحية الدقيقة والاستباقية والشخصية بأسلوب محوره الإنسان، بدعم من التكنولوجيا”.

وخلال الجلسة الحوارية، شدد المشاركون على الحاجة لإطار عمل قانوني وتنظيمي مرن لإرشاد التوظيف الآمن والأخلاقي للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية مع تمكين الابتكار، وتناولوا ضرورة وجود نهج يتمحور حول الإنسان، وأشارت الحوارات لعدد من الموضوعات الرئيسية من بينها توحيد المعايير، وخصوصية البيانات، وموثوقية الاستخدام، وصقل المهارات، وتفاعل المجتمع.

وأكدت مخرجات الجلسة الحوارية على أمور أساسية تشمل:

  • أطر عمل الاختبار الواضحة ضماناً لتلبية أدوات الذكاء الاصطناعي للمعايير السريرية الواقعية.
  • النظم التعاونية التي توحد المنظمين والمعنيين بالقطاع والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني ضمن مختلف المناطق والدول.
  • الوصول المسؤول للبيانات بأسلوب يحمي ويضمن الخصوصية ويحدد ملكيتها.
  • معالجة التفاوت في مهارات الذكاء الاصطناعي من خلال دعم التعليم وتعزيز الوعي ضمن نظم الرعاية الصحية وتأهيل الكوادر الصحية للمرحلة الجديدة.
  • مواءمة حالات استخدام الذكاء الاصطناعي مع تحديات المرضى والنظم على أرض الواقع واستخدام التكنولوجيا بأسلوب هادف لحل مشكلة فعلية أو تحسين أداء معين، وليس لمجرد مواكبة ظهورها.

وجمعت الجلسة الحوارية لقادة الصحة مجموعة متميزة من قادة القطاع المحليين والدوليين بمن فيهم مسؤولون حكوميون، وخبراء في الذكاء الاصطناعي، وقيادات تنفيذية في القطاع الصحي، ومؤسسات متعددة الأطراف، لاستكشاف المبادئ والممارسات المشتركة والضرورية لتوظيف الذكاء الاصطناعي بأسلوب مسؤول وفعال وعادل.

وتنسجم هذه الموضوعات مع منظومة الذكاء الاصطناعي متسارعة النمو في أبوظبي التي تجمع مليارات نقاط البيانات في مجال الصحة لتحويلها إلى معلومات تقود لإجراءات فعّالة على أرض الواقع.

وتدعم أكاديمية الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، التي أطلقتها دائرة الصحة – أبوظبي، نهج الإمارة للذكاء الاصطناعي عبر تزويد الكوادر الصحية حول العالم بالمعارف النظرية والتدريبات العملية الضرورية لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، بما يضع معياراً عالمياً في بناء القدرات. وتقدم “ملفي”، أول منصة مبتكرة لتبادل المعلومات الصحية على مستوى المنطقة، وصولاً آمناً ومباشراً لبيانات المرضى لدى مزودي الخدمات الصحية من القطاعين العام والخاص. ويعتبر هذا التكامل السلس للبيانات أمراً أساسياً لتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعي بأمان وكفاءة على نطاق واسع.

ويمثل أسبوع أبوظبي العالمي مبادرة حكومية رائدة من دائرة الصحة – أبوظبي، ومنصة للابتكار والتعاون وينعقد هذا العام تحت شعار “نحو حياة مديدة: مفهوم جديد للصحة والعافية”. من خلال استقطاب مختلف المعنيين من شتى أرجاء العالم، يعتبر أسبوع أبوظبي العالمي للصحة حدثاً عالمياً يسعى لصياغة مستقبل الصحة والعافية.

شاهد أيضاً