يواجه الأهالي اليوم العديد من المحاذير بشأن مقدار الوقت الذي يقضيه أطفالهم بصحبة أجهزتهم الإلكترونية وطبيعة المحتوى الذي يستهلكونه على الإنترنت. أظهرت دراسة أجرتها كاسبرسكي بالتعاون مع مجلس الأمن السيبراني في الإمارات العربية المتحدة، نُشرت في أكتوبر 2024، وسلطت الضوء على هذه المخاوف. تكشف النتائج أن 95% من الآباء يراقبون الأنشطة الإلكترونية لأطفالهم، وأن 92% من الآباء يضعون حدوداً للوقت الذي يمكن أن يقضيه أطفالهم على الإنترنت.
لا تأتي هذه المخاوف الأبوية من فراغ. إذ أظهرت بيانات كاسبرسكي أن 58% من الأطفال في الإمارات قد تعرضوا لمحتوى عنيف على الإنترنت. كما تناول 24% من الأهالي حوادث مثيرة للقلق تتضمن محاولة أفراد بالغين غير معروفين التودد لأطفالهم في الفضاء الرقمي. بالإضافة إلى ذلك، تعرض 31% منهم لخسائر مالية نتيجة تصرفات أطفالهم عبر الإنترنت، بما في ذلك حالات تنزيل ألعاب مدفوعة عن طريق الخطأ، أو شراء شيء ما عبر الإنترنت دون استئذان، أو الوقوع ضحية لعمليات خداع إلكترونية.
لحماية الأطفال من التهديدات الرقمية، يوصي خبراء كاسبرسكي باتخاذ مزيج من التدابير التقنية وغير التقنية جنباً إلى جنب. إذ تشمل التدابير غير التقنية في المقام الأول تعزيز الثقافة الرقمية للأطفال والأهالي على حد سواء، في حين تتخذ التدابير التقنية أشكالاً مثل استخدام برامج التحكم الأبوي. وتتيح بعضاً من هذه البرامج للأهالي التحكم في مدة استخدام الأجهزة، وتتبع مواقع أطفالهم جغرافياً، وحمايتهم من المحتوى غير اللائق عمرياً، بما في ذلك المحتوى الموجود على YouTube. وأحد أبرز هذه التطبيقات هو Kaspersky Safe Kids الذي يتمتع بطيف واسع من الوظائف، ويتم التحقق من فعاليته بشكل دوري من قبل مختبرات الفحص الدولية المستقلة. وتصديقاً على ذلك، أثنى باحثو مؤسسة AV-Comparatives في أحدث اختباراتهم على قدرة تطبيق Kaspersky Safe Kids على حجب 98% من المحتوى غير اللائق بدون تسجيل أي حالات إيجابية زائفة.
في هذا السياق، علق سيف الله الجديدي، رئيس قنوات المستهلكين في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى كاسبرسكي، قائلاً: «عندما يتعلق الأمر بسلامة الأطفال على الإنترنت، فإن الحماية من المحتوى غير اللائق تلعب دوراً أساسياً. وهدفنا هو تمكين الأهالي من الشعور بالثقة بأن أطفالهم محميون. كما ونفخر ونعتز باعتراف منظمات الاختبار المستقلة بجهودنا المتفانية في هذا الصدد.»
تقترح كاسبرسكي على الأهالي والأوصياء اتباع الإجراءات التالية لضمان حماية أطفالهم:
- بالبقاء على إطّلاع على أحدث التهديدات ورصد أنشطة أطفالهم على الإنترنت باستمرار، يمكن للآباء توفير بيئة رقمية أكثر أماناً لأبنائهم.
- من الضروري أن يتحلى الآباء بالشفافية في التواصل مع أطفالهم حول المخاطر المحتملة التي قد يواجهونها على الإنترنت، وتحديد ضوابط وإرشادات صارمة لضمان سلامتهم.
- لمساعدة الآباء في تعريف أطفالهم بالأمن السيبراني في خضم مشهد التهديدات المتنامي، قام خبراء كاسبرسكي بتطوير كتيب «أبجدية الأمن السيبراني من كاسبرسكي» والذي يتضمن مفاهيم رئيسية من مجال الأمن السيبراني. بين صفحات هذا الكتاب، سيتعرف الأطفال على تقنيات جديدة، وعلى قواعد النظافة السيبرانية الرئيسية، وكيفية تجنب التهديدات عبر الإنترنت واكتشاف خدع المحتالين. بعد قراءة هذا الكتاب مع أطفالهم، سيكون الأهالي على ثقة بأن أطفالهم سيتعلمون كيفية تمييز مواقع التصيد الاحتيالي، وكيفية عمل الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) وأكواد الاستجابة السريعة (QR)، وحتى ماهية مصائد مخترقي الشبكات والتشفير ودورها الذي تؤديه في الأمن السيبراني الحديث. يمكن للآباء تحميل نسخة PDF من الكتاب مجاناً ومناقشة أساسيات الأمن السيبراني مع أطفالهم ليبنوا مستقبلهم السيبراني الآمن.
- حماية الأطفال من تحميل أي ملفات خبيثة أثناء أوقات لعبهم عن طريق تثبيت حل أمني موثوق على أجهزتهم.
- يمكن للوالدين حماية أطفالهم بشكل فعال من التهديدات السيبرانية في المشهد الرقمي باستخدام الأدوات المناسبة مثل تطبيق الرقابة الأبوية الرقمي Kaspersky Safe Kids.
تحمل الإحصائية اسم «النشوء على الإنترنت» وقد أجرتها وكالة Toluna للأبحاث بطلب من كاسبرسكي في عامي 2023 و2024. وتضمنت عينة الدراسة 10 آلاف مقابلة عبر الإنترنت (غطت 5 آلاف مجموعة مكونة من أحد الوالدين وطفل، مع تراوح أعمار الأطفال بين 3 و17 عاماً)، وغطت 5 بلدان هي: تركيا، وجنوب إفريقيا، ومصر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة.