شدد سعادة فهد عبدالقادر القاسم، مدير عام هيئة الأوقاف وإدارة أموال القصر (أوقاف أبوظبي)، على أن الإدارة الاستراتيجية للأصول الوقفيّة يمكن أن تكون محفزاً قوياً في مواجهة تحديات الأمن الغذائي من خلال الاستثمار والابتكار المستدام.
خلال كلمته الافتتاحية في القمة العالمية للأمن الغذائي، التي عُقدت ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي، استعرض سعادة فهد القاسم سبل تطبيق نموذج الأوقاف الناجح الذي تتبناه أوقاف أبوظبي في معالجة تحديات الأمن الغذائي العالمي، ومثال على ذلك نموذج مبادرة وقف الرعاية الصحية التي تبلغ قيمتها مليار درهم إماراتي.
وفي كلمته التي ألقاها تحت عنوان “الأوقاف كمحفزات: الاستراتجيات الاقتصادية لتعزيز الأمن الغذائي”، أوضح سعادته حجم التحدي الذي يشكله انعدام الأمن الغذائي، لافتاً إلى أن ما بين 713 و757 مليون شخص عانوا من الجوع في عام 2023، وهو ما يمثل شخصاً واحداً من كل 11 فرداً على مستوى العالم، وواحداً من كل خمسة أشخاص في إفريقيا.
وأكد سعادته أن استضافة القمة العالمية للأمن الغذائي في أبوظبي يٌعد “شهادة قوية على دور أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة كملتقى عالمي لتبادل الأفكار من أجل إيجاد حلول عملية لمواجهة التحديات الإنسانية الملحة، وخاصة تحديات الأمن الغذائي”.
وأضاف سعادته أن أوقاف أبوظبي، باعتبارها واحدة من المؤسسات الوقفيّة الرائدة في المنطقة وتدير محفظة كبيرة من الأصول الوقفيّة من خلال ذراع استثماري داخلي متطور، تتبع نهجاً منضبطاً يوازن بين الحاجة إلى تحقيق عائدات قوية وإدارة المخاطر بحكمة عبر مختلف مجالات الاستثمار. وأضاف: “لقد حقق هذا النموذج أداءً مالياً قوياً باستمرار وساعد في حماية أصولنا الوقفيّة”.
وشدد سعادته على التزام أوقاف أبوظبي بتوظيف الأصول الوقفيّة لتحقيق أثر اجتماعي وإقتصادي إيجابي وملموس، لا سيما في مواجهة تحديات الأمن الغذائي، لافتاً إلى أن الهيئة تخطط لدعم العديد من المبادرات التي تتوافق مع استراتيجية الإمارات الوطنية للأمن الغذائي 2051.
وحدد سعادته أربعة ركائز رئيسية لدعم الأمن الغذائي عالمياً، وهي “الالتزام بمضاعفة الاستثمار في البحث والتطوير الزراعي على مدى العقد المقبل؛ تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدفع عجلة الابتكار في إنتاج الغذاء؛ تطوير أطر سياسية تدعم الممارسات الزراعية المستدامة؛ وتعزيز تبادل المعارف والخبرات بين الدول المتقدمة والنامية”.
وأشار سعادته إلى أن أوقاف أبوظبي، التي تأسست بتوجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وتعمل تحت مظلة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، تستند في عملها إلى مبادئ الاقتصاد الدائري، مع التركيز على الاستدامة وكفاءة الموارد. ومن خلال الاستثمارات الاستراتيجية، تواصل أوقاف أبوظبي تقديم مساهمات كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي لإمارة أبوظبي، بما يتماشى مع أهداف التنويع الاقتصادي للدولة ورؤيتها للنمو المستدام. وأضاف: “نحن على أتم الاستعداد لتطبيق خبرتنا لإنشاء أوقاف في كافة مجالات الأمن الغذائي”.
وتدير أوقاف أبوظبي محفظة واسعة من الأصول تشمل محفظة قوية من الأصول المدرة للدخل، وتلتزم بأعلى معايير إدارة الثروات، كما تطور برامج تهدف إلى دعم المستفيدين من الوقف من خلال المنح الدراسية، وخدمات الرعاية الصحية، ومبادرات الرعاية الاجتماعية، وغيرها.