جامعة السوربون أبوظبي تعلن 2025 عاماً للمحيط

شبكة أخبار الإمارات ENN

 أعلنت جامعة السوربون أبوظبي إطلاق مبادرة عام المحيط في 2025، والتي تؤكد التزام الجامعة بالحفاظ على الحياة البحرية وتعزيز مستوى الابتكار والوعي في هذا المجال. وتنسجم المبادرة مع تطلعات الدورة الثالثة من مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات، والتي تُقام في مدينة نيس في فرنسا بين 9 و13 يونيو 2025. وتُنظم فرنسا مع كوستاريكا المؤتمر المختص بتعزيز جهود التعاون العالمي حول قضايا هامة، مثل حماية المحيطات والاقتصاد الأزرق والعلوم البحرية، من خلال إقامة جلسات نقاش رفيعة المستوى وندوات حوارية معنية بالمحيط واعتماد خطة عمل نيس من أجل المحيطات.

احتفالًا بهذا العام المحوري، نظّمت جامعة السوربون أبوظبي عرضًا حصريًا للفيلم الوثائقي الحائز على جوائز “Ωcéans” في 30 يناير، في حديقة جيرمان تيون داخل الحرم الجامعي، للتذكير بالدور الحيوي للمحيط على كوكب الأرض، والذي يُشار إليه غالبًا بـ “رئة الكوكب”، ولتحفيز العمل من أجل تحقيق الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة “الحياة تحت الماء.

يأتي هذا الإعلان عقب إطلاق معهد المحيطات في ديسمبر 2023 خلال مؤتمر COP28، والمؤتمر الدولي رفيع المستوى للمحيطات الذي عُقد في عام 2024، إلى جانب الجلسة الاستشارية الإقليمية للمؤتمر الثالث للأمم المتحدة حول المحيطات (UNOC3). في إطار مهمتها العلمية لردم الفجوة بين البحث العلمي والقطاعات الصناعية والتجارية  والسياسات وتعزيز العلوم، تعمل جامعة السوربون أبوظبي بشكل وثيق مع مجموعة من الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص، بما في ذلك هيئة البيئة – أبوظبي، لمعالجة التطورات البحثية المحلية والمساهمة في تطوير علوم المحيطات في المنطقة.

وفي ديسمبر 2024، انطلقت أول مهمة بحثية لمعهد المحيطات في أبوظبي، بقيادة فريق مكون من خمسة باحثين من اتحاد جامعات السوربون، أكبر جامعة بحرية في أوروبا، ومتحف التاريخ الطبيعي (MNHN)، بما في ذلك مدير المحطة البحرية في دينار. ركّزت المهمة على تطبيق تقنيات الحمض النووي البيئي (eDNA) والتقنيات الصوتية المتقدمة لدراسة التنوع البيولوجي البحري في دولة الإمارات، بما في ذلك الثدييات البحرية والحيتانيات.  وانطلقت منذ أيام قليلة أولى البعثات البحثية لدراسة أشجار المانغروف، بهدف تقييم النظم البيئية للمانغروف واكتشاف الفروقات في تنوع الأنواع الحيوانية وكثافتها وكتلتها الحيوية، لمراقبة كيفية تقدم التنوع البيولوجي في غابات المانغروف الناضجة والمزروعة حديثًا. ستسهم هذه المشاريع البحثية طويلة الأمد في تقديم رؤى حاسمة حول التنوع البيولوجي الفريد في دولة الإمارات، مع التركيز بشكل خاص على مراقبة وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت البروفيسورة ناتالي مارسيال بْراز، مديرة جامعة السوربون أبوظبي: “يعكس إعلان جامعة السوربون أبوظبي 2025 عاماً للمحيط التزامنا بتوظيف البحث العلمي لحماية المنظومات البحريةكما يُشكّل افتتاح معهد المحيطات مؤخراً خطوة محورية في تعزيز فهم النظام البيئي البحري لدولة الإمارات وتطوير مركز رائد للبحث والتدريس في علوم البحار.

وبدوره، قال الأميرال كريستوف برازوك، مدير معهد المحيطات التابع لجامعة السوربون باريس، ورئيس الأركان البحرية الفرنسية السابق: “ما نطوّره في جامعة السوربون أبوظبي هو نموذج فريد من التعاون، يجمع بين أبرز الباحثين من أول جامعة بحرية في أوروبا، والخبراء الإماراتيين، لتوحيد خبراتهم ودفع حدود البحث العلمي وتحقيق اكتشافات رائدة.”

ويشكل معهد المحيطات في جامعة السوربون أبوظبي مركزاً للبحث العلمي متعدد التخصصات، حيث يركز على البيولوجيا الجزيئية، والكيمياء الحيوية، والصوتيات البحرية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي في علوم المحيطات. يعمل المعهد بشكل وثيق مع مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي في الجامعة (SCAI)، حيث يتميز بنهجه الفريد الذي يجمع بين علوم المحيطات والعلوم الاجتماعية، مع تركيز خاص على القانون البيئي والبحري. يعزز هذا النموذج متعدد التخصصات التعاون بين المجالات المختلفة، مما يساهم في إنتاج أبحاث غنية ومتنوعة توسّع آفاق المعرفة.

وفي إطار مبادرة عام المحيط، تقدم جامعة السوربون أبوظبي مجموعة من الفعاليات الثقافية والمؤتمرات العلمية على مدار العام. وتقدم الجامعة معرض “عالم من العوالق البحرية”، أول معرض ضمن هذه المبادرة، والذي سيقام من 12 فبراير إلى 2 مارس 2025، إلى جانب مؤتمر افتتاحي في  12 فبراير عند الساعة 5:30 مساءً، بمشاركة عالم الأحياء البحرية والمستكشف الفرنسي الشهير كريستيان سارديه، وعالمة البيئة البحرية ومديرة مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ الدكتورة إليز ماركيز،  وصانع الأفلام المتخصص في الشؤون البحرية نوي سارديه، يليه افتتاح المعرض في الساعة 7:00 مساءً في الأتريوم. وتستعرض الفعالية المفتوحة للجمهور مجموعة من الصور الكبيرة التي تصوّر جمال وتنوع العوالق البحرية، وتجمع بين الفن والعلوم للتأكيد على أهمية الحفاظ على المحيطات.

وستشارك جامعة السوربون أبوظبي خلال هذا العام في المؤتمر الثالث للأمم المتحدة حول المحيطات (UNOC 3) في نيس وحواره الإقليمي. كما ستنظم الجامعة مؤتمرات علمية حول التحديات الرئيسية التي تواجه المحيطات، مثل التلوث البلاستيكي البحري، وإزالة الكربون، والحفاظ على النظم البيئية البحرية. وستجمع هذه الفعاليات بين الباحثين والمعنيين بحماية المحيطات للاحتفاء بجمال الحياة البحرية وتطوير الحلول اللازمة للحفاظ عليها.

شاهد أيضاً