عقد مركز تريندز للبحوث والاستشارات جلسة نقاشية مع كبار المسؤولين في مجلس الدوما الروسي، حيث سلطت الضوء على الدور المحوري للمؤسسات البحثية ومراكز الفكر في تشكيل السياسات الاقتصادية والاجتماعية لدول تكتل «البريكس»، وتطرقت إلى آفاق النظام الدولي متعدد الأقطاب، وأهمية تكتل البريكس كواسطة للنمو الاقتصادي.
وشارك في الجلسة النقاشية، التي جاءت ضمن جولة «تريندز» البحثية في روسيا، دميتري جيناديفيتش جوسيف، النائب الأول لرئيس مجلس الدوما لشؤون الرقابة، وأليكسي تشيبا، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما، وميخائيل يوريفيتش فينوغرادوف، رئيس مؤسسة سانت بطرسبرج للسياسة، وماكسيم مايلر، الخبير السياسي، وشريك اتحاد الأعمال الروسي، إلى جانب عدد من رؤساء القطاعات ومديري الإدارات والباحثين في «تريندز».
علاقات ثنائية فعالة
وقال دميتري جوسيف، النائب الأول لرئيس مجلس الدوما لشؤون الرقابة، إن تعزيز العلاقات الثنائية الفعالة بين روسيا ودول مجموعة البريكس أصبح ضرورة ملحة لإرساء أسس النظام الدولي متعدد الأقطاب، موضحاً أن روسيا منفتحة على التعاون في مجالات الأمن السيبراني، والعملات الرقمية، والتجارة الإلكترونية، كما اقتراح جوسيف إطلاق مشروع بحثي دولي مشترك، حول التجارة الإلكترونية ومحدداتها.
منصة «بريكس بلس»
بدوره، أكد أليكسي تشيبا، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما، أن روسيا تولي العمل المباشر مع الدول العربية والأفريقية أهمية كبرى، حيث تعمل على تنمية أنشطتها الاقتصادية وتوسيعها عربياً وأفريقياً من خلال إطلاق منصة إلكترونية لتنمية التجارة.
وأشاد تشيبا بمقترح مركز تريندز للبحوث والاستشارات لإطلاق منصة اقتصادية إلكترونية «بريكس بلس»، والتي ستكون بمنزلة منصة تعاون وشراكة بين المؤسسات البحثية ومراكز الفكر في دول تكتل البريكس، والتي تُعنى بنشر التقارير والبحوث والدراسات الاقتصادية، واستعراض المؤشرات الاقتصادية المهمة.
نظام متعدد الأقطاب
أما ميخائيل فينوغرادوف، رئيس مؤسسة سانت بطرسبرج للسياسة، فشدد على أهمية الأبحاث والدراسات التي ينتجها مركز تريندز للبحوث والاستشارات حول النظام العالمي متعدد الأقطاب، وعلاقات روسيا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتوازنة مع دول المنطقة العربية والقارة الأفريقية.
من جانبه، استعرض ماكسيم مايلر، الخبير السياسي، وشريك اتحاد الأعمال الروسي، الفرص المتاحة لتعزيز التعاون والشراكة المستدامة بين روسيا ودول تكتل البريكس في مجالات الأعمال والاستثمار، خاصة الدول العربية، كما أكد أهمية دور مراكز الفكر والمؤسسات الفكرية في توجيه السياسات الاقتصادية والاجتماعية.
دعم صنع القرار
قال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، خلال الجلسة النقاشية التي جمعت فريق عمل «تريندز» بكبار المسؤولين في مجلس الدوما الروسي، إن مراكز الفكر تؤدي دوراً حيوياً في دعم عملية صنع القرار، وذلك من خلال تقديم دراسات وتحليلات مستفيضة حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية.
وذكر العلي أنه في ظل التحديات العالمية، ربما غير المسبوقة، فمن المهم جداً أن تعتمد دول مجموعة «بريكس» على مراكز الفكر لتطوير سياسات قائمة على المعرفة، وتعزيز الاستقرار والنمو المستدام، مضيفاً أن أهمية هذه المراكز تتجسد في تقديم رؤى استراتيجية قائمة على أسس علمية وبحثية سليمة، مما يعزز التعاون بين دول المجموعة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
تطوير السياسات الاقتصادية
وبيَّن الدكتور محمد العلي أن مراكز الفكر يمكنها المساهمة الفاعلة في تطوير السياسات الاقتصادية لدول «بريكس»، من خلال توفير تحليلات واستراتيجيات لدعم النمو الاقتصادي، وتحقيق التنمية المستدامة، وتقليل التباينات والتفاوتات الاقتصادية، كما تشكل أداة مهمة في تقييم تأثير العولمة والسياسات التجارية على اقتصادات دول المجموعة، ووضع حلول مناسبة لتعزيز القدرة التنافسية.
وأفاد الرئيس التنفيذي لـ«تريندز» بأن مراكز الفكر تساهم أيضاً في دعم الابتكار والاستثمار في الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة؛ لتعزيز الإنتاجية والتكامل بين الدول الأعضاء، إلى جانب تقديمها استراتيجيات ناجعة لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، مثل التضخم، وأسعار الطاقة، وسلاسل التوريد.
تعزيز الحوار
بدوره، أوضح فهد المهري، الباحث الرئيسي، ورئيس قطاع «تريندز دبي»، أن المؤسسات البحثية ومراكز الفكر تساعد في تعزيز الحوار حول القضايا الاجتماعية، مثل الفقر، والتعليم والصحة، وتمكين المرأة والشباب، وطرح حلول قائمة على البحث العلمي، مبيناً أنها تؤدي دوراً أساسياً في دراسة تأثير التحولات السكانية والتحولات الرقمية على مجتمعات دول المجموعة، وتقديم سياسات تستجيب لهذه التغيرات.
وذكر المهري أن المراكز البحثية منوط بها أيضاً دعم تطوير أنظمة تعليمية متقدمة ومتكاملة بين دول «بريكس» لتعزيز التبادل الأكاديمي والبحثي، إلى جانب تقديم سياسات لمكافحة التحديات الاجتماعية، خاصة عدم المساواة، والبطالة، والتحولات الديمغرافية.
ولفت رئيس قطاع «تريندز دبي» إلى أنه من المهم لمجموعة «بريكس» أن تبحث في تطوير نهج مشترك، لتعزيز القيم الثقافية المشتركة، إلى جانب دعم التعاون بين مراكز الفكر؛ لدعم الهوية الثقافية لدول المجموعة في مواجهة العولمة الثقافية، والتحديات الاجتماعية الحديثة، فضلاً عن أهمية بناء شراكات أكاديمية وثقافية، وتعزيز دور الإعلام والسياسات الثقافية في الحفاظ على التراث الثقافي، وتحفيز التنمية المستدامة القائمة على القيم الوطنية.
تحديات دول «بريكس»
من جهته، قال الدكتور محمد رشوان، مستشار قطاع «تريندز دبي»، ومدير مكتب «تريندز» في روسيا، إن مركز تريندز للبحوث والاستشارات يساهم بدور محوري في دعم عملية صنع القرار، من خلال تقديم دراسات تحليلية، وتوصيات قائمة على المعلومات والبحث العلمي، في مجالات الاقتصاد والمجتمع، مبيناً أن المركز ينخرط في إعداد دراسات معمقة حول الاقتصادات الناشئة، والتحديات التي تواجه دول «بريكس»، مع تقديم رؤى مستقبلية لدعم التعاون الاقتصادي.
وأشار رشوان إلى أن «تريندز» يعمل أيضاً على تعزيز الحوار بين المراكز البحثية داخل دول «بريكس»؛ بغرض تبادل التجارب الناجحة، وتطوير سياسات قائمة على المعرفة، مضيفاً أن مراكز الفكر تمثل جسوراً معرفية بين صُنّاع القرار والواقع العملي؛ مما يساهم في بلورة سياسات تعزز التنمية والازدهار المشترك، موضحاً أن تجربة «تريندز» يمكن أن تكون نموذجاً يُحتذى به في بناء شراكات بحثية فاعلة بين دول مجموعة «بريكس»، لدعم نهج اقتصادي واجتماعي مستدام