راس الخيمة – عبدالرحمن نقي : شهد سعادة أحمد عبيد الطنيجي، مدير عام دائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة عصر اليوم وبحضور سعادة سالم راشد المفتول عضو المحلي الوطني الاتحادي ، حفل ختام المعسكر التراثي الصيفي الأول الذي نظمته جمعية المطاف للتراث والفنون البحرية، بحضور نخبة من المهتمين بالتراث والأنشطة الثقافية، إلى جانب عدد من أولياء الأمور والطلبة المشاركين.
وشهد الحفل سعادة ابوبكر محمد صالح الكندي، مدير عام معهد الشارقة للتراث الوطني ومحمد غانم مصطفى مدير عام هيئة الاذاعة براس الخيمة وعبدالرحمن نقي البستكي نائب رئيس جمعية الامارات للتطوع والدكتور خالد السلامي رئيس جمعية أهالي ذوي الإعاقة .
وتضمن الحفل عرضًا توثيقيًا لأبرز البرامج والأنشطة التي احتضنها المعسكر على مدار أسبوعين، ومنها ورش تعليمية حول صناعة الشباك البحرية التقليدية، ودروس عملية في الصيد الحرفي، ومحاضرات عن تاريخ الملاحة البحرية في الإمارات، وجولات ميدانية للتعرف على المواقع التراثية البحرية في رأس الخيمة. كما قدّم المشاركون عروضًا تراثية”.
وفي كلمة له عقب الحفل، قال سعادة أحمد عبيد الطنيجي:
«إن هذه المعسكرات تمثل جسراً حيوياً يربط الأجيال الجديدة بتاريخ أجدادهم، وتُعيد إحياء الحرف والفنون البحرية التي شكّلت جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية. نحن في دائرة الآثار والمتاحف نثمّن جهود جمعية المطاف ودورها الريادي في صون هذا الموروث ونقله بروح معاصرة إلى الشباب والناشئة».
وأضاف: «إن الاستثمار في الوعي التراثي هو استثمار في الهوية والانتماء، وهو ما نعمل عليه بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية في الإمارة والدولة».
ومن جانبه أشاد سعادة ابوبكر محمد صالح الكندي، مدير عام معهد الشارقة للتراث الوطني، في كلمة بهذه المناسبة عبّر فيها عن تقديره لمثل هذه المبادرات، قائلاً:
«إن المعسكرات والبرامج التراثية الصيفية تعد رافداً مهماً لصون الموروث الثقافي وتعزيز ارتباط الأجيال الجديدة بذاكرة المكان والإنسان. ونحن في معهد الشارقة للتراث نؤمن بأهمية التعاون مع المؤسسات المحلية في مختلف إمارات الدولة لنشر المعرفة التراثية وتبادل الخبرات، بما يسهم في استدامة الهوية الثقافية الإماراتية».
من جانبه، أكد السيد محمد عبدالله الشحي ، رئيس مجلس إدارة جمعية المطاف للتراث والفنون البحرية، أن هذا المعسكر جاء في إطار استراتيجية الجمعية الرامية إلى تعزيز حضور التراث البحري في الذاكرة المجتمعية، وقال:
«نحن نحرص على تقديم برامج عملية تتيح للناشئة فرصة التعرف على الحرف والفنون البحرية بشكل تفاعلي، ونخطط لتنظيم المزيد من المعسكرات والورش والدورات التدريبية خلال الفترة المقبلة، مع التوسع في إشراك المدارس والجامعات لزيادة وعي الطلبة بأهمية الموروث البحري».
تعد جمعية المطاف للتراث والفنون البحرية إحدى المؤسسات الفاعلة في مجال حفظ التراث البحري الإماراتي والتعريف به، حيث تعمل على توثيق الحرف التقليدية، وإحياء الفنون البحرية الشعبية، وتنظيم الفعاليات والمعارض التراثية التي تربط المجتمع بماضيه العريق.
كما تسهم الجمعية في تنظيم ورش تعليمية وبرامج تدريبية للناشئة والشباب بهدف تعريفهم بأهمية التراث البحري ودوره في تشكيل الهوية الوطنية، إلى جانب المشاركة في الفعاليات الوطنية والمهرجانات التراثية على مستوى الدولة، وتقديم مبادرات نوعية لدعم الأنشطة البحثية والتوثيقية المتخصصة في التراث البحري.
ومن خلال هذا المعسكر الصيفي، عززت الجمعية رسالتها في غرس قيم الانتماء والاعتزاز بالموروث الوطني، وفتحت المجال أمام الأجيال الجديدة لتجربة عملية تعيد إحياء تفاصيل حياة الآباء والأجداد الذين ارتبطت حياتهم بالبحر
وفي ختام الحفل، تم تكريم الطلبة المشاركين، والمدربين التراثيين، والجهات الداعمة للمعسكر تقديرًا لدورهم في إنجاح هذه الفعالية الأولى من نوعها، وسط أجواء احتفالية جسّدت روح الانتماء للتراث الوطني