قدم بين ريلز، رئيس قسم استراتيجية المحتوى في مكتب مؤسس لينكد-إن، ريد هوفمان، جلسة حول الذكاء الاصطناعي التوليدي، استكشف خلالها التطورات الهائلة في مجال صناعة المحتوى، ورافقه خلال الجلسة التوأم الرقمي لريد هوفمان، “ريد أيه آي”. وسلطت الجلسة الضوء على دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في سياق إعادة تشكيل صناعة المحتوى وبناء المجتمعات، وقدرته على تحقيق نطاق وتأثير يتجاوزان ما تحققه منصات التواصل الاجتماعي حالياً.
وجاءت الجلسة ضمن فعاليات النسخة الثالثة من قمة المليار متابع، أكبر قمة عالمية في اقتصاد صناعة المحتوى، والتي نظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات واختتمت فعالياتها اليوم، وشهدت زخماً كبيراً بمشاركة أكثر من 15 ألف صانع محتوى ومؤثر وأكثر من 420 متحدثاً و125 رئيساً تنفيذياً وخبيراً عالمياً:
واستحوذ “ريد أيه آي” توأم ريد هوفمان الرقمي على انتباه واهتمام الجمهور، إذ تحدث بعدة لغات منها الفرنسية والهندية والأوردو، ليبرهن على إمكانيات الذكاء الاصطناعي في توليد الكلام والأصوات.
وتم إطلاق “ريد أيه آي” قبل ثمانية أشهر، وهو مشروع مبتكر تم تدريبه على كافة الأعمال التي أصدرها ريد هوفمان من كتب وخطابات وبودكاست، كما تم تدريبه على تقليد أسلوب هوفمان الفريد في التحدث. وتؤكد هذه التجربة على قدرة الذكاء الاصطناعي على تعزيز الإبداع البشري وتوفير رؤى قيّمة لصانعي المحتوى.
تطورات الذكاء الاصطناعي
شهد الذكاء الاصطناعي مؤخرًا تطورات أتاحت لصناع المحتوى تعزيز سرعة إنجاز الأعمال، كإنجاز فيلم مدته 12 دقيقة خلال أيام معدودة فقط، وهو ما يمثل قفزة نوعية تحاكي ما حققته منصات مثل يوتيوب سابقًا، من إتاحة مجال صناعة المحتوى للجميع. وفي حين أن الذكاء الاصطناعي يفتح آفاق إمكانات مذهلة بالنسبة للمهتمين بصناعة الأفلام وصناعة المحتوى، إلا أنه يفرض أيضًا بعض الأسئلة حول إمكانية التمايز والتفاضل في عالم يستخدم فيه الجميع هذه التقنية.
وقال ريلز: “يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانيات تجعله يضاعف التأثير البشري، لا أن يحل مكانه. فهذه الأدوات تعزز الإبداع، وتسهل إنجاز الأعمال، وتطوّر اللمسة البشرية بدل أن تضعفها.”
نصائح للاستفادة من الذكاء الاصطناعي
وتضمنت الجلسة نصائح عملية لصانعي المحتوى حول كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل فاعل، بما في ذلك أتمتة المهام المتكررة، وتحسين إنتاج الفيديو، واختبار فعالية الأدوات المتاحة، ومنها “تشات جي بي تي” المستخدم في صياغة الأفكار وتأليف الحوارات، وسبوتر ستوديو المستخدم في تطوير الصور المصغرة (ثمبنيل) وأدوات “سونو” و”أوديو” لإنتاج الموسيقى. وحث ريلز الجمهور على استكشاف وتجربة أدوات الذكاء الاصطناعي الموثوقة للارتقاء بمستوى محتواهم.
وبينما يستعرض “ريد أيه آي” الإمكانات التي تتيحها فكرة التوائم الرقمية، فقد تطرقت الجلسة أيضًا إلى القيود والمخاطر المرتبطة باستخدامها. وقال ريلز: “أفضل ما في الإبداع هو أن تلتقي بالآخرين وتتبادل الأفكار معهم وجهًا لوجه. لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يأخذ مكان العلاقات الإنسانية العميقة ولا مكان الإلهام البشري”.
مستقبل الإبداع
يشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي تطورات متسارعة، منها: تقليل زمن التأخير، وتحسين عمل النماذج المتعددة، وتعزيز واقعية الفيديوهات، وهو ما يجعله أداة مهمة لصانعي المحتوى. كما أن قدرة “ريد أيه آي” على تحليل وجمع المعارف القائمة يتيح فرصًا جديدة لصياغة الأفكار والسرد القصصي وتفعيل مشاركة الجمهور. واختتمت الجلسة بحث الجمهور على تقبل الذكاء الاصطناعي وتبنيه كشريك في التعاون، وتوظيفه لدعم إبداعاتهم ورؤاهم.