في ظل النمو المتسارع الذي يشهده قطاع الإعلام والترفيه في منطقة الشرق الأوسط، تبرز فرنسا كقوة فاعلة في “كابسات 2025″، المعرض الدولي للإعلام الرقمي واتصالات الأقمار الصناعية، من خلال وفد مميز يضم 14 شركة رائدة. تأتي هذه المشاركة تحت مظلة الجناح الفرنسي) قاعة الشيخ سعيد – S2 A30 وS2 B30 (، بتنظيم من “بيزنس فرانس”، وكالة الاستشارات العامة التي تعنى بدعم تنمية الاقتصاد الفرنسي دولياً، لتعكس التزام فرنسا بدعم الابتكار الرقمي وتعزيز مستقبل البث وتقديم المحتوى في المنطقة.
فرنسا: شريك تقني موثوق في سوق إقليمية مزدهرة
مع توقعات بأن يتضاعف حجم سوق الإعلام في الشرق الأوسط بحلول عام 2032، من 38.45 مليار دولار أمريكي في عام 2024 إلى 82.67 مليار دولار، تؤكد المنطقة مكانتها كمركز عالمي لابتكار المحتوى، وخدمات البث المباشر، وحلول الجيل القادم من الإعلام. وتقود دولة الإمارات العربية المتحدة مسيرة التحوّل الطموحة في هذا القطاع، حيث تُعدّ مدينة دبي للإستديوهات التابعة لمجموعة تيكوم والمنطقة الإعلامية الحرّة في أبوظبي twofour54 من أبرز الوجهات المحلية التي تسهم في استقطاب المستثمرين وألمع المواهب وأكثرها إبداعاً من كافة أنحاء العالم. في هذا الإطار، يعكس حضور فرنسا في “كابسات 2025” رؤية استراتيجية لتعزيز شراكاتها التكنولوجية والتجارية في منطقة الخليج والشرق الأوسط عمومًا. وسيبرز الجناح الفرنسي أحدث الابتكارات المصممة لتلبية أولويات السوق المتغيرة، بدءًا من البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس، وتقنيات الإنتاج السحابي، وصولًا إلى تخصيص المحتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات المستدامة.
الخبرة الفرنسية: سلسلة قيمة متكاملة مدعومة بأحدث تقنيات الإعلام
تواصل الشركات الفرنسية تعزيز استثماراتها في التقنيات المتقدمة، مما يؤكد مكانتها كشريك موثوق قادر على تلبية الطلب الإقليمي المتزايد على حلول إعلامية مرنة، آمنة، ومستدامة. ومن أبرز الأمثلة على الريادة الفرنسية في هذا المجال، تجربة بث مسيرة شعلة أولمبياد باريس 2024، التي تم دعمها بأول نظام بث سحابي متكامل في فرنسا – في إنجاز عالمي يُعد خطوة فارقة وضعت معايير جديدة للإنتاج المباشر والاستدامة الرقمية على مستوى العالم.
في ظل هذا النمو المتسارع، يسلّط الجناح الفرنسي في “كابسات 2025” الضوء على مجموعة من الحلول التكنولوجية عالية القيمة التي تدعم طموحات المنطقة في التحول الرقمي وابتكار المحتوى الإعلامي. في مجال ضغط الفيديو، وتقديم خدمات البث عبر الإنترنت (OTT)، وتوزيع المحتوى، تستعرض شركتا ATEME وBROADPEAK حلولًا رائدة تُتيح بثًا مرنًا وعالي الجودة، يلبي متطلبات المشاهدين المتزايدة.أما في مجال أمن المحتوى ومراقبة جودة الخدمة، فتقدم شركتا Verimatrix وWitbe تقنيات متقدمة تضمن حماية الأصول الرقمية وتعزز تجربة المستخدم النهائي.وفي قطاع البث، والتلفزيون عبر الإنترنت (IPTV)، وتطوير المنصات السحابية لإدارة المحتوى والبث (OTT)، تستعرض شركات Enensys وHexaglobe وNetgem وCognacq-Jay Image حلولًا متكاملة قابلة للتوسّع، تلبي احتياجات مشغلي الوسائط وشركات الإنتاج.كما ستسلط شركتا Multicam Systems وEasytools الضوء على ابتكارات متقدمة في أنظمة التصوير متعدد الكاميرات وأتمتة سير العمل، مما يسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية وجودة الإنتاج.
في مجال إدارة ملفات الفيديو التعاونية والبث الهجين، تستعرض شركتا Videomenthe وEasybroadcast مجموعة من الأدوات المتقدمة التي تدعم البث المباشر والفيديو حسب الطلب، بما يتماشى مع متطلبات الإنتاج الحديثة واحتياجات المستخدمين المتنوعة.
كما يمكن لزوار المعرض التعرف على خبرة Cité De Mémoire في مجال رقمنة التراث السمعي البصري وأرشفته وترويجه، في خطوة تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على الذاكرة الثقافية باستخدام أحدث التقنيات.
وستغتنم France 24 ، القناة الإخبارية الدولية، مشاركتها في كابسات لتعزيز حضورها في المنطقة، والتواصل مع جمهور جديد، وتوسيع نطاق تغطيتها الإعلامية في أسواق الشرق الأوسط.
وفي إطار برنامج الفعاليات المقرّرة على هامش معرض “كابسات”، تستضيف مدينة دبي للإستديوهات، الوجهة الرائدة في المنطقة لصناعة المحتوى والتي تُعدّ من مجمّعات الأعمال العشرة المتخصّصة التابعة لمجموعة تيكوم، فعالية خاصّة لتعزيز التواصل بين الجهات الرئيسية الفاعلة ضمن مجالات البثّ والإنتاج والاتصالات والشركات الفرنسية. وتُعدّ هذه المبادرة الرائدة مع مدينة دبي للإستديوهات، التي تشكّل إلى جانب مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للإنتاج القطاع الإعلامي الخاصّ بمجموعة تيكوم، خير مثال على الشراكة المتنامية بين فرنسا ودولة الإمارات وتأكيداً واضحاً على رؤيتهما المشتركة لتعزيز الابتكار والتعاون ضمن قطاعي الإعلام والترفيه.
ومن خلال الاستفادة من منظومتها العالمية المعروفة بالابتكار والإبداع، تُجدّد فرنسا التزامها بتعميق الروابط التكنولوجية والتجارية مع أصحاب المصلحة الرئيسيين في منطقة الشرق الأوسط، سعيًا إلى بناء مستقبل إعلامي أكثر تطورًا واستدامة.