” تريندز” يُطلق “مجلس تريندز البحثي” بحلقة نقاشية حول التعليم والتطرف

شبكة أخبار الإمارات ENN

في إطار تعزيز الحوار الفكري وتبادل الرؤى بين الخبراء والمتخصصين، أطلق مركز تريندز للبحوث والاستشارات “مجلس تريندز البحثي” بحلقة نقاشية تحت عنوان التعليم والتطرف.

يهدف المجلس إلى تنظيم سلسلة من الندوات العلمية والجلسات الحوارية والحلقات النقاشية الهادفة، وخلق بيئة نقاش بناءة حول عدد من القضايا والتحديات المعاصرة، حيث يُعد منصة فكرية تفاعلية تستضيف أكاديميين وباحثين ومفكرين من مختلف أنحاء العالم، لتعزيز ثقافة الحوار.

 

التعليم والتطرف

وفي أول أنشطة “مجلس تريندز البحثي”، ناقشت الدكتورة كريمة المزروعي، مستشار مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في حلقة نقاشية ، دور التعليم في توفير بيئة آمنة لمكافحة التطرف ومنع تسلل الأفكار المتطرفة لعقول النشء والشباب. وأكدت في مستهل حديثها أن هناك علاقة وثيقة بين التعليم ومكافحة التطرف، حيث يُعد التعليم أحد المحددات الرئيسة لمجابهة الفكر المتطرف، باعتباره خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الظاهرة.

وأشارت المزروعي في الحلقة التي ادارها الإعلامي الإماراتي عبد الله إسماعيل، إلى تقارير صادرة عن اليونسكو تفيد بأن 70% من الشباب يتم استقطابهم عبر الوسائل الرقمية، مثل الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، في حين يتم استقطاب 30% عبر المنافذ التعليمية. كما أوضحت أن الجماعات المتطرفة غالباً ما تستهدف الطلاب في سن 13 عاماً، مستغلة رغبتهم في البحث عن البطولة، خاصة إذا كانوا يعانون مشكلات أسرية أو تنمر مدرسي.

وتناولت خلال الحلقة أيضاً أهمية دور المدرسة في مكافحة تسلل الأفكار المتطرفة، مشيرة إلى أن هذه الأفكار تتغلغل عبر عدة منافذ، مثل المناهج الدراسية الضعيفة، أو المدرس غير الكفء، أو السياسات التعليمية الرخوة، أو الأنشطة غير الصفية. وشددت على ضرورة التعامل مع مكافحة التطرف من منظور شامل وليس عبر تغييرات جزئية.

كما حذرت الدكتورة كريمة المزروعي من خطورة توظيف الدين وتأويل النصوص الدينية خارج سياقها من قبل غير المتخصصين، مما قد يحول المدارس إلى بيئة خصبة لنشر الفكر المتطرف. كما ناقشت كيفية تحول المعلم – بوعي أو بدون وعي – إلى ناقل للأفكار المتطرفة، مؤكدة أهمية اختيار معلمين أكفاء وتزويدهم بطرق تدريس متقدمة.

واستعرضت تجارب دولية في تحصين التعليم من التطرف، مشيرة إلى تجربة إندونيسيا التي اكتشفت تجنيد أكثر من 500 معلم لنشر الفكر المتطرف، مما دفعها إلى تبني استراتيجية وطنية لإعادة تأهيل المعلمين، بالتعاون مع دولة الإمارات. وأوضحت أن ضعف المناهج الدراسية في بعض الدول يسهم في انتشار التطرف، حيث إن حذف النصوص المتطرفة دون إحلال نصوص أكثر تسامحاً قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

كما ناقشت الدكتورة كريمة المزروعي العلاقة بين التنمر والتطرف، مؤكدة أن غياب سياسات واضحة لمكافحة التنمر قد يؤدي إلى انتشار الفكر المتطرف. واستعرضت بعض الدول التي تبنَّت سياسات صارمة للحفاظ على القيم الوطنية، مثل اليابان وسنغافورة والأردن، حيث أُقرت مقررات دراسية تعزز التربية الأخلاقية والمواطنة والتسامح، كما هو الحال في دولة الإمارات.

واختُتمت الحلقة النقاشية بالتأكيد على أن الجهود الإماراتية في تعزيز التسامح الفكري داخل المؤسسات التعليمية تعتمد على استراتيجيات متكاملة، مثل إنشاء وزارة التسامح، وتصميم سياسات استباقية، وتأسيس مؤسسات متخصصة في التوعية والمعالجة، مما جعل الإمارات نموذجاً رائداً في مكافحة تسرب الأفكار المتطرفة إلى التعليم.

شاهد أيضاً