قدم مرويس عزيزي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة عزيزي للتطوير العقاري، المطوّر الخاص الرائد في دولة الإمارات العربية المتحدة، مساهمة قدرها 3 مليارات درهم إماراتي، وهي المساهمة الخيرية الأكبر من نوعها على الإطلاق التي تقدمها جهة خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لحملة “وقف الأب” التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كجزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.
وقال مرويس عزيزي عن هذا التبرع التاريخي: “انتقلت قبل واحد وثلاثين عاماً مع عائلتي إلى دبي لبدء فصل جديد في حياتنا. وعندما أتأمل في رحلتي الشخصية والتجارية على مدى هذه السنوات، أشعر بامتنان عميق لما منحتني إياه هذه المدينة. جئت إلى دبي كمليونير عصامي يحمل أفكاراً وأحلاماً عديدة، وها أنا أحقق معظم تطلعاتي، والدليل على ذلك محفظة المشاريع القيّمة التي تمتلكها مجموعتنا اليوم. ولكن الأهم بالنسبة لي هو الفوائد التي تنعم بها عائلتي في هذه الإمارة، حيث قمت بتربية أطفالي السبعة هنا، والتحقوا جميعهم بمدرسة المواكب في دبي، وواصلت بناتي دراستهن الجامعية هنا أيضاً.
وعلى الرغم من انشغالي بالسفر، لم أقلق يوماً بشأن سلامة عائلتي في دبي، فهي المدينة الوحيدة التي يمكن فيها ترك الأبواب مفتوحة دون أدنى خوف من الاقتحام أو السرقة. كان أطفالي دائماً يشاركونني قصصاً عن احترافية معلميهم ولطفهم، وكيف يعاملون الطلاب كما لو كانوا أبناءهم. وعندما احتجنا إلى الرعاية الصحية، لم أواجه أي صعوبة سوى انتظار لفترة قصيرة لرؤية الطبيب.
وكأب لفتيات، كانت سلامة عائلتي خارج المنزل تمثل أولوية قصوى، ولكن لم يكن هناك ما يدعو للقلق. حتى ضيوفنا، الذين كانوا دائماً يتوافدون علينا، كان يسهل استضافتهم وإرضائهم. تشكّل كل هذه العناصر أسلوب حياة سعيد وفريد، لا توفره إلا دبي لمن يختار الاستقرار هنا للعمل والعيش والزيارة. وفي قلب هذا النجاح، يأتي الدور الخيري للرجل الذي جعلت رؤيته وقيادته من دبي موضع أنظار العالم – صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.”
وأكمل قائلاً: “ومن المؤسف أنه قبل أكثر من عامين، تم تشخيص ابنتي الثانية، فاريشتا، بمرض السرطان. كانت الجولة الأولى من العلاج ناجحة، ولكن بعد حوالي 7 أشهر، عانت من انتكاسة. وفي 29 أكتوبر من العام الماضي، فقدنا فاريشتا العزيزة بإرادة الله تعالى. لقد دفنّاها هنا في دبي، المدينة التي أحبّتها خلال طفولتها. أشعر الآن أنني أكثر ارتباطًا بهذه المدينة، بعد أن تركت فيها جزءاً من قلبي. وأشعل رحيل فاريشتا شغفي بالعمل الخيري، حيث ألتزم بمساعدة المحتاجين. أحياناً، تتطلب الحياة خسارة كبيرة كهذه لتذكرنا بالإنسانية المشتركة التي تربطنا جميعاً.”
وسيتم تخصيص التبرع البالغ 3 مليارات درهم لإنشاء منطقة صحية متخصصة في دبي، تشمل مستشفى ومركز أبحاث طبية متقدمة، بالإضافة إلى منشأة مخصصة لتدريب الأطباء ومبانٍ إضافية. وتم تصميم هذه المرافق لتكون مستدامة على المدى الطويل، بهدف توفير الرعاية الصحية الأساسية وموارد التطوير المهني للمجتمعات الأقل حظاً.
وتهدف مبادرة “وقف الأب” إلى تكريم الآباء والاحتفاء بدور الوالدين وتعزيز اللطف والتضامن من خلال إنشاء صندوق مستدام. وسيتم استخدام العائدات من هذا الصندوق لتوفير خدمات العلاج والرعاية الصحية للفئات الأقل حظاً، وتعزيز ثقافة الرحمة والعمل الخيري والإنساني. ويستند هذا الجهد إلى نجاح حملة “وقف الأم”، التي ساهمت فيها عزيزي بمبلغ 600 مليون درهم إماراتي في عام 2024 لتطوير المؤسسات التعليمية.
كما أعلن مرويس عزيزي عن تبرعه بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي لإنشاء مجمع طبي متميز في كابول بأفغانستان، يحمل اسم مدينة فاريشتا عزيزي الطبية. وستتضمن هذه المؤسسة غير الربحية مركزاً لعلاج السرطان بسعة 400 سرير، ومستشفى مخصص لأمراض النساء والولادة بسعة 200 سرير، ودار أيتام قادرة على استقبال ما يصل إلى 10,000 طفل، وجامعة طبية، ومدرسة تمريض، إلى جانب مجموعة من المرافق الأساسية الأخرى.
وتمتد جهود المسؤولية الاجتماعية لشركة عزيزي إلى مختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة والعالم، مع التركيز على الاستدامة والمساواة والصحة ودعم الفعاليات الرياضية. وأقامت المجموعة شراكات مثمرة مع العديد من المؤسسات المعنية بالإدماج الاجتماعي، وقدمت لها تبرعات سخية على مدار السنوات، مثل دعمها لمركز راشد لأصحاب الهمم لمدة ست سنوات، ومؤسسة الجليلة التي تبرعت لها عزيزي بمبلغ 10 ملايين درهم إماراتي، ومركز دبي للتوحد، وبطولات فزاع الدولية لأصحاب الهمم لسنة 2025، ومركز المستقبل لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة. ومن بين مساهماتها المهمة، تبرعت الشركة بمبلغ 100 مليون درهم إماراتي لحملة “وقف المليار وجبة” لمكافحة الجوع وسوء التغذية عالمياً. كما يُذكر أن الشركة كانت شريكاً رئيسياً لكأس دبي العالمي على مدار ثماني سنوات.