اصدار جديد للبروفيسور هاشم بن حامد الرفاعي : “المرصع بدقائق الحقائق عن كتابة وتدوين القرآن مابين التنزيل والخليفة عثمان بن عفان”

شبكة أخبار الإمارات ENN

ابوظبي – عبدالرحمن نقي : صدر للبروفيسور هاشم بن حامد الرفاعي الخبير المستشار للشؤون التقنية والمعلومات والحوكمة الالكترونية وتذكية المدن في ابوظبي.
كتاب “المرصع بدقائق الحقائق عن كتابة وتدوين القرآن مابين التنزيل والخليفة عثمان بن عفان”.
وقال الباحث البروفيسور الرفاعي في مقدمة الاصدار : بسم الله، والحمد لله المحمود بكل لسان المعبود في كل زمان ومكان، خلق الإنسان علمه البيان، واستوجب عليه الانقياد والإذعان والصلاة والسلام على المبعوث من الله إلى الناس كافة بالدليل والبرهان اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، ثم أما بعد: فبفضل الله وحده تم تأليف هذا الكتاب الذي يدور موضوعه حول كتابة القرآن الكريم في زمن الوحي حتى تدوينه الأخير في عهد الخليفة الراشد سيدنا / عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه، ولهذا ربما حُبِّذ لكل مسلم أن يطلع عليه، حتى وإن كان عليماً بجل ما فيه أو كله …. ذلك من باب الوقوف على ما فيه من معارف عامة … بطرح مختلف، مطعم ببعض الجديد عليه وإن ضئُل.
واضاف البروفيسور الرفاعي : هذا الكتاب في الأصل عبارة عن كتيب أو نشرة بعنوان حقائق عن القرآن (ما بين التنزيل والخليفة عثمان (رضي الله عنه)) فيه الرد على سؤال ورد في الغرب على أحد علماء الإسلام حول حرق الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه – لبعض نسخ صحف القرآن، ولكنه، ربما لحكمة ما ، لم يجب على السؤال فيما أعلم، والله أعلم؛ ومما لأهمية الإجابة بمكان تعاملت وقتها النشرة مع المهمة فضم إجابة السؤال المهمة – للناس.
وتابع ثم تجلت لي أهمية أخرى له وأنا في الولايات المتحدة الأمريكية عندما كنت طالب علم في الدراسات الدنيا والوسطى ثم في بريطانيا وغيرها عند الدراسات العليا. لقد كنت ولله الحمد في تمكين بدهي وبحرية موجهة – دينيا ووطنيا إماراتياً – أن اتابع ما يدور حولي هناك من شأن الإسلام وأمته، ومعاينته عما إذا كان ذلك مطابقا للحق الذي جاء به الإسلام، أو كان مشوها مشوبا بأي خطأ أو غلط أو لغط – من غير المسلمين، او من فئوي / حزبي – مشاكسا مغايرا للإسلام ورسالته.
وعندها، لما لاحظت الظاهرة الأخيرة المنصبة خاصة على القرآن، فكرت في تطوير النشرة والتوسع في تشجيرها ليتناسب وتلك الظاهرة وبالتوازي اتخاذه بمثابة رسالة دكتوراة في علوم الدين لأناقش فيها الكثير من المواضيع التي كانت تحوم في الغرب ويمازجها التدليس بأسئلة مثارة غرضها التشكيك في القرآن بهدف محاولة بعث شبهات حوله، ولو بعد حين.
وبالفعل لما وجدت من تخبط معرفي عام بل ومعلوماتي وثقافي من قبل بعض الناس خاصة المتفيقهين من المغرضين السلبيين منهم المستغربين ومنهم المستشرقين إزاء القرآن الكريم ترسخ في ذهني أهمية البدء في تلك الرسالة والشروع فيها – بمثابة درجة الدكتوراة بعد تأصيلها بإخضاعها لمناقشات حادة من قبل المناطقة من اساتذة بارعين، وفلاسفة الجدال والتحدي في دول الغرب ومن ثم قررت المضي بها . ولما احتوت هذه الرسالة على مناقشة عدة أسئلة ومواضيع مختلفة – وحيث أن الطرح فيها مبرهنا وأسلوبه ناعماً هادئاً تمت التوصية على تلميعها ونشرها في كتاب للفائدة، وعليه، قمت بإخراج هذا الكتاب ببسط معتصر مختصر لمضامين مترابطة.
ومن الجدير بالذكر، إنني لم اتقصد في تأليفي لهذا الكتاب (“المرصع”) أن يكون ردا على أعداء القرآن وأهله، وذلك لأنني شخصيا لا أؤمن بالردود على المتقصدين بعدائهم بقدر ما اعتني ببيان الحق لهم، بالبلاغ السمح المبين – مقتدياً بقادتنا في دولة الامارات (حيث اساليبهم عامةً وفي مثله: خلق وحلم وسماح وحكمة وموعظة حسنة…). اللهم لا ضير البتة ولا بأس ان يكون البيان هنا من خلال الحوار و/أو المناظرة الشريفة. ثم لما كان القرآن الكريم الذي بين أيدينا – موضوع النقاش – هو تمام الوحي الذي أنزله الله على قلب رسوله، عليه الصلاة والسلام – وبنفسه جل وعز تعهد بحفظه فحفظه، حيث قال: ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) | 9 | (سورة الحجر) مما جعلنا كلنا صرنا إلى إيمان تام – ويقين دائم ومؤصد من أنه محفوظ ((لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلُ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٌ))؛ 42 | (سورة فصلت). ثم فالردود عادة ما تكون عن إثبات نظرية أو قاعدة ما … والتي غالبا ما تكون لها شذوذها فتحتاج إلى دفاع غالباً ما يعتمد على متانة منطق المدافعين وسعة ثقافتهم وقوة أسلوبهم وحوارهم ونطاق ومدى فلسفة تشجيرهم في نقاشهم ولحنهم في القول والجدال وتوقهم لدحض الغير و/أو استماتتهم دحضهم الحق بذاته خاصةً لما كل واحد منهم يأمل أن ينتصر على الآخر ، لاغين من لدنهم او متغافلين عن مخافتهم الله والضمير الحي – مع أن في النهاية قد يجانب الحق جميعهم وكذلك الحقائق تجانبهم إلا أهلها واهله.
يقول الله: ((وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِل لِيُدْخِضُوا بِهِ الْحَقِّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أَنذَرُوا هُزُوًا)) | 56 | (سورة الكهف). ومن هذه الآية يتبين لنا أن هناك فارق بين دحض الكافر للحق ودحض المسلم للحق. دحض المسلم كما يقول الفقهاء – إن حصل للحق – “فهو من سوء فهمه”، بينما دحض الكافر للحق يتأتى “من سوء قصده”، أو هزوا منه؛ ولمثله قد يتحتم التصدي له إذا أظهر شراسة فعله المنعكس في ظلمه بسوء قصده والله جل وعز يقول: ((ولا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُم …)) | 46 | (سورة العنكبوت).
وانطلاقا من دحض الكافر للحق بسوء قصد ولمعالجة المسلم ودحضه للحق بسوء فهم ولطالما يتحتم على المسلم التصدي للمجادل الكافر الظالم فلابد أن يعرض المسلم لمنهج تعليمي أو تثقيفي يتم التركيز فيه على ترسيخ إدراك براهين ودلائل صحة الإسلام عنده، وتعرفه على مصادر تلقي المعرفة بالأدلة، وتعلمه التعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة، والوقوف على أبرز الشبهات المنتشرة والرد عليها والتعرف على مهارات الحوار والجدل.
أما القرآن فإنه كلام الله وقد تكفل الله بنفسه بحفظه – كما مر بنا – وأنه على حفظه القادر، وهو: ((غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) | 21 | (سورة يوسف).
إذاً! القصد الرئيس من تأليف ونشر هذا الكتاب هو تبيين الحق للناس، ببسط مختصر؛ وهو بمثابة توضيح مرصع بالرصين من الحقائق المعللة بالبراهين، للمسلمين ولغيرهم، خاصة في أمريكا بل في كل الولايات المتحدة الأمريكية، على وجه التعيين والتحديد، ومثلها أوروبا حيث يلعب هناك المغرضون – من الأحزاب الدينية والمتدينة ذوات عوج – دوراً جليا ذو أبعاد معادية للقرآن وأهله، وكلهم أمل – على حد تفكيرهم ورؤيتهم وتوقهم – أن يخرجوا بنتيجة رؤوفة إيجابية لصالحهم، سلبية شديدة على الإسلام وأتباعه، من خلال الطعن في كتاب الله المجيد أو منهم من قد يتلاعب بأعناق النصوص فيلويها أو يطويها على هواه أو يحمّلها على ما لم تحتمل او يحملّها ما ليس فيها فتثمر يوماً ما جهودهم فتتحقق أهدافهم ولو بعد حين – مئة سنة … مئتين أو أكثر، وما أصبرهم بذريتهم واجيالهم على تحقيق ذلك، وهيهات لاجل بطلانهم الحق أن يملّوا من الصبر في هذا الشأن…
عمدت إلى نشر هذا المؤلَّف باللغتين ترجمت معنى مضمون الأصل من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية – لا حرفيا إنما معنويا ولهذا قد تنقص نصوص النسخة العربية أو تزيد على الأصل الإنجليزي في بعض الجوانب – وذلك كي يسهل على الفئتين الفهم بلغتيهما، وهنا يسهل على الفئتين (متحدثي اللغتين) قراءة المضمون وفهمه وحفظه فتبليغه، كل بما يتناسب معه، والله المستعان وهو القائل: ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) | 33 | (سورة فصلت).
وختاماً، هدانا الله والجميع للحق الذي أحق أن يتبع، وثبتنا على دينه – الإسلام – الذي ارتضاه لعباده، وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، آمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضاً