شهد جناح مركز تريندز للبحوث والاستشارات في معرض باريس الدولي للكتاب توقيع وإطلاق إصدارات جديدة باللغتين الفرنسية والإنجليزية، ومنها النسخة الفرنسية من كتاب «تطبيق نماذج التدريب والمحاكاة في الأمن السيبراني»، والنسخة الإنجليزية من كتاب «أموال الإرهاب»، ودراسة «نموذج الإسلام الشامل في الخطاب الديني الإرشادي» الصادرة باللغة الفرنسية، وذلك ضمن برنامج فعاليات جولة المركز البحثية في العاصمة الفرنسية باريس.
كما عقد مجلس شباب «تريندز» حلقة نقاشية بعنوان «الشباب.. جسر للتواصل بين الثقافات» وذلك في قاعة الشرف الدولية بمعرض باريس الدولي للكتاب، بمشاركة مجموعة من الطلاب الإماراتيين الشباب الدراسين في الجامعات الفرنسية، حيث استعرضوا أدوارهم في تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب والمجتمعات.
وفي سياق آخر، شارك وفد «تريندز»، إلى جانب مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، في النسخة الـ48 من ماراثون شنايدر إلكتريك دو باريس 2025، وذلك في إطار التأكيد على أهمية الرياضة كوسيلة لتعزيز الروابط المجتمعية والإنسانية والتفاعل البناء مع المبادرات العالمية.
«نماذج التدريب والمحاكاة»
وعلى هامش مشاركة المركز الثانية في معرض باريس الدولي للكتاب، وقع سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، النسخة الفرنسية من كتابه «تطبيق نماذج التدريب والمحاكاة في الأمن السيبراني»، الصادر عن «تريندز»، بحضور الدكتور جاك لانج، رئيس معهد العالم العربي في باريس، والسيناتورة نتالي جوليه، إلى جانب طيف واسع من الأكاديميين والخبراء والإعلاميين.
ويسلط الدكتور الكويتي في الكتاب الضوء على دور التدريب والمحاكاة في تعزيز الأمن السيبراني، ويقدم نماذج رائدة في هذا المجال من دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وإستونيا، والإمارات العربية المتحدة.
ويوضح الدكتور الكويتي في كتابه أن دولة الإمارات أصبحت رائدة عالمياً ونموذجاً يُحتذى في مجال الأمن السيبراني، وذلك بحسب المؤشر العالمي للأمن السيبراني 2024، وهو مقياس شامل يصدره الاتحاد الدولي للاتصالات، ويقيّم نضج الأمن السيبراني في 194 دولة حول العالم.
«أموال الإرهاب»
بدورها، وقعت السيناتورة نتالي جوليه، عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي عن مقاطعة أورن، النسخة الإنجليزية من كتابها «أموال الإرهاب»، الصادر عن «تريندز»، الذي نُشر لأول مرة عام 2022، ويستعرض الوسائل والأدوات التي يمول بها الإرهابيون عملياتهم، حيث تأخذ النسخة الجديدة لعام 2025 في الاعتبار الأحداث والصراعات الإقليمية والعالمية الأخيرة، مما يعزز التحليلات والتوقعات الواردة في فصوله.
وقالت السيناتورة نتالي جوليه إن فصول الكتاب تبحث في كيفية تمويل جماعة الإخوان المسلمين والتيار اليميني المتطرف، بالإضافة إلى فصل يركز على «الأموال غير المشروعة» التي تعد ثغرات في النظام المالي العالمي، مضيفة أن الكتاب يتناول أيضاً مصادر أخرى لتمويل الإرهاب، ومنها «الاتجار بالحيوانات، وتجارة الأسلحة، وشبكات جمع الأموال النقدية، والمخدرات، والتحويلات الإلكترونية للأموال، وغسيل الأموال، وجمع التبرعات عبر الإنترنت، والقرصنة، والابتزاز المنظم»، وغيرها.
«نموذج الإسلام الشامل»
من جانبه، أطلق البروفيسور لدومينيك آفون، أستاذ التاريخ في المدرسة التطبيقية للدراسات العليا بجامعة باريس البحثية للعوم والآداب، دراسة «نموذج الإسلام الشامل في الخطاب الديني الإرشادي»، الصادرة عن «تريندز» باللغة الفرنسية، ويلقي الضوء فيها على أنه لم تعش أي مجتمعات في التاريخ تحت نظام حكم يخضع بالكامل للقواعد الدينية وحدها، فقد اختلطت هذه القواعد دائماً بالممارسات التقليدية السابقة، كما تأثرت بعناصر خارجية دخلت عبر عمليات التبادل الحضاري.
ويذكر آفون أن هذه الحقيقة التاريخية معروفة، لكنها لم تحظ بتأطير نظري في الإمبراطوريات العثمانية والفارسية والمغولية التي حكمت شعوباً واسعة خلال القرن الثامن عشر، ومع ذلك، ظلت النخب الحاكمة في هذه الإمبراطوريات مقتنعة بأنها تحكم وفق المنهج الإسلامي الصحيح.
الشباب وتعزيز الحوار الثقافي
وفي سياق متصل، نظم مجلس شباب «تريندز» حلقة نقاشية بعنوان «الشباب.. جسر للتواصل بين الثقافات» في قاعة الشرف الدولية بمعرض باريس الدولي للكتاب، حيث تطرق المشاركون من الطلاب الإماراتيين الشباب دارسي الطب في الجامعات الفرنسية، إلى دورهم في تعزيز الحوار الثقافي وتطوير مهارات الوساطة لحل النزاعات الثقافية وتعزيز التفاهم بين المجتمعات والشعوب.
وأكد المشاركون أن الأنشطة الثقافية والفنية والمجتمعية التي ينظمها الشباب تلعب دوراً كبيراً في كسر الحواجز بين الثقافات المختلفة، موضحين أن التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي أصبحت أدوات فاعلة لتعزيز التقارب الثقافي وفتح حوارات بناءة حول التنوع الثقافي، فضلاً عن برامج التبادل الطلابي بين الدول تساهم في تغيير الصور النمطية عن الثقافات الأخرى لدى الشباب.
تجارب الدراسة والاغتراب
واستعرض المشاركون تجاربهم خلال فترة الدراسة في الجمهورية الفرنسية، وما واجهوه من عقبات من ناحية اختلاف الثقافات وتفاوتها في دول الاغتراب، وتحدثوا أيضاً عن التحديات والمخاوف التي اعترتهم عند وصولهم، وكيف استعانوا بوسائل التكنولوجيا الحديثة لتسهيل انخراطهم في المجتمع الفرنسي.
وتطرق الطلاب الإماراتيون الشباب الدراسون في الجامعات الفرنسية إلى السبل التي اتبعوها لمواجهة التحيزات الثقافية الشخصية والمجتمعية أثناء تفاعلهم مع ثقافات مختلفة، والحلول العملية التي طبقوها للتغلب على الفجوات اللغوية التي تعيق التواصل بين الشباب من خلفيات ثقافية متنوعة، مؤكدين أن السبل الأساسي لمواجهة هذه التحيزات والفجوات، يتمثل في روح التسامح والتعايش وتقبل الآخر التي ترعرعوا عليها في مجتمع دول الإمارات.
«ماراثون باريس»
في إطار جولته البحثية الحالية في فرنسا، وتلبية لدعوة من الجهة المنظمة، شارك وفد «تريندز» إلى جانب مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، في النسخة الـ48 من ماراثون شنايدر إلكتريك دو باريس 2025، وذلك في إطار التأكيد على أهمية الرياضة كوسيلة لتعزيز الروابط المجتمعية والإنسانية والتفاعل البناء مع المبادرات العالمية.
وجاءت مشاركة «تريندز» في هذا الحدث الرياضي تأكيداً على دور الرياضة في تعزيز الدبلوماسية الثقافية، وربط الأبحاث العلمية بالواقع المجتمعي، والتفاعل المباشر مع المبادرات العالمية. وكان مسار المارثون ق