منتدى أبوظبي للسلم يحتفل بعيد الاتحاد تحت شعار “من إرث زايد..البحث الدائم عن السلام”

شبكة أخبار الإمارات ENN

في أجواء وطنية تفيض بالفخر والاعتزاز، نظم منتدى أبوظبي للسلم صباح اليوم الأربعاء، 27 نوفمبر 2024، احتفالا مهيبا بمناسبة الذكرى الثالثة والخمسين لعيد الاتحاد لدولة الإمارات العربية المتحدة، في المسرح الوطني بالعاصمة أبوظبي. 

وقد شرُف الحفل، برئاسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ومعالي الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، بحضور عدد من النخبة الثقافية والرسمية والسلك الدبلوماسي في الدولة.  

عبّر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في كلمته الافتتاحية عن فخره واعتزازه بمسيرة الاتحاد التي انطلقت برؤية حكيمة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث قال معاليه: “” من إرث زايد … البحث الدائم عن السلام ” ، إنما يتفق تماماً ، مع مشاعرنا المتدفقة ، كلما جاء عيد الاتحاد ، الذي يمثل بالنسبة لنا في الإمارات ، مناسبة وطنية مرموقة ، تلهج فيه الألسنة والقلوب ، بالشكر والعرفان والامتنان ، للقائد العظيم ، والمؤسس الحكيم ، المغفور له الوالد ، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، أجزل الله مثوبته – وأضاف معالي الشيخ نهيان: “”نكون عن حق ، أوفياء لذكرى هذا القائد العظيم ، فخورين بإرثه الخالد ، نعتز بأنه ترك من بعده ، وبحمد الله ، أجيالاً واعية ، تحب الوطن ، وتعمل على تحقيق السلام والوفاق ، في العالم – أجيالاً ، تسير وفق ما يؤكد عليه صاحب السمو ، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة – أعزه الله – من أن دولة الإمارات العربية المتحدة ، تسعى بكل عزمٍ وتصميم ، إلى أن تكون دائماً ، نموذجاً ، للدولة الناجحة…إننا اليوم ، ونحن نحتفل باليوم الوطني الثالث والخمسين ، إنما نعتز غاية الاعتزاز ، بما يؤكد عليه صاحب السمو رئيس الدولة – حفظه الله – من أننا وعن حق ، أبناء زايد الخير ، نحافظ على إنجازاته ، ونسير على هدي توجيهاته ، في العمل على تحقيق السلام والمحبة والوفاق ، في العالم ، وعلى تقدم المجتمع والإنسان ، في كل مكان “.

من جهته اعتبر معالي الشيخ عبد الله بن بيه أن الاحتفال بعيد الاتحاد هو فرصة لتجديد الالتزام بقيم السلام والتسامح التي أرساها القائد المؤسس، وفي هذا السياق استعرض معاليه الإنجازات التي حقّقها منتدى أبوظبي للسلم على مدى عقد من الزمان تحت الرعاية الكريمة لسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدًا أن المنتدى نجح في تجسيد رؤية الإمارات كما أسهم من موقعه في تعزيز مكانة الدولة بوصفها قبلة محبي السلام ومنارة لقيم التعايش والوئام. 

وأضاف معاليه أن المنتدى سعى في عقده الأول إلى أن يقدّم للمسلمين وللبشرية جمعاء “فن السلام” بديلا عن فنون الحرب التي طالما هيمنت على الفكر الإنساني، وذلك من خلال بلورة رؤية جديدة للكون تجعل السلم وقيمه في مركز الاهتمامات البشرية.

مبيناً أن جهود المنتدى تمضي بعون الله في حمل مشعل السلم، ورفع راية السكينة في العالم انطلاقاً من أبوظبي، عاصمة التسامح والسلام، ويعمل المنتدى على صوغ إستراتيجيته وتحيين أهدافه وفق نهج ورؤية قيادتنا في بعد نظرها ورؤيتها للمستقبل، فلا يزال العالم يحتاج لجهود كبيرة تؤصل وتعمل على بذر وسقاية غرس السلم والعافية، ولا تزال النزاعات والصراعات تمثل تحدياً وجودياً للبشرية.

وبمناسبة إكمال منتدى أبوظبي للسلم عقده الأول تضمّن الحفل عرضًا مميزًا لفيلم وثائقي يروي قصة عقد من الزمن من العمل الدؤوب والمبادرات الرائدة ابتدأت على أرض زايد الخير سنة 2014، والتي جسّدت رؤية الدولة ورسالتها في تعزيز السلم والتعايش على المستوى العالمي، 

استعرض الفيديو مراحل تطور المنتدى منذ تأسيسه عام 2014، مسلطًا الضوء على مبادراته النوعية التي تعكس الرؤية الإماراتية للسلم كقيمة أساسية، ليس فقط داخل حدود الدولة، بل كرسالة عالمية. ومن أبرز ما تم تسليط الضوء عليه، “إعلان مراكش” الذي حظي باهتمام دولي واسع لترسيخه حقوق الأقليات الدينية وباعتباره أول إحياء للنموذج التاريخي لصحيفة المدينة، وإسهاما حقيقيا لعلماء المسلمين في تعزيز وثائق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومبادرة “حلف الفضول الجديد” المستوحاة من حلف الفضول التاريخي، والتي تقدم نموذجًا حديثًا للدعوة إلى القيم الإنسانية المشتركة، وميثاق أبوظبي للمواطنة الشاملة الذي ينبع من خصوصيات دولة الإمارات العربية المتحدة الدينية والإنسانية. كما أبرز الفيديو الأثر الذي تركته برامج المنتدى في تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز الخطاب الديني المعتدل، مؤكدًا على أن جميع هذه الجهود ليست سوى انعكاس لرؤية الإمارات في صناعة السلام العالمي، وترجمة لشعار: “دروب السلام من أبوظبي تبدأ”.

يذكر أن الحفل شهد حضورًا نوعيًا لنخبة من الشخصيات الوطنية والدينية والدبلوماسية وأرباب الفكر والثقافة، من بينهم سعادة مقصود كروز رئيس مجلس أمناء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، والعميد محمد علي المهيري مدير إدارة الإعلام بشرطة أبوظبي، وسعادة الأستاذ جمال سالم الطريفي رئيس الجامعة القاسمية، وسعادة عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش، وسعادة الشيخ المحفوظ بن بيّه، الأمين العام لمنتدى أبوظبي للسلم، وسعادة الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وسعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، إضافة إلى عدد من القيادات الدينية التي تمثل  جزءا من لوحة التنوع الثقافي الجميل على أرض الإمارات العربية المتحدة.

شاهد أيضاً