بدأ الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، زيارة تستمر يومين إلى سلطنة عمان، التي تعتبر الأقرب إلى طهران من بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وتوقع السفير الإيراني لدى مسقط، علي أكبر سيبويه، أن يبحث روحاني مع السلطان قابوس بن سعيد مشروعا لربط البلدين بجسر بحري فوق مضيق هرمز، فضلا عن مد أنبوب لنقل الغاز من إيران إلى عُمان في غضون عامين.
وقال السفير الإيراني إن بلاده ستضخ 4 مليارات دولار اعتباراً من العام الحالي للاستثمار في ميناء الدقم العماني على بحر العرب، وكذلك في مشاريع تشمل إنشاء 100 خزان كبير للنفط والغاز الإيراني تتم إعادة تصديرها.
وتحدث السفير عن مشاريع في مينائي صلالة وصحار، وإنشاء مصنعين للأدوية الطبية ومستشفى بسعة 400 سرير.
وحول الاستثمارات العمانية في إيران، أوضح سيبويه أنها ستشمل مشاريع في مجالات التعليم والبتروكيماويات واستخراج النفط تبلغ تكلفتها 4 مليارات دولار.
وتأتي زيارة روحاني إلى السلطنة في محاولة لتحسين العلاقات مع الجيران الخليجيين، وتشمل المحادثات مع السلطان قابوس ملفات سياسية واقتصادية بما في ذلك قطاع الغاز.
وروحاني هو ثاني رئيس للجمهورية الإسلامية يزور عمان بعد زيارة محمود أحمدي نجاد في 2007، ووصل الى المطار السلطاني الخاص حيث استقبله نائب رئيس مجلس الوزراء فهد بن محمود ال سعيد، ووزير الشؤون الخارجية يوسف بن علوي، حسبما أفادت وكالة الأنباء العمانية.
وتوجه روحاني الى قصر العلم حيث التقى السلطان قابوس الذي سبق أن زار طهران في أغسطس الماضي، وكان أول رئيس دولة يزور إيران بعد تولي روحاني منصبه.
وأجرى روحاني والسلطان قابوس لقاء مغلقا اقتصر عليهما فقط، حسبما أفادت الوكالة الرسمية.
ويفترض أن يجري روحاني محادثات مع مسؤولين عمانيين آخرين بما في ذلك مفتي السلطنة، وذلك بحسب مصادر مقربة من الحكومة.
أجواء توتر في الخليج
ويزور روحاني سلطنة عمان في ظل استمرار توتر العلاقات بين إيران الشيعية ودول الخليج السنية خصوصا بسبب الدعم الكبير الذي تقدمه طهران للنظام السوري وتنامي الصراعات الطائفية السنية الشيعية في المنطقة، فيما تدعم معظم دول الخليج المعارضة السورية، لكن علاقة طهران مع مسقط ظلت جيدة عبر العقود الماضية.
وعبّر روحاني منذ انتخابه في 2013 مرارا عن رغبته في تحسين العلاقة مع دول الخليج لاسيما مع السعودية، ما وضع تحت الضوء الدور الذي يمكن أن تلعبه مسقط في هذا الإطار.
وقبل مغادرته طهران الى مسقط، قال روحاني في تصريحات نقلتها الصحافة الإيرانية “إن لهذه الزيارة أهمية كبيرة في التقريب بين إيران والدول الإسلامية، لاسيما مع الدول الجارة لإيران” مؤكدا أن “دول جنوب الخليج الفارسي وبحر عمان لها أهمية كبيرة بسبب مضيق هرمز”.
وتسيطر إيران وسلطنة عمان على ضفتي هذا المضيق الاستراتيجي الذي تمر عبره نسبة 40% من النفط المنقول بحرا في العالم.
ولعبت سلطنة عمان منذ سنوات دورا في التواصل والتقريب بين إيران والولايات المتحدة بحكم علاقاتها الجيدة مع الطرفين، بما في ذلك الملف النووي.
وتسعى الدول الكبرى وإيران للتوصل الى حل نهائي للملف النووي الإيراني بعد تحقيق اختراق في جنيف في تشرين الثاني/نوفمبر.
وإلى جانب الخلافات السياسية، أعربت دول الخليج عن قلقها مرارا حول محطة بوشهر النووية في إيران ومخاطر التلوث الإشعاعي في حال وقوع حادث او زلزال قوي، بسبب موقع البلاد الجغرافي في منطقة تكثر فيها الهزات الأرضية.
كما تؤكد الإمارات سيادتها على ثلاث جزر تسيطر عليها إيران في الخليج منذ انسحاب البريطانيين في بداية سبعينيات القرن الماضي، هي أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى.
العربية نت