الشارقة في 11 أغسطس/ وام/ أشادت مؤسسة “رويال مارسدن” البريطانية، في تقريرها السنوي، بالدور الإنساني والعلمي الرائد لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، المؤسِّسة والرئيسة الفخرية لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، وذلك لدعمها المتميز لأبحاث الطب الدقيق لعلاج السرطان، من خلال مبادرتها النوعية في إنشاء “مختبر الشارقة للجينوم السريري” بالمملكة المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن التبرع الذي قدمته سموها في عام 2018 بقيمة 500 ألف جنيه إسترليني، شكّل نقطة تحول بارزة في تطوير البنية التحتية البحثية والطبية في مركز علم الأمراض الجزيئية التابع لـ “رويال مارسدن”، وأسهم بشكل فعّال في تسريع عمليات التشخيص والعلاج لآلاف المرضى، من خلال اعتماد تقنيات الطب الدقيق وتوسيع نطاق التجارب السريرية.
ويُعد “مختبر الشارقة” أحد مختبرين فقط في المملكة المتحدة معتمدين من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS England) لتقييم التسلسل الكامل للجينوم باستخدام تقنية “القراءات الطويلة”.
ويوفر المختبر خدمات متطورة لتحليل الطفرات الجينية، من ضمنها تقنية “الخزعة السائلة” التي تتيح تشخيص سرطان الرئة من خلال تحليل عينات دم بسيطة، مما يساعد في ربط المرضى بالعلاجات الأنسب بدقة وسرعة.
وذكر التقرير أن المختبر دخل مرحلة متقدمة من التشغيل المؤتمت بالكامل، بقدرة تصل إلى إجراء 5000 اختبار جيني إضافي شهرياً، بالتعاون مع شركة “Automata” العالمية المتخصصة في تقنيات البيولوجيا المؤتمتة.
كما بات المختبر يوفّر تحاليل دقيقة باستخدام جهاز “Nanopore Promethion”، الذي يتيح قراءة متكاملة للجينوم البشري دون تجزئة، ويُستخدم حالياً لتحليل جينومات كاملة ضمن تجارب سريرية رائدة.
ويشارك “مختبر الشارقة” في عدد من التجارب السريرية العالمية مثل ENABLE-NGS وPREVAIL وICED وINOVATE، والتي تركز على أنواع متعددة من السرطان، من بينها سرطان الدم، وسرطان الرئة، وحالات ذات استعداد وراثي نادر.
كما يدعم المختبر تجربة SIGNIFIED لفحص المصابين بمتلازمة “لي-فراوميني”، وتجربة RECUT Plus لدراسة أسباب فشل العلاج الإشعاعي في بعض الحالات.
وعلى الصعيد العلمي، ساهم المختبر خلال عام 2024 في نشر أكثر من 24 دراسة بحثية محكّمة، عُرضت في مؤتمرات علمية مرموقة، من بينها الجمعية الأمريكية لطب الأورام السريري (ASCO)، والجمعية الأوروبية للأورام النسائية (ESGO)، ما يعكس تأثير المختبر المتنامي في رسم ملامح مستقبل الطب الجينومي.
وأكد التقرير أن “مختبر الشارقة” يجسّد رؤية إنسانية عالمية انطلقت من دولة الإمارات، تقوم على الاستثمار في الإنسان والبحث العلمي، وتحويل العطاء الإنساني إلى إنجازات طبية تخدم البشرية.
ويعد المختبر نموذجاً رائداً للشراكة بين الجهود الخيرية والعلمية، ومثالاً عملياً على تأثير مبادرات سمو الشيخة جواهر القاسمي، التي تشمل دعم عدد من المراكز الإقليمية والدولية لعلاج سرطان الأطفال، مثل مستشفى 57357 في مصر، ومركز سرطان الأطفال في لبنان، والمعهد القومي للأورام في القاهرة (مبنى الشيخة جواهر القاسمي).
وتواصل سموها، من خلال مبادراتها المحلية والدولية، دعم الجهود الرامية إلى تحسين فرص العلاج وضمان العدالة الصحية للمرضى في مختلف أنحاء العالم، تعزيزاً لرسالة الشارقة في تمكين الإنسان، وصناعة الأمل، وبناء جسور التعاون بين المجتمعات العلمية والإنسانية.