دبي في 16 نوفمبر /وام/ تضطلع دولة الإمارات بدور قيادي في تعزيز الأمن الغذائي على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، مع تبنيها سياسات واستراتيجيات متقدمة تعكس التزامها بتوفير الغذاء المستدام والتصدي للتحديات المتزايدة في هذا المجال.
وتعتمد الإمارات في تحقيق أهدافها على الدعم المستمر للأبحاث والتطوير، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، والاستفادة من أحدث التقنيات في مختلف المجالات بدءا من الزراعة وصولاً إلى التصنيع.
وتسعى الإمارات في إطار الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي التي تتضمن 38 مبادرة رئيسة قصيرة وطويلة المدى، إلى أن تكون الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051.
وشهد القطاع تسارعاً ملحوظاً مع إطلاق العديد من المشاريع الهادفة لتعزيز الإنتاج الغذائي المتقدم في الدولة، بما يعكس التزام الدولة بتطوير إنتاج محلي مستدام ممكّن بالتكنولوجيا لكامل سلسلة القيمة، ويكرس التقنيات الذكية في إنتاج الغذاء.
ومن أبرز المشاريع التي تم إطلاقها مؤخرا لبناء نظام غذائي مستدام، تشييد مزرعة عمودية في دبي على مساحة قدرها 900 ألف قدم مربع في مشروع وادي تكنولوجيا الغذاء، بالإضافة إلى افتتاح مزرعة “آيروفارمز AgX” في أبوظبي خلال 2023، كما تم في عام 2022 افتتاح مزرعة “بستانك” كأكبر مزرعة رأسية تعتمد على الزراعة المائية في العالم، وتبلغ قيمتها 40 مليون دولار.
و أعلن مصرف الإمارات للتنمية خلال أكتوبر الماضي، عن بلوغ قيمة الموافقات التمويلية التي قدمها لدعم قطاع الأمن الغذائي، أكثر من 721 مليون درهم، منذ إطلاق إستراتيجيته الخمسية في إبريل 2021 التي يدعم عبرها القطاعات ذات الأولوية الإستراتيجية للمساهمة في خطط التنمية الوطنية والتنويع الاقتصادي لدولة الإمارات.
وقال صالح لوتاه رئيس مجلس إدارة مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات في الإمارات، إن الأمن الغذائي يشكل أولوية قصوى لأي بلد، مؤكداً التزام وحرص الإمارات على تطوير حلول مبتكرة ودعم الإنتاج المحلي وبناء علاقات شراكة اقتصادية من أجل توفير منظومة متكاملة للأمن الغذائي.
وأوضح أن المبادرات الحكومية تركز على الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة من أجل تطوير حلول مبتكرة للإنتاج الزراعي، حيث تعكس مشاريع مثل زراعة الأرز في الشارقة والتوسع في زراعة الخضروات باستخدام تكنولوجيا متطورة في منطقة العين التوجه نحو تطوير سلسلة إمداد محلية للأغذية.
وأكد لوتاه أهمية اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة في تقوية التبادل التجاري الثنائي مع عدد من الشركاء التجاريين وتحقيق أهداف إستراتيجية الأمن الغذائي، مشيرا إلى جهود الدولة التي وضعتها في المركز الأول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمركز الـ 23 عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي، الذي أصدرته “إيكومونيسست إمباكت” في العام 2022.
ولفت إلى إستراتيجية منصة الإمارات للأغذية التي تهدف إلى زيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10 مليارات دولار أمريكي، مؤكدا على أن المبادرة ستلعب دوراً حيوياً في تعزيز الأمن الغذائي والمرونة الاقتصادية لدولة الإمارات.
بدورها أكدت فلافي باكيه، مديرة وكالة “بزنس فرانس” في الإمارات، أن النهج الاستباقي والدور الحيوي الذي تلعبه الإمارات يسهم في تعزيز صناعة الأغذية على مستوى المنطقة، وذلك من خلال التزامها الواضح بالأمن الغذائي والممارسات المستدامة.
وأشارت باكيه إلى الدعم الكبير الذي تقدمه الإمارات للشركات الناشئة في مجال الأغذية، إذ توفر برامج نوعية، ومناطق حرة متخصصة، ودعماً مالياً للشركات، ما يساهم في خلق بيئة خصبة للابتكار في مجال التكنولوجيا الغذائية.
وأوضحت أن مبادرات مثل “مسرعات دبي للمستقبل” وصندوق خليفة لدعم المشاريع، توفر للشركات الناشئة الدعم المالي والتوجيه، ما يجعل من الإمارات بيئة جاذبة للمبتكرين العالميين في مجال الغذاء.
وقال محمد عيتاني، الرئيس التنفيذي بدول الخليج والمشرق العربي في شركة إفكو العالمية، إن الإمارات تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الأمن الغذائي في المنطقة من خلال تبنيها لخطط واستراتيجيات عملية تهدف إلى تحقيق هذا الهدف الحيوي.
وأكد عيتاني التزامهم بالعمل تحت مظلة الأمن الغذائي في مجالات مثل اللحوم البديلة، موضحا أن الشركة تعمل بتنسيق وثيق مع الحكومة الإماراتية لتطوير هذا القطاع والمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي، مستفيدة من بنية تحتية متطورة وبيئة حاضنة.