مجلس الكود الدولي يعزز أهمية مراعاة سلامة المباني والتأكد من مطابقتها لقوانين البناء الدولية

 يظل الالتزام بقوانين البناء أساساً لحماية بيئتنا، خاصة في عالم البناء الذي يشهد تطوراً مستمراً. يولي مجلس الكود الدولي (ICC)، الرائد في تقديم حلول سلامة المباني، أهمية كبيرة لتعزيز ثقافة السلامة على مدار دورة حياة المبنى بأكملها. بدءاً من مرحلة التصميم مروراً بمرحلة البناء وصولاً إلى مرحلة الصيانة، تحرص الشركات على تطبيق معايير الجودة والسلامة لضمان توافق المباني مع القوانين الدولية.

كما يقدم المجلس توجيهات ودورات تدريبية للمختصين في القطاع لضمان تحديث معرفتهم بأحدث المعايير والممارسات. يهدف هذا النهج الشامل إلى خلق بيئة مبنية آمنة ومستدامة تعود بالفائدة على المجتمع ككل. ومن خلال تعزيز ثقافة السلامة والالتزام الصارم بالقوانين، يسعى مجلس الكود الدولي إلى الحد من المخاطر وتحسين جودة الحياة في جميع المجتمعات التي يعمل فيها.

فيما يلي نوضح أهم المحاور التي تناولتها الدراسة والتي يجب مراعاتها لضمان سلامة المباني عند إنشائها:

بناء أساس قوي مع مراعاة تطبيق اكواد البناء

تضع قوانين البناء الحديثة الأساس للهياكل الآمنة. ومع ذلك، لا ينبغي لشركات المقاولات في دول مجلس التعاون الخليجي أن تعتبر الامتثال الهدف النهائي، بل خطوة أولى. تبدأ ثقافة سلامة المباني بتدريب شامل لجميع العاملين في الموقع. كما تضمن الشراكة مع سلطات سلامة المباني المحلية ومؤسسات التدريب فهم العمال لمهامهم وتنفيذها بشكل صحيح، وفقًا لأحدث لوائح دول مجلس التعاون الخليجي. التدريب ليس حدثًا لمرة واحدة، بل هو عملية مستمرة تهدف إلى تزويد العمال بالمعرفة والمهارات اللازمة لدعم معايير السلامة باستمرار في بيئات العمل القاسية والديناميكية.

ويجسد مجلس الكود الدولي هذا الالتزام من خلال تطوير مجموعة من قوانين البناء التي يمكن تكييفها لتلائم المتطلبات المحددة لدول مجلس التعاون الخليجي. كما يقدم برامج تدريب وشهادات متخصصة تتعلق بممارسات البناء في المنطقة. يضمن تدريب واعتماد مجلس الكود الدولي أن يكون مستخدمو الكود والمفتشون في الموقع على دراية تامة بأحدث بروتوكولات السلامة ومعايير الامتثال. تساعد هذه العروض التعليمية الشاملة في منع الحوادث، وتقليل الأخطاء، وتعزيز بيئة عمل أكثر أماناً. 

تعزيز ثقافة السلامة عبر تقديم القيادة الملهمة وتمكين العمال

القيادة الملهمة تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز ثقافة السلامة. يجب على القادة أن يكونوا مدافعين دائمين عن السلامة، وأن يخصصوا الموارد اللازمة لمبادرات السلامة، وأن يظهروا التزامهم من خلال أفعالهم. عندما يضع القادة السلامة على رأس الأولويات، فإنهم يقدمون نموذجًا قويًا يُحتذى به لجميع أفراد المؤسسة. في ذات الوقت، توفر رؤى العمال في الخطوط الأمامية قيمة كبيرة، حيث يواجهون المخاطر بشكل يومي. كما يمكن لشركات البناء تعزيز شعور الملكية والمساءلة من خلال تشجيع العمال على المشاركة الفعالة في نقاشات السلامة. حيث تعتبر محادثات لجان السلامة من الوسائل الممتازة للعمال للتعبير عن مخاوفهم والمساهمة في تطوير حلول عملية تتماشى مع سياق دول مجلس التعاون الخليجي.

يشهد المشهد الصناعي، بما في ذلك المواد والتقنيات، تطورًا مستمرًا، وكذلك ممارسات السلامة. كما يمكن أن يُعد التزام مجلس الكود الدولي بالتحسين المستمر والتنمية المستدامة مصدرًا ثمينًا لدول مجلس التعاون الخليجي، ومن خلال اعتماد عقلية النمو، تستطيع شركات البناء الحفاظ على تقدمها في مواجهة المخاطر المحتملة وتعزيز ممارسات السلامة لديها بمرور الوقت.

التعاون هو المفتاح لتشييد مباني أكثر أمانًا وسلامةً في دول مجلس التعاون الخليجي

يتطلب بناء ثقافة السلامة التعاون المتكامل بين جميع الجهات المعنية. حيث إن تبادل أفضل الممارسات، والمشاركة في المبادرات الصناعية الإقليمية، والدعوة إلى معايير سلامة أعلى بالتعاون مع الأقران والهيئات التنظيمية وأصحاب المصلحة، كلها خطوات أساسية نحو تحقيق بيئة عمل أكثر أمانًا في دول مجلس التعاون الخليجي. ويمكن لمجلس الكود الدولي (ICC) أن يلعب دورًا مهمًا في تسهيل هذا التعاون وتبادل المعرفة.

تلعب مبادرات التوعية العامة والتثقيف، مثل شهر سلامة المباني (BSM) الذي اختتم مؤخرًا، واليوم الدولي لسلامة المباني (IBSD) الذي تم تدشينه في عام 2024، دورًا محوريًا في هذا المجال. كما لا يزال مجلس الكود الدولي ملتزم بقيادة هذه الجهود، لضمان أن السلامة  جزء لا يتجزأ من ثقافة الصناعة ونسيجها.

شاهد أيضاً