- راس الخيمة – عبدالرحمن نقي : قام مساء اليوم اعضاء مجموعة راس الخيمة للتاريخ الطبيعي بزيارة تفقيدة لمتحف راس الخيمة للصور لنجيب عبدالله الشامسي الذي قال عنه صاحبه : إن “متحف رأس الخيمة للصور” يوثق لمسيرة رأس الخيمة الحافلة بالعطاء ولتاريخ الإمارة الأصيل ويسلط الضوء على مسيرة أبنائها وشخصياتها المليئة بالإنجازات والعطاء والطموحات، مؤكدا أن صور المتحف تعكس تاريخنا العريق.
وأكد نجيب عبد الله الشامسي أن المتحف يوثق بالصور والأفلام الوثائقية وسواها تاريخ رأس الخيمة بمنعطفاته وتحولاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويلقي الضوء على أحداث تاريخية بارزة تشمل القطاعات الثقافية والرياضية والفنية والخدمات التعليمية والصحية وغيرها.
وأشار إلى أن «متحف الصور» افتتح في سياق احتفالات الدولة باليوم الوطني الرابع والأربعين، حيث يضم مئات الصور من مصادر مختلفة، موضحا أن المتحف الجديد يفتح أبوابه أمام جميع الأهالي والمدارس والجامعات والمؤسسات المختلفة والسياح كل أيام الأسبوع.
فمن يمر عبر شارع البشائر في حي الظيت الجنوبي بإمارة رأس الخيمة؛ يسترعي انتباهه ملحق في فيلا أنيقة؛ تتصدره لوحة تزيّنها كلمات: «متحف رأس الخيمة للصور».. لكن سرعان ما تتبدد المفاجأة عندما يعلم الزائر أن من يقف وراء ذلك المشروع هو الكاتب والباحث نجيب عبدالله الشامسي.
ورأس الخيمة، التي كانت تعرف سابقاً بجلفار، لديها جذور تاريخية وحضارية موغلة في القدم، وصاحبة إرث استمد عراقته من البيئة الطبيعية التي عناصرها البحر والبر والجبل، بالإضافة إلى أنها تختزن في تاريخها الكثير من الأحداث المهمة؛ وتلك المزايا وغيرها هي التي أغرت نجيب الشامسي ليؤسس متحفاً يستضيف فيه أبناء رأس الخيمة، الذين كانت لهم بصمات مؤثرة في الحياة ومسيرة الوطن.
ويقول الشامسي: «تؤكد الشخصيات التي أخذت مكانها في المتحف أن إمارة رأس الخيمة لم تكن بيئة تتمتع بمكونات طبيعية خلابة فحسب، وإنما أيضاً تمتلك طاقة بشرية مبدعة تستحق توثيقها في المتحف ، وعلى مدى عامين كاملين بذل الكاتب والباحث نجيب الشامسي جهوداً كبيرة من أجل إقامة المتحف؛ فاتجه إلى الجهات التي خطر له أن لديها صوراً تستحق أن يكون لها مكان في المتحف.
وأوضح: «صحيح كانت المهمة مصحوبة بالمصاعب، لكنني وجدت تجاوباً من بعض الأشخاص الذين أعجبتهم الفكرة، ومنهم محمد عبدالله فارس، وكيل وزارة التربية والتعليم السابق الذي فتح لي أرشيفه الخاص وأخرج منه العديد من الصور المهمة، وأيضاً لم يبخل أخوة عرب جاؤوا الى رأس الخيمة في سنوات باكرة وتبرّعوا لي بما في جعبتهم من الصور، بينما حصلت على مجموعة من الصور التي جاء بها صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من الأرشيف البريطاني».
واهتم المتحف بتسليط الضوء على لقاءات المغفور لهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والشيخ صقر بن محمد القاسمي، بأبناء وطنهم في إمارة رأس الخيمة، من خلال الجولات التفقدية التي كانوا يقومون بها – طيّب الله ثراهم – بين الفينة والأخرى، في بداية انطلاق مسيرة الاتحاد، بغية الوقوف ميدانياً على أحوال الناس ومعالجة مشكلاتهم الحياتية.
ويلاحظ الزائر خلال جولة داخل متحف الصور، الخصوصية التي كانت تتمتع بها رأس الخيمة في العالم العربي، وهو ما تكشف عنه زيارات العديد من الشخصيات المهمة، من بينهم أمين عام الجامعة العربية الراحل عبدالخالق حسونة، والملوك والرؤساء الراحلون: ملك الأردن حسين بن طلال، والرئيس السوري حافظ الأسد، والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، والرئيس السوداني جعفر النميري، والرئيس اللبناني رشيد كرامي.
كما يضم المتحف نخبة من أبناء رأس الخيمة الذين لعبوا دوراً في نهضة الإمارة والوطن، وكذلك لوحة تخلّد شهداء الوطن الذين ضحوا بحياتهم دفاعاً عن الحق ودفاعاً عن المظلوم، وفي مقدمتهم سالم سهيل خميس، وهو أول شهداء الوطن خلال الغزو الإيراني للجزر الإماراتية.
وبحسب الشامسي، فإن توثيق تلك الأحداث والأشخاص الذين كان لهم دور فيها يكتسب أهميته من المكانة التي كانت تتمتع بها إمارة رأس الخيمة، وأهميتها السياسية والتاريخية والجغرافية؛ وأيضاً مكانة المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي الذي قضى أطول فترة حكم على مستوى العالم.
وأضاف: «من المؤكد أن الاحتفاظ بتلك الأحداث في المتحف يعزز أهميتها، باعتبارها جزءاً من تاريخ الإمارة والدولة، ويجعلها في متناول الأجيال الحالية والمستقبلية، لاسيما التي لم تكن شاهد عيان عليها، مثل طلبة الجامعات والمدارس».
ويكشف المتحف عن الكثير من الأشياء، من بينها المشاركة الكبيرة لابنة رأس الخيمة في مسيرة الدولة منذ انطلاقتها، فمثلاً تفاحة سالم خميس عملت كأول شرطية؛ وسلمى سالم الشرهان هي أول ممرضة، وتُعد موزة سعيد أول مطربة على مستوى منطقة الخليج، والشيخة نجلاء سالم محمد القاسمي أول سفيرة في الإمارات، ود. روضة المطوع، رائدة العمل النسائي.