واصلت القمة الشرطية العالمية في نسختها الثالثة، عقد مؤتمراتها وجلساتها وورش عملها، خلال فعاليات اليوم الثاني من انطلاق أعمالها في مركز دبي التجاري العالمي، تحت شعار “توحيد الجهود الشرطية العالمية لمستقبل أكثر أماناً”، بمشاركة أكثر من 65 دولة، وما يفوق الـ 70 من القادة الأمنيين، وأكثر من 170 مُتحدثاً.
وناقش قادة الشرطة والخبراء والمُختصين سبل دعم العمليات الشرطية والأمنية بالاستناد إلى الطائرات المُسيرة، وأبرز الأدوات والمُمكنات الداعمة للسلامة المرورية وضبط أمن الطرق، واستشراف مستقبل التنقل، وآليات الحد من الجرائم، ومكافحة الجرائم السيبرانية بمختلف صورها، وسبل تعزيز التعاون المُشترك وتبادل المعلومات والخبرات في هذه المجالات.
وفي هذا السياق، قال جان فيليب كوس، نائب الرئيس الأول للفعاليات في شركة دي إم جي إيفنتس:”تعد القمة الشرطية العالمية 2024 حدثاً رئيسياً في قطاع الأمن العالمي، حيث تعمل كمنصة فريدة لجمع الخبراء من جميع أنحاء العالم لمشاركة رؤيتهم وأفضل الممارسات وعرض بعض التقنيات والأنظمة التي ستُحدث ثورة في مجال إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم، ما يعزز مكانة القمة وفعاليتها وتأثيرها”.
وأضاف كوس: “تفخر شركة دي إم جي إيفنتس بكونها شريكة شرطة دبي في تنظيم القمة الشرطية العالمية، وتتطلع إلى رؤية الحوارات والشراكات المُثمرة التي سيخرج بها هذا الحدث العالمي الرائد”.
مؤتمر الطائرات المُسيرة
وشهد اليوم الثاني، انطلاق أعمال مؤتمر “الطائرات المسيرة”، الهادف إلى تسليط الضوء على دور هذه الطائرات في تشكيل قوات الشرطة وتعزيز عملياتها ورفع الكفاءة التشغيلية وتحسين السلامة العامة، ودعم العمليات الشرطية في مجال الاستجابة للحالات الطارئة ومهام الإنقاذ.
وناقش المؤتمر كيفية عمل الطائرات المسيرة في تعزيز عمليات الشرطة في مختلف المجالات، واستخدام الطائرات المسيرة للقيام بدور المستجيب الأول، وما يحتاجه موظفوا السلامة العامة من قدرة على الاستجابة لحالات الطوارئ وفق آلية واضحة توفر معلومات بشأن المكان الذي يتجهون إليه، والتهديدات المُحتملة من الطائرات بدون طيار، والحلول المُبتكرة لحماية البنية التحتية الحيوية مثل المطارات من الاستخدام الخاطئ لأنظمة الطائرات المُسيرة، وفن عمليات التواصل في تشغيل الطائرات المسيرة.
وتحدث النقيب مهندس محمد عمر المهيري، رئيس مركز أنظمة الطائرات المسيرة في شرطة دبي، حول الجيل القادم من تقنية الاستجابة السريعة في العمل الشرطي.
وأخيراً ناقش محور” الطائرات دون طيار”، التحديات والفرص العالمية التي تواجه الشرطة الدولية “الإنتربول” في مجال الأنظمة غير المأهولة وحماية البنية التحتية الحيوية.
التنقل المستقبلي والسلامة المرورية
كما شهد ثاني أيام القمة، انطلاق أعمال مؤتمر “التنقل في المستقبل والسلامة المرورية”، والذي ناقش من خلاله الخبراء والمختصون الوضع الحالي في ظل الرؤية العالمية للسلامة على الطرق، والدور الحيوي لقوات الشرطة في تحقيق الرؤية العالمية للسلامة على الطرق، وتعزيز سلوكيات القيادة الآمنة، وزيادة الوعي حول السلامة على الطرق.
كما وناقشوا بدء استخدام المركبات ذاتية القيادة، واللوائح وقوانين المرور ذات الصلة بها، وما أسفر عن ظهورها من تغييرات كبيرة في اللوائح والقوانين المرورية لاستعاب التحديات والفرص الفريدة التي توفرها التكنولوجيا ذاتية القيادة، وما يجب تطويره في الأطر القانونية والتنظيمية لضمان السلامة والمسؤولية والتكامل الفعال مع المركبات التقليدية، والتحديات وعوامل النجاح لحفظ الأمن على الطرق، وبناء القدرات في مجال شرطة الطرق.
كما تطرق المؤتمر إلى الوعي العالمي ومساهمته في الحد من وفيات الطرق، والسياسات والاستراتيجيات والإجراءات اللازمة لإحداث تغيير منهجي في التنقل الحضري، والتحديات التي تواجه الشرطة في حوادث الطرق، وتقنيات سلامة الدراجات النارية والعروض الميداني باستخدام السيارات، والشرطة الذكية، ومستقبل دوريات الدورية.
الجرائم الاقتصادية
كما واصل مؤتمر الحد من الجريمة أعماله لليوم الثاني، بمناقشة محور “الجريمة الاقتصادية”، وتحدث فيها بوركهارد مول من مركز الجرائم المالية والاقتصادية في اليوروبول، بشأن “الوجه الآخر للعملة– تحليل الجرمية المالية والاقتصادية في الاتحاد الأوروبي”. ثم تحدث روبي كوركوران، منسق المديرية بالإنتربول، حول إنشاء مركز الإنتربول لمكافحة الجريمة المالية والفساد في عام 2022، كاستجابة لتهديدات الجريمة العالمية، مثل الاحتيال وجرائم غسل الأموال والفساد.
تلاها جلسة بعنوان “استكشاف حالة الجريمة الاقتصادية غير المشروعة”، وجلسة بعنوان “استكشاف آخر المستجدات بشأن استراداد الأموال وتتبع الأصول”، مسلطة الضوء على أهمية تتبع الأصول في تحقيقات الجرائم المالية، ومساعدة جهات إنفاذ القانون لتحديد المعلومات المشبوهة والأصول المخفية والأنشطة المالية غير المشروعة. إلى جانب مناقشة مكافحة التزييف والجريمة المنظمة معاً، وأضرار جريمة التزييف على الاقتصادات الوطنية والعالمية، وتأثيرها الضار على سلامة المستهلك.
“الأصول الافتراضية”
وفي محور الأصول الافتراضية، ناقش المختصون الاستراتيجيات الذكية في محاربة قراصنة العملات المشفرة، وسبل تتبع العملات في العصر الرقمي، لاسيما العملات المشفرة، والتحديات والفرص الفريدة لجهات إنفاذ القانون المكلفة بحفظ السلامة العامة ومنع الجرائم المالية، والعملات الرقمية للبنوك المركزية، وما تواجهه من فرص وتحديات ونقاط ضعف.
“مكافحة غسل الأموال”
وناقش محور مكافحة غسل الأموال، الدور الحاسم الذي يمكن أن تلعب الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مكافحة الاحتيال والجريمة في صناعة الأصول الافتراضية، ودور الهيئات التنظيمية والوزارات في منع غسل الأموال، ودور التقنيات المتقدمة في مكافحة الجرائم المالية، والاحتيال في الأوراق المالية في مجال العملات المشفرة.
الأدلة الرقمية
كما تواصلت أعمال مؤتمر الأدلة والعلوم الجنائية، والذي تناول من خلاله المختصون، أمن إنترنت الأشياء، والتحقيقات الجنائية في البلوكتشين، والمحافظ الالكترونية، واستخدامات الطائرات المسيرة والاستجابة السريعة، ونظام تحديد المقذوفات الآلي القائم على تقنية البلوكتشين، ونقاط القوة والضعف في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الطب الشرعي.
كما بحث المؤتمر “الطب في العلوم الجنائية نحو التشريح الافتراضي”، ومستجدات اضطرابات الجهاز الهضمي الشائعة في لدى الكلاب، وإمكانات الذكاء الاصطناعي في إحداث ثورة في حل الجرائم وتسريع تحقيقات الطب الشرعي، واستخدام طب الأسنان الشرعي في التحقيقات الجنائية، والدور الحاسم لأطباء الطب الشرعي في التوقيف لدى الشرطة.