تعتبر تقنيات التكاثر الحديثة في مقدمة الأبحاث الرائدة والتطورات العلمية المبتكرة.
فازت العديد من الإبل التي تمت رعايتها وتأهيلها ضمن البرنامج المستمر الذي يشرف عليه المركز في سباقات عدة خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط.
يشتمل برنامج “تطوير سباقات الهجن” في مركز الفجيرة للبحوث على رعاية علمية دقيقة ومتخصصة بالأضافة الى أنظمة غذائية وتدريب عالى المستوى تحت إشراف نخبة من أفضل المتخصصين.
أعلن مركز الفجيرة للبحوث عن تحقيق إنجاز لافت وغير مسبوق في إطار برنامجه المستمر لعلوم التكاثر الحديثة ، حيث كشف المركز أن أداء الإبل في سباقات الهجن قد شهد تحسناً و”قفزة نوعية” نتيجة التقدم المحرز في تقنيات التكاثر الحديثة.
ويشرف مركز الفجيرة للبحوث منذ العام2022 على تنفيذ مشروع فريد يستهدف تحقيق المزيد من التحسينات في سباقات الهجن استناداً إلى عدة مقاييس رئيسية بما في ذلك أداء الهجن، وخفة الحركة، والتدريب، وجودة الحياة، والمعالجة.
ويحظى المشروع بأهمية خاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تُعد سباقات الهجن مجالاً حيوياً ومهماً تبلغ قيمته ملايين الدولارات وتظل هذه السباقات من بين الرياضات التقليدية الأكثر ديمومة وشهرة في العديد من بلدان المنطقة.
وشهدت السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بتطبيق الاستراتيجيات العلمية لإحراز مزيدٍ من التحسينات في سباقات الهجن باعتبارها من الرياضات التقليدية التي يحتفي بها عدد كبير من سكان المنطقة، ويعمل مركز الفجيرة للبحوث على تسليط الضوء على هذه التحسينات والإنجازات.
وقال الدكتور نبيل منصور, رئيس أبحاث الأبل في مركز الفجيرة للبحوث: “لقد مهّدت تقنيات التكاثر الحديثة الطريق لتحقيق مثل هذه التحسينات في أداء الإبل بسباقات الهجن، حيث ساهمت تقنيات مثل نقل الأجنة، والتخصيب في المختبر (IVF)، والاستنساخ، في إحداث سلسلة من الإنجازات في سباقات الهجن، ما يعكس التقدم الملحوظ الذي شهدناه في الأشهر الأخيرة. ومع التزام مركز الفجيرة للبحوث بأرقى المعايير الأخلاقية واللوائح العلمية الأكثر صرامة على مستوى العالم، فإننا نعمل على تحقيق المزيد من الإنجازات التي يمكن أن تساهم في إعادة تشكيل مستقبل سباقات الهجن. ورغم إنه لا يزال أمامنا الكثير من العمل والجهود التي ينبغي بذلها، إلا أن الإنجازات التي تحققت تؤكد أننا في المسار الصحيح لتحقيق الغايات المنشودة من برنامجنا الخاص بأبحاث التكاثر الحديثة و تطويرالمحتوي الجيني للإبل”.
وخلال الفترة بين أكتوبر 2023 ويناير 2024، تنافست أربع جمال، تمت رعايتها وتأهيلها في برنامج علوم الوراثة الجينية للإبل، في سباقات بطول 3 كيلومترات في مضمار المرموم لسباقات الهجن بدبي، وفازت جميعها في السباقات والأشواط التي شاركت فيها بزمن يتراوح بين أربع دقائق وأربع وعشرين ثانية (4:24) وأربع دقائق وثمانية وثلاثين ثانية (4:38). كما حصل جمل آخر على المركز الأول في سباق 2 كم بزمن قدره دقيقتان وسبعة وخمسون ثانية (2:57) في المضمار نفسه، وجاء جمل أخرعلى المركز الثاني لرموز الشيوخ في سباق 3 كم في مهرجان أم القيوين بزمن قدره أربع دقائق وثلاثة وأربعون ثانية (4:43).
ووفقاً لمركز الفجيرة للبحوث، فإن هذه الإنجازات لم تكن محض صدفة، بل جاءت في أعقاب النهج الاستراتيجي الذي تم تطبيقه في إطار برنامج التكاثر الحديثة للإبل الذي أطلقه المركز.
وأضاف الدكتور نبيل منصور: “نعمل في إطار البرنامج على اختيار متبرعات من إناث الإبل المعروفة بأدائها الجيّد في سباقات الهجن، وفق مستوى عالٍ من الدقة والعناية، ونقوم بتخصيبها عن طريق نخبة من الجمال الذكور عالية الأداء. وبعد ذلك، ومن خلال عملية نقل الأجنة أو عمليات التلقيح الاصطناعي، تستقبل حاضنات من النوق هذه الأجنة، ليتم الاهتمام بها وبمواليدها، والإشراف عن كثب على هذه المواليد وتطورها ورعايتها كجمال عالية الأداء في سباقات الهجن استناداً إلى نهج فريد يأخذ في الاعتبار كل ما هو مطلوب لتقديم مختلف أشكال الرعاية”.
وكشف المركز أن هذا النهج يشتمل على برنامج صارم ومتطور للتغذية، وعلاجات طبية عالمية المستوى، ومكملات غذائية ضرورية لصحة الإبل فضلاً عن فترات منتظمة للراحة.
وتابع الدكتور منصور: “تُعد جودة حياة الإبل التي نرعاها ونشرف عليها في برنامجنا أمراً بالغ الأهمية، وتحظى هجن السباقات برعاية واهتمام بالغين على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، لأسباب عديدة منها الإصابات والمشكلات البدنية المحتملة التي قد تتعرض لها الهجن خلال السباقات وبعدها. ويتم إخضاع الإبل المرهقة أو المصابة لبرنامج تعافي سريع يشتمل على تزويدها بالمعادن الأساسية والفيتامينات والمكملات الغذائية الأخرى عند الحاجة، إضافة إلى أخذ عينات دورية من الدم وإجراء جميع الفحوصات الطبية اللازمة لمراقبة حالتها البدنية”.
ويقدم مركز الفجيرة للبحوث خطوات تفصيلية لكل جانب من جوانب البرنامج الذي يشرف عليه نخبة من أفضل المتخصصين، بما في ذلك الاختبارات السلوكية الأولية الضرورية للأبل، والتمارين الإلزامية لبناء الثقة مع البشر، وبيئات التدريب، والمراحل التدريجية لتدريب الهجن وإشراكها في السباقات استناداً إلى عوامل متنوعة مثل الفئة العمرية، وتقدم المستوى، والمسافة التي قطعتها الهجن في السباقات، والقدرة البدنية.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل فريق مركز الفجيرة للبحوث على جمع البيانات لرصد وتسجيل مستوى أداء الهجن خلال التدريبات، مع الأخذ في الاعتبار مجموعة من المعايير مثل سرعة الهجن وخفة حركتها والوقت الذي تستغرقه لإتمام أشواط السباقات وذلك بهدف تبسيط عملية تأهيل هجن السباقات واستبعاد تلك التي لا تتمتع بالأهلّية المطلوبة. وقد لا تلبي بعض الإبل توقعات ومعايير الأداء خلال فترة محددة نتيجة عوامل مختلفة مثل العوامل الجينية، وكتلة العضلات، ووزن الجسم، وحجم الصدر والسلالة.
واختتم الدكتور نبيل منصور قائلاً: “بشكل عام، لا يساهم النهج الذي نتبعه في زيادة عدد الإبل التي يمكنها المشاركة في السباقات فحسب، بل أيضاً في تعزيز إمكانية إنتاج نسل متميز من هجن السباقات. ونحن ملتزمون بحماية وإطالة عمر السمات المتميزة التي تتمتع بها هجن السباقات فضلاً عن المساهمة في تمكين تطور سباقات الهجن وفق أعلى مستويات الرعاية والإشراف والعناية الواجبة والتخطيط المستقبلي”.