على مدار أكثر من 30 عاما، حكم الدكتاتور رفائيل تروخيو (Rafael Trujillo) جمهورية الدومينيكان بقبضة من حديد. وعلى الرغم من نجاحه في تعصير البلاد وتخفيض قيمة الدين الخارجي، اتجه نظام تروخيو لارتكاب العديد من الفظائع بحق سكان هذه الدولة الواقعة بمنطقة الكاريبي وأفلت من العقوبات الدولية.
خريطة جمهورية الدومينيكان
لكن مع تدبيره لمحاولة اغتيال فاشلة ضد رئيس فنزويلا، واجه تروخيو عزلة من منظمة الدول الأميركية التي اتجهت لقطع علاقاتها مع جمهورية الدومينيكان.
وفي العام 1961، عرفت دكتاتورية رفائيل تروخيو نهايتها عقب عملية اغتيال ناجحة قادتها مجموعة مسلحة مدعومة من وكالة المخابرات المركزية الأميركية.
نظام دكتاتوري
إلى ذلك، أنهى رفائيل تروخيو، المولود يوم 24 تشرين الأول/أكتوبر 1891 بسان كريستوبال (San Cristobal)، دراسته الابتدائية قبل أن يتجه للعمل كعامل بمجال التلغراف وحارس لأحد حقول قصب السكر.
صورة لفيدل كاسترو
وأثناء فترة الاحتلال الأميركي لجمهورية الدومينيكان ما بين 1916 و1924، التحق تروخيو بإحدى فرق الحرس المحلية وتدرب على يد أفراد المارينز الأميركيين. وبفضل ذلك، ترقى هذا الشاب بهرم الرتب العسكرية ليصبح بحلول العام 1927 قائدا للجيش الوطني.
وبمؤامرة دبرت من قبل المعارض رفائيل إستريلا أورينا (Rafael Estrella Urena) والجنرال تروخيو، أزيح الرئيس هوراسيو فاسكيز (Horacio Vasquez) من السلطة سنة 1930. وخلال نفس العام، اتجه تروخيو للتخلص من جميع خصومه السياسيين ليفوز منتصف شهر أيار/مايو 1930 بالانتخابات الرئاسية بنسبة فاقت 99 بالمئة.
صورة لفولخنسيو باتيستا
أثناء فترة حكمه، أعاد رفائيل تروخيو بناء العاصمة، التي دمرت في وقت سابق بسبب إعصار، وأطلق عليها اسمه. وبالتزامن مع ذلك، حسّن الدكتاتور قنوات الصرف الصحي وأنشأ طرقات ومسالك حديثة واسعة وأمر ببناء مزيد من المستشفيات والمدارس مساهما بذلك في تحسين الظروف المعيشية لسكان جمهورية الدومينيكان.
وعلى الرغم من تنازله عن السلطة، بشكل صوري، لشقيقه هكتور عامي 1952 و1957، حافظ رفائيل تروخيو على مقاليد الحكم بالبلاد واتجه لتحسين الظروف المعيشية لأفراد عائلته وأتباعه جاعلا منهم أغنى طبقة بجمهورية الدومينيكان.
وبالتزامن مع ذلك، تمتع تروخيو بجهاز أمني قوي عمد لفرض رقابة صارمة على الصحافة واتجه للتخلص من المعارضين عن طريق عمليات التعذيب والإعدام.
وبسبب خلافاته مع الجارة هايتي، أطلق رئيس الدومينيكان العنان خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1937 لعملية ممنهجة للتخلص من الهايتيين العاملين بحقول قصب السكر ببلاده. وقد أسفرت أعمال العنف حينها عن مقتل حوالي 20 ألفا من الهايتيين.
اغتيال تروخيو
خلال فترة الخمسينيات، دخل الرئيس تروخيو في مواجهة مع فيدل كاسترو واتجه لدعم فولخنسيو باتيستا أثناء الثورة الكوبية. ومع تزايد الشكوك حول دور فنزويلا في محاولة قلب النظام بجمهورية الدومينيكان، دبّر تروخيو سنة 1960 محاولة اغتيال فاشلة ضد الرئيس الفنزويلي. وبسبب ذلك، قطعت منظمة الدول الأميركية علاقاتها بجمهورية الدومينيكان.
يوم 30 أيار/مايو 1961، تعرض الرئيس تروخيو لمحاولة اغتيال ناجحة، شارك بها عدد من قادة الجيش، أثناء تواجده خارج العاصمة حيث هاجمت مجموعة مسلحة سيارته واستهدفته بأعيرة نارية. لاحقا، فشلت هذه المجموعة في الاستحواذ على الحكم وتعرض عدد من قادتها للملاحقة الأمنية وأعدموا مطلع حزيران/يونيو 1961.
من خلال التقارير الأولية، نفى المسؤولون بوكالة المخابرات المركزية وجود علاقة بينهم وبين المجموعة الانقلابية بجمهورية الدومينيكان. لاحقا، أثبتت العديد من التقارير دعم ومساندة وكالة المخابرات المركزية لعملية اغتيال تروخيو، حيث وصف العاملون بالوكالة بمذكرات داخلية صادرة عام 1973 عملية تغيير النظام بجمهورية الدومينيكان بالناجحة، وتحدثوا عن انتقال البلد من دكتاتورية شمولية لديمقراطية غربية.