الكويت: الحسيني البجلاتي
من بين 13 مسلسلاً كويتياً تعرض في شهر رمضان استحوذت 5 مؤلفات على كتابة 6 مسلسلات لاقت جميعها نجاحاً متفاوتاً، وأثار بعضها جدلاً واسعاً، لكنهن جميعاً ثبتن أقدامهن في الكتابة الدرامية، بعدما أمددنها بموضوعات وأفكار جديدة بعيدة عن الشكل التقليدي لها.
آثار مسلسل «دفعة القاهرة»، تأليف هبه مشاري حمادة وإخراج علي العلي، جدلاً واسعاً، حقق أيضاً نجاحاً كبيراً، ليس داخل الكويت فقط ولكن خارجها خصوصاً في السعودية ومصر، ولهذا تعتبره مشاري «من أفضل الأعمال التي كتبتها حتى الآن».
وبخصوص اتهامها باقتباس قصة المسلسل من رواية «شقة الحرية» لغازي القصيبي، قالت: «اعتدت على التنمر والقذف والاتهامات، والذين اتهموني بذلك لم يكلفوا أنفسهم متعة قراءتها أو مشاهدتها كمسلسل تم عرضه في التسعينات من القرن الماضي، وقررت مقاضاة كل من اتهمني بالسرقة أو التشابه».
أعادت الكاتبة منى الشمري المشاهدين إلى حقبة الأربعينات والخمسينات وصولاً إلى السبعينات من القرن الماضي، في الكويت والسعودية وعُمان، وذلك من خلال مسلسل «لا موسيقى في الأحمدي» اخراج محمد دحام الشمري وبطولة جاسم النبهان وعبد المحسن النمر ونور الكويتية وفوز الشطي.
وفازت رواية «لا موسيقى في الأحمدي» بجائزة الدولة التشجيعية قبل أن تحولها منى إلى عمل درامي. وتقول الشمري:«العمل مكون من ثلاث حقب زمنية، وحرصاً على الدقة والمصداقية، أعدتُ قراءة كتب في التاريخ، واستندت إلى نصوص باحثين في التراث من الكويت والسعودية، لنتمكن من استعادة المفردة الأصلية».
«أمنيات بعيدة».. مسلسل آخر للشمري يعتمد على الإيقاع السريع والإثارة والتشويق وتشابك الخيوط الدرامية. ويركز على إعطاء ذوي الاحتياجات الخاصة حقهم، فهي فئة مستبعدة من الدراما رغم أنهم شركاء في المجتمع.
مسلسل غرس الود التجربة الدرامية الأولى للدكتورة نورية الرومي، إخراج خلف العنزي، بطولة إبراهيم الحربي، حمد العماني، روان مهدي، يعقوب عبدالله، غرور، سعود بوعبيد، ويتناول حقبة زمنية ماضية عاشها أهل الكويت بكل متغيراتها وأحداثها.
وقالت الرومي أن «غرس الود» يتناول حقبة تاريخية هامة من تاريخ دولة الكويت بانتقالها من عهد الإمارة إلى دولة الدستور والقانون وما صاحب ذلك من تطورات هامة، إضافة لاتحاد الإمارات وقيام مجلس التعاون لدول الخليج العربي والوحدة الخليجية، والدور القومي العربي بوقوف الكويت مع مصر في حربيها عامي 1976 و1973 بمشاركة الجيش الكويتي ومساندة حكومة الكويت بالمبدأ والموقف والإمداد المالي السخي، كذلك رسم صورة جميلة للحب الرومانسي وتربية الأبناء وغيرها، لافتة إلى أن جميع أحداث الحلقات بمستوياتها التاريخية والدستورية والعلمية والثقافية والاجتماعية والوطنية، وكذلك الأحداث الخليجية والعربية موثقة توثيقاً علمياً بمراجع أكاديمية، مشيرة إلى أنها قد تفكر بكتابة جزء ثان للعمل إن تشجعت ووجدت الوقت الكاف.
وتقدم الكاتبة الشابة مريم نصير، خريجة قسم النقد المسرحي من المعهد العالي للفنون المسرحية، تجربة ثانية لها مع المخرجة والممثلة هيا عبد السلام في مسلسل «أجندة»، بطولة فؤاد علي، أحمد الجسمي، سليمان الياسين، ليلى عبد الله، ريم أرحم، محمد الدوسري.
والمسلسل، كما تقول، مبني على قصة تجمع شخصيات واقعية تواجه ضغوط الحياة ومصائبها وبعضها لا حل أمامها إلا العلاج النفسي الذي ينبهنا المسلسل لأهميته للمخرجة والفنانة هيا عبد السلام. وأوضحت نصير أن «أجندة» مسلسل درامي مُعاصر يعتمد على البطولة الجماعية، كما يتضمن 8 شخصيات رئيسية، ويحمل في ثناياه موضوعات شائكة وقضايا بالغة الأهمية، من أبرزها التعنيف والفروقات الطبقية والاجتماعية. كما أنه يسلط الأضواء على قوة الإنسان وقدرته على التحمل في مواجهة الصعاب والتحديات، وتتفرع قصة العمل إلى 5 خطوط رئيسية ومتشابكة، تلتقي أحياناً عند نقطة معينة، وتتباعد في أحيان أخرى.
الديرفة.. عمل مبني على قصة للكاتبة علياء الكاظمي بسيناريو وحوار وضعه الكاتبان بدور يوسف ومحمد أنور، وعالجته درامياً الفنانة أسمهان توفيق، من إخراج مناف عبد الله وبطولة محمد المنصور وهيفاء عادل وعبد الرحمن العقل ومحمد جابر وأسمهان توفيق وبثينة الرئيسي وحسين المهدي ونور وغدير السبتى وعبير الجندي وعبد الله بهمن.
لا يلعب المسلسل على وتري الخير والشر المطلقين بقدر ما يغوص في عوالم شخصيات واقعية، ما يدفعنا إلى التفكير في أحوال بشر يضعهم القدر أمام مفترقات صعبة تتطلب قرارات قاسية وأمام انعطافات إلزامية الاتجاه.
بدأت الكاظمي الكتابة العام 2006 برواية «ويبقى الأمل ينبض في القلوب» التي حققت نجاحاً كبيراً، وأصبح لديها الآن 14 إصداراً.
