ثلاثة مسلسلات كويتية.. عناوين جدل.. فني وجماهيري

شبكة أخبار الإمارات ENN

الكويت: الحسيني البجلاتي

آثارت ثلاثة مسلسلات كويتية تُعرض منذ بداية رمضان جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وتسببت في خلافات بين النقاد والفنانين والجهات الرقابية، كما تسبب أحدها في حدوث تراشق لفظي بين بعض مستخدمي وسائل التواصل في الكويت وسلطنة عمان. المسلسل الأول الذي آثار جدلاً حتى قبل بدء عرضه هو «دفعة القاهرة» الذي تعرضه قناة mbc، وهو من تأليف هبه مشاري حمادة وإخراج علي العلي وبطولة بشار الشطي وفاطمة الصفي ومرام البلوشي وحمد أشكناني ونور الغندور ولولا الملا وهند البلوشي وحسين المهدي، ومن مصر الفنانة رانيا منصور، كما يحل الفنانون سعد الفرج وانتصار الشراح ومحمد العجيمي وشهاب حاجية ضيوف شرف.

يتناول المسلسل قصص مجموعة من الطلاب والطالبات أثناء فترة دراستهم بالمرحلة الجامعية في مصر مع أول دفعة كويتية إلى القاهرة العام 1956، وما تعرضوا له خلال رحلتهم. وكان المسلسل في البداية بعنوان«القاهرة 56»ثم تغير اسمه لاحقاً إلى «دفعة القاهرة».

وآثار المسلسل العديد من التساؤلات لما حمله من بعض الأخطاء التاريخية وأبرزها انبهار الطالبات الكويتيات بالتلفزيون الذي بدأ بثه عام 1960 وليس عام 1965 كما تدور أحداث المسلسل، وكذلك عرض أغنية «جبار» لعبد الحليم حافظ والمعروف أنها لم تظهر في ذلك التاريخ أيضاً، وكذلك ظهور إحدى الطالبات الكويتيات بملابس مكشوفة وهو ما يتناقض مع طبيعة المجتمع المحافظ.

يبقى أهم الانتقادات الموجهة إلى المؤلفة أنها «سرقت» أو اقتبست العمل من رواية الكاتب السعودي الكبير غازي القصيبي«شقة الحرية» والتي تحولت إلى مسلسل أيضاً، وهو الاتهام الذي تنفيه مشاري تماماً، موضحة أنها تكتب دراما ولا تؤرخ، أن الدراما عمل تخيلي بالكامل، أما التاريخ فمكانه الكتب ويقوم به متخصصون في هذا المجال. وقالت: «تحررت تماماً من حضانة التاريخ لأنني لست موثقة والدراما لعبة تخيلية بالكامل».

وأبدت مشاري سعادتها بما أسمته«حالة الجدل» حول المسلسل، مبينة أنها كتبت تنويهاً واضحاً قبل نزول تترات أول حلقة مؤكدة فيه أن «العمل بريء تماماً من الواقع وأنه قائم بالكامل على خلق وتخيل درامي»، مؤكدة أن هناك شبهة تقصد وتربص بها وبالمسلسل حتى قبل بدء عرضه.

ونفت تماماً وجود أي علاقة بين مسلسلها ورواية «شقة الحرية»، مبينة أن من يقول ذلك غالباً لم يقرأ الرواية لأنها أقرب إلى سيرة ذاتية خاصة بغازي القصيبي، تحدث فيها عن نفسه وما حدث له في تلك الفترة. وطالبت من يلقي تلك الاتهامات بأن يتمهل ويتابع أحداث مسلسلها الذي يرصد تفاصيل حياة مجموعة من الطلبة والطالبات ذهبوا للدراسة في مصر في تلك الحقبة.

وأبدت مشاري سعادتها بحالة الجدل التي صنعها المسلسل، معلنة أنها بدأت كتابة الجزء الثاني منه لأن أحداث الأول تستغرق العام الأول فقط من الدراسة، في حين تبدأ أحداث الثاني مع العام الدراسي الثاني وهو 1957 وسيضم عدداً أكبر من الممثلين المصريين لأن تواجدهم الدرامي سيكون أكبر مما هو في الجزء الأول.

المسلسل الثاني الذي آثار جدلاً بحذف مشهدين منه هو«أنا عندي نص» تأليف حمد الرومي وإخراج منير الزعبي، وبطولة سعاد عبد الله، سليمان الياسين، بدرية طلبة، شجون الهاجري، فاطمة الصفي، هدى الخطيب، سالي القاضي، عبد الله الخضر، سميرة الوهيبي، صابرين بورشيد.

المسلسل يعرض على شاشة تلفزيون«الرأي» وتدور أحداثه في إطار من الكوميديا السوداء، من خلال قصة امرأة تبحث عن حقوقها المدنية والشخصية في المجتمع.

والمشهد الأول الذي حذف للفنانة سعاد عبدالله وهي تزور قبر والدها السني في المقبرة السنية ثم قبر والدتها الشيعية في المقبرة الجعفرية، والمشهد الثاني هو زيارتها لجارتها المسيحية، والتي علقت صورة للعذراء مريم على جدار في شقتها.

واستنكر متابعو المسلسل حذف المشهدين رغم عرضهما في بقية القنوات التي تذيع المسلسل، وأبدى المؤلف حمد الرومي استغرابه من الحذف، موضحاً أنه طبيب قبل أن يكون كاتباً ويتعامل مع المرض وليس مع جنسية أو ديانة المريض، وكذلك في الدراما. وقال: «لدينا مقابر للسُّنة والشيعة، ويوجد لدينا كنائس ويؤدي فيها المسيحيون صلواتهم بأمان وحرية، وحقيقة لا أعرف سبب حذف المشهدين».

وأصدرت الرقابة التابعة لوزارة الإعلام بياناً توضيحياً جاء فيه: «تم حذف مقطعين من مسلسل«أنا عندي نص» لأنهما يمسان حرمة المقابر. وحرصاً من وزارة الإعلام على مراعاة العادات المتوارثة والأعراف المرعية المستوحاة من ديننا الحنيف، وعدم الخوض فيما يمكن أن تثيره بعض المشاهد من مفاهيم خاطئة، فقد تم حذف المشاهد المتعلقة بأحكام الجنائز والمقابر، والتي رأى الرقيب أنها لا تؤثر على مضمون العمل وسياقه الفني.»

غضب عماني

المسلسل الثالث الذي آثار جدلاً هو«لا موسيقى في الأحمدي» تأليف منى الشمري وإخراج محمد دحام الشمري، بطولة جاسم النبهان، نور، عبد المحسن النمر، فهد العبد المحسن، علي كاكولي، عبد الله السيف، فوز الشطي، شيماء، إيمان الحسيني. يُعرض المسلس على قناة mbc وتسبب ظهور شخصية خادم عُماني فيه غضب واستياء العمانيين، معتبرين أن الدّور فيه انتقاص من قيمة الشخصية العمانية.

ويرصد المسلسل حياة عدة أسر في حقبة الأربعينات والخمسينات وصولاً إلى السبعينات من القرن الماضي مركزاً الضوء على شخصية عضيبان وهو كويتي تعود أصوله للقصيم في السعودية، وصاحب مكانة كبيرة في المجتمع، ولديه ابن وحيد هو حمد الذي يعمل في حقول النفط في الأحمدي، ويتزوج مرتين، الأول زواج تقليدي من حصة، والثاني من الجليلة وهي ابنة المهندس العراقي الذي يعمل معه.

بدورها دعت الكاتبة منى الشمري إلى عدم التسرع في الحكم على المسلسل من خلال شخصية أو حدث درامي واحد. ورأت أن المشهد لا يحمل أي إساءة لعمان أو العمانيين، مؤكدة أنه «جزء من التاريخ الذي لا يخص عمان فقط بل كل دول الخليج لأن ظروف العيش بها قبل ظهور النفط كانت قاسية وصعبة للغاية، وكان الخليجيون يتنقلون بين دولها للعمل بها وهذا ليس عيباً ولا ينتقص من قيمة أحد، فالعمل شرف وقيمة كبيرة». وذكرت أن معظم من هاجموا العمل من الشباب صغار السن الذين لا يعرفون التاريخ ولا يدركون قيمة كفاح الأجداد، لافتة إلى أن العمل أظهر تحولات كثيرة في التاريخ العماني وصلابة الرجل العماني الذي تحمل الكثير.

وتساءلت: هناك كويتيون يعملون في عمان وفي بلدان أخرى فهل هذا يسيء إليهم؟ وألمحت إلى أن هناك من يحاول الوقيعة بين الشعبين من خلال حسابات وهمية تختلق صراعاً، مؤكدة أن عمان وبقية دول الخليج جسد واحد، وقالت«عمان في القلب وأنا عاشقة لهذا البلد».

شاهد أيضاً