وليد مونس: العمل السينمائي شاق ويحتاج إلى شغف وإبداع

شبكة أخبار الإمارات ENN

بيروت: هناء توبي

المنتج اللبناني الهوليودي وليد مونس، لمع اسمه في الغرب من خلال تعامله مع عدد كبير من الفنانين الأجانب في مجال إنتاج الكليبات والإخراج، أمثال الفنانة العالمية جنيفر لوبيز، واللبنانية الكولومبية شاكيرا وسواهما.
عرف مونس من خلال إنتاج عدد من الأفلام الناجحة التي لاقت رواجاً في الآونة الأخيرة مثل «Housedon» وSaint in the Sun وغيرها من الأعمال الأخرى، كتب وأخرج للسينما وآخرها فيلمه القصير «الجفت، الواوي، الذئب، والصبي» الذي حل ضمن عشرة أفلام مختارة لمسابقة «لايف اكشن شورت» في الأوسكار، والذي يعرض ضمن فعاليات النسخة الثانية من «ليلة الأفلام اللبنانية القصيرة» في متروبوليس في بيروت، حيث التقينا المخرج في هذا الحوار، ومشاريعه المقبلة..

ماذا يحكي فيلمك «الجفت، الواوي، الذئب، والصبي»؟

– يحكي عن أخوين استعارا بندقية صيد أبيهما من دون علمه، وأطلقا النار على ثعلب كان يغير على دجاجاتهما فقتلا ذئباً منه، فتغير مجموعه من الذئاب على الدجاجات انتقاماً، تتصاعد الأحداث لنحكي عن قوة الطبيعة وضعف الإنسان من خلال ذلك وندخل في حكايات رمزية وأحداث تفاعلية لعشرين دقيقة مكثفة ومعبرة ما مكن الشريط. من الوصول إلى الأفلام التنافسية الأولى في الأوسكار لأنه يحكي عمق الأشياء بطريقة مبسطة، ويظهر من خلال عنوانه ومشاهده وكأنه موجه للصغار، لكنه في الحقيقة يطال كل إنسان، وله أبعاد اجتماعية وسياسية ويطال قوة الطبيعة وتأثيرات التكنولوجيا. الفيلم كتبه وأخرجه ومثله فيديل بدران، على منيمنة جاد بدران وليال غانم، فيما أنتجته جنان شعيا، وقد حرصنا جميعاً على محاكاة العمل للواقع.

كونك تخوض غمار السينما إنتاجاً وإخراجاً وكتابة.. ما هي هواجسك الملحة فيما تقدمه؟

– السينما بالنسبة لي هي من الفنون الجامعة، وهي الأدب الراقي الذي يعتمد على نقل الحكايات بدل قراءتها، أولوياتي وهواجسي أن أصور وأنقل قصصاً تحكي عنا، نابعة منا، وتصل إلينا… احب أن أغوص في العمق مع الحبكة الشمولية التي تطال القصص من الجوانب المجتمعية والسياسية.

كونك مستقراً في هوليوود، كيف يمكنك الكتابة عن موضوعات تعني الإنسان العربي؟

– لم أجد استقراري في الخارج كمخرج وروائي، وإنما كمنتج، وبحيث لم أتمكن من الكتابة عن المجتمع الأمريكي أو القصص التي تعني الغربيين، بل أكتب عما يعني الإنسان عموماً ويلامس العربي بشكل خاص، ورغم أني أعيش في أمريكا منذ أكثر من عشرين سنة، ومنسجماً مع مناخها وأعمل بحيث انتجت سبعة أفلام طويلة وقدمت مع مجموعة كبيرة من الفنانين أعمالاً فنية ناجحة جداً وموسيقى تصويرية، لكن عندما أريد أن أكتب وأخرج فأعجز إلا عن موضوع يعنيني.

كيف ترى الإنتاج السينمائي في الظروف الراهنة؟

– أتطلع اليوم إلى الإنتاج السينمائي فأجده غير مشجع، لكن شغفي بالسينما لا يثنيني عن العمل فيها. أدرك تماماً أن السينما عمل شاق في كل العالم وربما تختلف النسب بين بلد وآخر، لكن طبيعة العمل السينمائي مجهدة ومكلفة، وتحتاج إلى شغف وإبداع وتمايز لإثبات الذات.

لكنك نجحت وفيلمك أخذ حقه من الانتشار؟

– فيلمي عرض في 80 بلداً، سافر وحصد الجوائز وهذا أول فيلم لبناني يصل إلى الأفلام العشرة الأخيرة في الأوسكار في العام الفائت، وما زالت عروضه وأسفاره مستمرة، إنه شريط فتح أمامي أبواباً جديدة ومهد لإيجاد ممولين لعملي الجديد.

لماذا يحمل عملك الجديد «1982»؟

– لأنه ربط بالذاكرة الجماعية، فيه إيحاءات ورمزيات من الاجتياح «الإسرائيلي» لبيروت في العام 1982 لكنه لا يحكي عن الاجتياح، بل مقتبس من فيلمي القصير «الذئب والصبي» وتخطيت فيه مجموعة من المراحل وهو الآن قيد المونتاج.

على ماذا تعتمد في نجاح أعمالك؟

– أهم عامل من عوامل النجاح هو القصة. القصة بالنسبة لي هي القلعة الحصينة التي تحمي العمل من الانهيار والسقوط، والحبكة تحوله من عمل سينمائي تصويري عادي إلى عمل سينمائي إبداعي ناجح. بعد القصة اعتمد على إدارة الممثل الناجح الذي يتماشى مع شخصيته ويسهم في إيصال العمل إلى الناس بطريقة صحيحة، وبعد ذلك تأتي أهمية باقي التفاصيل من إخراج وتصوير ومونتاج وتقطيع سينمائي.

هل تركز على الكتابة لتحترف الروايات؟

– كتبت سابقاً سبعة سيناريوهات، وأكتب قريباً سيناريو اشترته مسبقاً شركة إنتاج تونسية، أصبح اسمي معروفاً كتابياً في السينما، وهو أمر يفرحني ويدفعني إلى الأمام. لكن لا يمكنني الادعاء أنني سأتحول إلى روائي وأتخلى عن الإخراج، أنا احترف السينما كتابة وإخراجاً وسأحرص على الشفافية في عملي والاجتهاد لتصل كل أفكاري، وأرفع اسم لبنان سينمائياً.

هل أمامك تحديات كبيرة؟

– ليست تحديات خاسرة، إنما طموحات ويجذبني العمل الصعب، لأنه يزيد من حلاوة النجاح.

شاهد أيضاً