«كرة الجولف» تضع نهاية لآلام الحقن

شبكة أخبار الإمارات ENN

إعداد: محمد هاني عطوي

صممت شركة (سفن سنس) الناشئة في الولايات المتحدة، تقنية جديدة تماثل كرة الجولف من حيث القطر، وتصميمها مثل فأرة الكومبيوتر، لتحل محل الحقن المستخدمة في اللقاحات، أو اختبارات فحص الدم، وبمجرد إزالتها من عبوتها المعقمة تلصق على الوجه الخارجي للذراع بعد أن يتم تطهيره.
يكفي أن نضغط على زر وننتظر دقيقتين إلى ثلاث، إلى أن يتجمع الدم في خزان صغير ويتم تحليله، هذا بالتحديد ما سيبدو عليه اختبار الدم في الغد، سهل وسريع، وغير مؤلم.
والواقع انه منذ أن وجدت التحليلات البيولوجية، فإن طقوسها لم تتغير كثيراً، إذ يجب علينا أن نذهب كل مرة إلى المختبر، ثم نمد ذراعنا لممرضة لنتلقى تلك الحقنة المؤلمة بعد أن تكون كافحت للعثور على الوريد، والسماح للإبرة بالانغراز.
مؤسسو الشركة باحثون ينتمون إلى جامعات مرموقة وصيادلة سابقون، حصلوا على موافقة لتسويق هذا الاختراع في أوروبا، بعد أن حصلوا على الضوء الأخضر من السلطات الصحية في الولايات المتحدة في العام الماضي.
وإلى الجانب «غير المؤلم» في الاختراع، وهو ما يكفي لتسويقه بسرعة خاصة أنه سيكون إضافة مفيدة للأطفال، فإن فائدة الجهاز الصغير تكمن في رخص ثمنه، ويقول ستيوارت بليتز من الشركة المنتجة: «سنقوم بتوزيعه أولاً في مختبرات التحليل لأنها ستحتاج إلى عدد أقل من الموظفين المؤهلين لسحب العينات، والتقليل من تكاليفهم مع تحسين تجربة مرضاهم من خلال الجهاز الجديد، فضلاً عن ذلك، يمكن للأفراد يوماً ما استخدامه مباشرة في المنزل وهذا سيحتاج إلى تركيب دائرة لتدفق الدم لتصل مباشرة بعد ذلك إلى المختبر».

30 إبرة

يحتوي الصندوق الأبيض والأخضر على 30 إبرة دقيقة «بسمك الرمش»، تقوم باختراق الجلد بسرعة «100 ألف متر في الثانية» قبل التراجع، ويتم امتصاص الدم المتدفق من خلال الفتحات عن طريق الجهاز، ونتيجة هذه العملية تظهر ندبة صغيرة على شكل حلقة تختفي لحسن الحظ في غضون أيام قليلة.
هذا العيب الطفيف أيضاً ينبغي أن يختفي مع النظام الذي طورته شركة أمريكية صاعدة أخرى (تاسو)، مع أربع حقن مكرونية فقط، بدلاً من 30.
النقطة المشتركة بين الجهازين أن الهيموجلوبين يأتي من الشعيرات الدموية، وهي أصغر الأوعية في أجسادنا، ويتم سحبها بكميات صغيرة 0.1 ملليتر للحقنة الأولى و0.15 للثانية، مقابل 5 في العادة، ولكن هل هذه كمية صغيرة؟ يقول إروين بيرتيير، الشريك المؤسس لشركة تاسو: «سيمكننا هذا الأمر بالفعل من إجراء التحليلات الأكثر شيوعاً» وفي العام المقبل، سنصل إلى 0.4».

اختبارات دون ثقب

ثمة شركة منافسة سويسرية، تابعة لكلية البوليتكنيك الفيدرالية في لوزان، ستعمل على تأمين عملية سحب تصل إلى 1 ملليلتر مع تقنية مشابهة، وعلى الرغم من أن مخترعي هذه التقنية يفضلون الإبقاء على سرية تفاصيل الاختراع، فقد حصلوا بالفعل على دعم من (Cerba للرعاية الصحية) وهي شبكة من المختبرات الطبية، كما جذبوا انتباه مؤسسة بيل وميليندا جيتس.
وقريباً، ربما لن يكون من الضروري ثقب الجلد لإجراء الفحوص الطبية، فعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، يعمل الباحثون على فحص دم الحيض، بينما يركز آخرون على التعرق، مثل جون روجرز من جامعة إيلينوي، الذي طور طبعة صغيرة لقياس نسبة الجلوكوز في العرق، ويقول روجرز «ما زلنا نحاول العثور على العلاقة المتبادلة بين الكميات المرصودة في عرق المريض وتلك الموجودة في الدم. وإذا كانت هذه الاختبارات قاطعة بنتائجها، فإن جهازنا سيحل محل اختبارات مرض السكري من النوع 2».

حاقن بلا إبرة

يبدو أن زمن الإبر أيضاً، باتت ساعاته معدودة، وهذه المرة تأتي الثورة من أوروبا، فبعد 20 عاماً من البحث، و80 مليون يورو من الاستثمار، سيطلق باتريك ألكسندر، مؤسس شركة Crosshot الناشئة في مدينة ديجون الفرنسية، بحلول عام 2020 أول حاقن من دون إبرة، ويعمل بغاز مضغوط، وبمجرد إطلاقه، يدفع الدواء عبر الجلد على شكل نفاثات تزيد سرعتها على 500 كم/ساعة، و(تقريباً) من دون ألم، ويؤكد مخترع التقنية أن «لا شيء أكثر من شريط مطاطي صغير يلف الجلد»، هذه التقنية كانت تستخدم بشكل رئيسي في حالات الطوارئ كصدمة الحساسية، والصرع، ونوبة الربو الحادة.

الصداع النصفي

ويضيف باتريك ألكساندر: «غياب الإبرة يجعل الوضع أسهل قليلاً، ويسهل الإدارة الذاتية مع السماح بحقن الدواء بشكل أعمق»، هذا الاكتشاف ربما سيخدم أيضاً المرضى الذين يعانون الصداع النصفي، لأن المسكنات التي تُعطى في العضل تعمل أسرع من تلك التي تؤخذ عن طريق الفم.
وماذا عن اللقاحات؟ الواقع أن باتريك ألكسندر تخلى عن الخوض في هذا المسار الذي من شأنه زيادة تكلفة التطعيم حسب قوله، ومع ذلك، يعمل باحثون آخرون على إيجاد بدائل للحقن التقليدية، وتقول بهازين كومبادير، مديرة البحوث في جامعة بيير وماري كوري: «هناك الكثير من العمل حول الطبعات المزودة بإبر ميكروية ولكن في الوقت الراهن، لا شيء جاهزاً منها».

شاهد أيضاً