سيجورني ويفر‬: أتفرغ سبع سنوات ل «أفاتار»

شبكة أخبار الإمارات ENN

‬محمد رُضا‬

لا أفلام جديدة هذا العام للممثلة سيجورني ويفر ولا في العام 2020، فسر الأمر كما تشاء، لكن لا تعتقد أن الممثلة المعروفة بموهبتها الأكيدة وقامتها الطويلة ستعتزل. كل ما في الأمر أنها محجوزة من العام الحالي إلى سبع سنوات لاحقة بفيلم اسمه «أفاتار» لمخرج غير معروف اسمه جيمس كاميرون. كل ما لديه من شهرة أن فيلميه «أفاتار» الأول و«تايتانك» حققا أعلى إيرادات السينما في تاريخها. «تايتانك» منحه أيضاً أطناناً من الثروة و«أفاتار» أضاف عليها أطناناً أخرى. ‬
المخرج ليس مستعجلاً في إنجاز أفلام أخرى ووجهته الآن هي تحقيق الجزء الثاني من «أفاتار» وسيجورني ويفر التي لعبت في الجزء السابق سنة 2009 هي جزء لا من الحلقة الثانية المقرر لها أن تُعرض سنة 2020 بل من الحلقة الثالثة (2021) والحلقتين اللاحقتين «أفاتار 4» و«أفاتار 5» حيث يبدأ العمل عليهما سنة 2022 على أن يتم عرضهما متتاليين في 2024 و2025.‬
نعم، سيجورني ويفر في الصورة حتماً. كانت جزءاً من عالم المخرج ريدلي سكوت في سلسلة «أليانز» وهي الآن جزء من عالم جيمس كاميرون في سلسلة «أفاتار». مثله لن تكترث لو لم تستطع تلبية رغبات أصحاب المشاريع إذا ما فكروا بها لأفلامهم، هي محجوزة وسعيدة وكل «أفاتار» وهوليوود بخير.‬
ابنة الثامنة والستين مثلت في نحو 60 فيلماً في تاريخها منذ العام 1977 عندما ظهرت كظل للممثلة دايان كيتون في فيلم وودي ألن «آني هول». «أليانز» سنة 1979 كان ثالث أفلامها. القدر لعب لعبته باكراً معها وحوّلها إلى نجمة بين ليلة وضحاها وبسرعة السنوات الضوئية، علماً بأن الدور كُتب أساساً لرجل وليس لامرأة. لكن هذه هي هوليوود وكل شيء ممكن.‬

قوة حقيقية‬

*هل تخشين الابتعاد لسنوات طويلة عن التمثيل في أفلام أخرى حال دخولك تصوير «أفاتار 2» وما بعده؟‬
– لماذا؟ لا أعتقد أن الخوف هو أمر إيجابي أو نافع. سأغيب لعدة سنوات لكني سأمضيها في العمل ويسعدني كثيراً أن أكون أحد أفراد طاقم هذا الفيلم.‬
*ماذا يحدث لو أنك استلمت سيناريو فيه دور ما دمت كنت تتمنين تمثيله؟‬
– (تضحك) سأطلب من صاحب المشروع الانتظار.
*هل تلعبين الدور ذاته في الجزء الثاني، دور العالمة جريس أم أن هناك حبكة جديدة تؤدي بك إلى دور جديد؟‬
– ألعب الشخصية ذاتها لكني لا أستطيع الحديث مطلقاً عن الفيلم. هذا في العقد.‬
*لكني أستطيع التكهن أنك ستؤدين دور المرأة القوية كشأنك في الفيلم السابق وسؤالي هو ما رأيك في أداء المرأة لأدوار القوّة؟‬
– تعنين في الأفلام الحديثة مثل «ووندر وومان» و«ألعاب الجوع»؟‬
تماماً.‬

* هذه الأفلام هي من عمر «هوليوود» على ما أعتقد، كانت هناك قبل خمسين أو ستين سنة أفلام لعبت فيها المرأة مثل هذه الأدوار، أتذكر أني شاهدت واحداً منها بعنوان «ملكة الغابة» كذلك كانت المسلسلات. «ووندر وومان» كان حلقات تلفزيونية إلى جانب «ملائكة تشارلي» مثلاً، المختلف طبعاً هو أنها تتوفر اليوم أكثر مما توفرت بالأمس، كل سنة هناك فيلم أو فيلمان على الأقل من بطولة امرأة محاربة.‬
*هل تعتبرين دورك في «أليانز» سنة 1979 تمهيداً للموجة الجديدة؟‬
– بصدق لا أعتقد، شخصيتي في ذلك الفيلم وشخصية الفيلم ذاته مختلفتان تماماً، لنقل مثلاً، شخصية جنيفر لورنس في «ألعاب الجوع» أو شخصية سكارلت جوهانسن في «ذَ أفنجرز». «أليانز» كان فيلماً من الخيال العلمي حيث يقع غزو مخيف لوحش يستطيع أن يتبدّى في أي شكل يشاء، ودوري لم يكن دور امرأة تتمتع بقوى خارقة، ربما بعزيمة خارقة.‬
‬*صار معروفاً أن الدور الذي لعبته في ذلك الفيلم كُتب وفي البال رجل، ثم اقترح المخرج ريدلي سكوت على المنتجين تحويله لامرأة، ماذا كان شعورك عندما عرفت ذلك؟
– عرفت ذلك باكراً وكنت مسرورة طبعاً، لكن السيناريو الأول نص على شخصية امرأة ذكية كنت أريد أن أمثلها والذي حدث أن ريدلي قلب الأدوار وحوّل البطولة من رجالية إلى نسائية وعندما سألته قال لي إن الفيلم عن ضحية ضعيفة وليس عن رامبو في الفضاء، كان هذا الجواب مقنعاً لي.
*في أحد أفلامك الأحدث، «المهمّة» لعبت دور طبيبة تقومين بتغيير جنس رجل إلى أنثى كما لو كنت تردين على ذلك السيناريو؟
– ليس تماماً (تضحك)، لكن لا شك أنك لاحظت أنني لعبت دور امرأة ذات عزيمة وقوّة شخصية.
*بالتأكيد، إلا أن الفيلم للأسف لم يحقق أي نجاح تجاري. ماذا تفعلين في مثل هذه الحالات؟
– لا أفعل شيئاً على الإطلاق فحالات النجاح والفشل تقع يومياً في «هوليوود» وستستمر. لا أعتقد أن هناك ممثلاً أو ممثلة تخلو أعماله من أفلام لم تلق النجاح المطلوب. ذلك الفيلم كان له وضع خاص لأنه على الرغم مما قيل فيه لم يكن يقصد أن يكون تجارياً، بل فيلم لجمهور معين.
‫هيلاري نموذجاً‬
*في «المهمّة» أيضاً قام المخرج وولتر هِل بتغيير الدور الذي قمت بتمثيله من رجل إلى امرأة، كيف استقبلت الخبر؟
– وولتر كان من بين منتجي سلسلة «أليانز» ولا يزال وربما استمد الفكرة من ذلك الفيلم. فاتحني بالموضوع وتحمست. دائماً علينا أن نتذكر أن هناك سبباً وراء قيام الكاتب بتأليف شخصية رجالية لأنه تصوّرها هكذا وهو يريد لشخصيته أن تحافظ على بعض سمات البطولة الرجالية، حين يحدث تغيير كهذا فإن ذلك يتم بعد موافقة الجميع على أن شخصية الأنثى في دور طالما لعبه الرجل هو نوع من التجديد.
*كنت من بين المؤيدين لهيلاري كلينتون في الانتخابات الأخيرة، هل ما زلت تؤيدينها لو ترشحت مجدداً للانتخابات؟
– أعتقد نعم. إنها شخصية تستدعي الثقة، لديها الكثير من العزم وأعتقد أنها تمتلك مؤهلات لتصبح رئيس أمريكا.
*لعبت لسنوات قريبة شخصية امرأة تعمل وزيرة الدولة في مسلسل تلفزيوني هو «حيوان سياسي»، هل بنيت شخصيتك على نموذج معين؟
– هيلاري كانت في البال لكن على عكس ما ذهبت إليه الصحافة هنا لم أبنِ شخصيتي عليها بل استمددتها من شخصيات مختلفة وأضفت عليها ما استوحيته من الشخصية المكتوبة لي، وبالمناسبة كانت شخصية ممتعة بالنسبة لي، المسلسل بأسره كان من تلك المسلسلات الناجحة بسبب أنها كانت تتناول أوضاعاً سياسية.

المال والجشع‬

*قليلة هي المسلسلات التلفزيونية التي تتحدث في السياسة، لماذا؟
– صحيح تماماً. «حيوان سياسي» كان نافذة أكسجين عوض مشاهدة الكثير من مسلسلات وأفلام العنف ثم الطلب من الجمهور أن لا يتأثر بها.
*الحال يبدو بات أفضل قليلاً في السنوات الأخيرة. بتنا نشاهد أفلاماً ومسلسلات بدرجة عنف أقل. هل توافقين؟
– هذه الأفلام والمسلسلات دائماً ما كانت موجودة وغالبا الكوميدية لا تنفع ولا تضر (تضحك) أليس كذلك؟ لكن الاستوديوهات تريد بيع التذاكر للجمهور. محطات التلفزيون تريد الإعلانات لذلك سينصلح الحال إذا ما بات لدينا جمهور كافٍ لأفلام بعيدة عن العنف.
*كل ذلك مرتبط بعضه ببعض، الترفيه، تجارة السلاح، هيمنة المؤسسات الكبرى، إلخ، أليس كذلك؟
– بالتأكيد. يمتد ويشمل كل شيء بالفعل. هناك مؤسسات كبيرة لا تدفع أكثر من 13 بالمئة للضرائب بينما المواطنون العاديون يدفعون ضعف ذلك. هناك العديد من الإمكانيات التي تستطيع أن تساعد الناس على شق طريق افضل معيشياً، لكن المؤسسات الكبرى ترغب في إبقاء الوضع كما هو لأنه مربح لها، نحن بلد رأسمالي. هذه هي الحقيقة المجردة. معظمنا لا يمانع ذلك، لكن للأسف هناك من يحوّل الرأسمالية إلى سوق للجشع.
*بالنسبة لك كممثلة هل تجدين أنه من اللافت والمثير أنك ما زلت محور اهتمام السينمائيين؟ بعض الممثلات اللواتي تجاوزن الأربعين لا يجدن عملاً.
– فعلاً ولا يوجد حل لذلك. كلنا نكبر في السن ونصل إلى مفرق طرق.‬

شاهد أيضاً