سميح القاسم

شبكة أخبار الإمارات ENN

نجاة الفارس
ولد الشاعر الفلسطيني سميح القاسم عام 1939 في مدينة الزرقاء الأردنية، وكان والده ضابطاً في قوة الحدود، وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، وتبلور وعيه السياسي، بدأ القاسم يتعرض لدروب مختلفة من الاعتقال، والإقامة الجبرية، والإهانات، والطرد من العمل، ولكن ذلك كله لم يوقف تبلور مشروعه الشعري، بل زاده قوة وانطلاقاً.
إن الناظر في أعماله الكثيرة يرى أن دواوينه تحتوي على مجموعة من القضايا تشكل عماد شعر المقاومة، ومن أبرز هذه الموضوعات: التمسك بالهوية القومية والدفاع عن الأرض، وتكشف قصيدتاه «ثورة مغني الربابة» و«ليلى العدنية» من ديوان «دخان البراكين» عن تلاحم هذين البعدين، ففي القصيدتين حنين عميق إلى الزمن الذي كانت فيه الأمة العربية تقود طلائع الحضارة، وتدك سنابك خيلها المعتدين والغزاة، وفيها وقوف عند تجليات الأمة المتحضرة، وهي تواجه أعداءها، لهذا يستنهض سميح في نهاية قصيدة «ثورة مغني الربابة» ما في الأمة العربية من طاقات:
عودي ! فقد تعب اللسان، ومات قراء الجريدة / عودي! مغنيك القديم يود تبديل القصيدة/ يا أمتي قومي امنحي هذي الربابة/ غير البراعة في الخطابة / لحنا جديدا/ وامنحي الأجيال أمجادا جديدة.
حملت قصيدة سميح القاسم في مراحلها الأولى أبعادا إيديولوجية كالرؤى الماركسية، غير أن هذه الرؤى لم تتخذ طابعاً يؤدي إلى طمس الأبعاد الفنية في القصيدة، بقدر ما كان يوجهها لتكون ذات طابع شعبي، أو تحمل أبعاداً طبقية تنتمي للفقراء، من هنا نجد قصائد القاسم تحفل بتعبيرات شعبية، وأمثال عامية، وأغان فولكلورية.
اتجه سميح القاسم منذ البداية إلى توظيف الرموز والأساطير، وكان اتكاؤه عليها يحمل في بواكير شعره رغبته في التخلص من عسف الرقيب الصهيوني، حيث نجده في قصائد عديدة يغادر تخوم القصيدة الغنائية ذات المحتوى الإيديولوجي إلى قصيدة تقوم على بنية أسطورية.. وقارئ شعر سميح يلاحظ تنوع مصادر الرموز والأساطير فبعضها شعبي، وبعضها فرعوني، ولكن اللافت للنظر اتكاء شعره على القصص القرآني، وعلى شخصيات من التراث العربي الإسلامي فقد وظف قصة أيوب، ويوسف، عليهما السلام، وقصة «إرم ذات العماد» وشخصية أبي ذر الغفاري، إضافة إلى رموز مستمدة من واقع ثقافة الشاعر المعاصرة.
Najatfares2@gmail.comRead more

شاهد أيضاً