المذهب الوضعي، هو مذهب وضعه أوغست كونت، الذي يرى أن الفكر البشري لا يستطيع أن يكشف عن طبائع الأشياء ولا عن أسبابها القصوى وغاياتها النهائية، بل يستطيع فقط أن يدرك ظواهرها وعلاقاتها وقوانينها، أي أن المعرفة الصحيحة هي المعرفة المبنية على الواقع والتجربة، وأن العلوم التجريبية هي التي تحقق المثل الأعلى لليقين.
في معنى أعم، إن النزعة الوضعية هي الميل إلى رفض الميتافيزيقا والسعي إلى تأسيس المعرفة على الوقائع. ولقد تطورت هذه النزعة خاصة مع ما يعرف ب «الوضعية المنطقية» التي ظهرت منذ 1930 مع توماس مور، وبرتراند راسل، وفتغنشتاين، وغيرهم، وازدهرت فيما بين الحربين مع فلاسفة حلقة فيينا الذين جعلوا من فلسفة التحليل المنطقي واللغوي السبيل الوحيد لإثبات صدق الخطاب وانسجامه. ولنقد الميتافيزيقا الضالة والخالية من كل معنى.
يقول أوغست كونت موضحاً: «أهم ما تمتاز به الفلسفة الوضعية أنها تنظر إلى جميع الظواهر على أنها خاضعة لقوانين طبيعية ثابتة، وتعتبر أن الغاية القصوى لكل مساعينا هي الكشف عن هذه القوانين واختزال عددها قدر الإمكان، إن ما يميز الفلسفة الوضعية هو أنها تجعل تصور الإنسان متوقفا بالضرورة على تصور العالم.. القاعدة المقدسة للوضعيين: الحب مبدأ، والنظام قاعدة، والتقدم غاية».Read more