محمد عبد النبي: مواقع التواصل تستهلك المبدع

شبكة أخبار الإمارات ENN

القاهرة: «الخليج»
ما بين خمس مجموعات قصصية وثلاث روايات، صنع الروائي والقاص المصري محمد عبد النبي اسماً، يراهن الكثيرون على جودة ما يكتبه، واستحقاقه للتقدير والجوائز، التي كان نصيبه منها كبيراً بالفعل، ففي عام 2010 فازت مجموعته القصصية «شبح أنطون تشيخوف»، بجائزة ساويرس، وفي عام 2015 فازت مجموعته القصصية، «كما يذهب السيل بقرية نائمة»، بجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكان وصول روايته «في غرفة العنكبوت» إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، حدثاً يستحق الاحتفاء.
هنا حوار مع محمد عبد النبي فإلى التفاصيل:
أنت من الكتّاب الذين حصدوا العديد من الجوائز، هل يشكل هذا دليلاً على جودة المنتج الأدبي؟
الجوائز الأدبية تشجيع رائع، ودفعة معنوية ومادية للكاتب وللناشر على السواء، لكنها لم تكن بالنسبة لي حكماً مطلقاً بجودة عمل ما، رغم فوزي في الكثير من المسابقات منذ بدايتي، لأنها لا تتجاوز كونها رأي لجنة معينة في عملك، مقارنة ببعض الأعمال الأخرى، لهذا فهي تخضع للكثير من المصادفات، مثل من هم المحكمون وما الأعمال الأخرى المتسابقة، إلى آخره من عوامل تجعل الجوائز الأدبية أقرب إلى اليانصيب، ومع هذا تظل فرحة كل جائزة كاملة غير منقوصة، الخوف يبدأ إذا سلمنا بأن الجوائز معيار لقيمة أدبية مضافة إلى العمل.
هل كنت تتوقع لروايتك «في غرفة العنكبوت» الوصول للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية؟
توقعت الوصول للقائمة الطويلة، لكني لم أتوقّع القائمة القصيرة بالمرة، كانت هذه معجزة صغيرة، أغلب ردود الأفعال التي وصلتني كانت إيجابية – فيما يخص روايتي على الأقل – لكن لن يخلو موسم الجوائز من لغط واعتراضات لأسباب عدّة.
أمام هذا الكم المتلاحق من الهزائم العربية، هل يمكن أن تنتج الرواية بطلاً يحمل انتصاراً قادماً أو يبشر على أقل تقدير بمستقبل أفضل؟
أتساءل الآن صادقاً، هل يمكن أن يكون هذا أحد أدوار الرواية؟ أي أن تنتج بطلاً أو مبشراً؟ ألن يكون في هذا شبهة من بيع الأوهام؟ ولا إجابة لدي، لكن المستقبل بيد الله، والسرد يلتصق أكثر بالحكاية، أي بالماضي، فيما عدا قصص الخيال العلمي طبعا، وحتى تلك كثيرا ما تشيد من قوام ما كان لترسم خيالاً لما قد يكون.
ألا تعتقد اليوم أن الكاتب العربي في حالة اغتراب، إذ أصبح يلهث وراء الجوائز والشهرة وحب الظهور إعلامياً من خلال ابتعاده عن معالجة القضايا الإنسانية، هل هي واقعية السوق؟
ليس الموضوع هو ما يصنع العمل بل كل عمل يعيد إنتاج الموضوع على طريقته، مسألة الديكتاتورية مثلا قد تنتج أدبا مأساويا، وقد تنتج فيلماً كوميدياً رخيصاً وقد تنتج قصائد لا تنسى.
هل تؤمن بمفهوم المجايلة أم تنحاز لفردانية فعل الكتابة والإبداع؟
أنحاز للمجايلة بمفهوم رفقة الدرب والذكريات المشتركة والأنس، وأنحاز للتجربة الفردية بمفهوم خصوصية كل إنسان ومبدع على وجه الأرض بملامح منفردة لا يشاركه فيها أحد مهما تشابهت الظروف والمشارب.
لماذا لا تترجم كتبنا العربية، إلى لغات أجنبية، لنقرأ بالشكل الذي نستحق؟
ثمة كتب تترجم، ليس بغزارة ووفرة حركة الترجمة في دول أخرى، ولكن أفضل بالتأكيد من فترات سابقة، يبقى أن يكون لنا دور فيما يترجم من أعمال إلى لغات أخرى، وألا نترك هذا لأحكام الجهات الأجنبية أو مصادفات الجوائز.
مواقع التواصل الاجتماعي تخدم المثقف وتجعل مجال تواصله أكبر، كيف تنظر لدور هذه الوسائط الإلكترونية في دعم الإبداع والترويج له سلباً أو إيجاباً؟
مثل كل وسيلة تواصل لتلك المواقع فوائدها العديدة، ومثلها أيضا قد تكون ضارة أحيانا، لأنها قد تستهلك المبدع وتسحبه بعيداً عن العزلة الضرورية لعمله، وقد يصير الاهتمام بصورة المبدع الافتراضية له الأولوية قبل الانشغال بصورته الحقيقية ووجوده اليومي المادي كإنسان.
شهد العالم العربي ميلاد جيل جديد من الروائيين، فهل يمكن اعتبارهم امتداداً لروائيي الجيل السابق من حيث الاستلهام وطرائق السرد؟
مع كل حلقة هناك درجة من الامتداد ودرجة من الانحراف – الانحراف هنا ليس سلبياً ولا إيجابياً – لا توجد قطيعة تامة بالمرة، كما يجب اتخاذ مسافة آمنة من السابقين لنتلمس طرقنا الجديدة إذا استطعنا إليها سبيلاً.

Read more

شاهد أيضاً