منتدون: المجالس الشعبية تسهم في ترسيخ قيم المواطنة الإيجابية
ENN – أكد راشد عبيد السلامي المدرب المعتمد في التنمية البشرية والتطوير المؤسسي، أن دولة الامارات العربية المتحدة تبذل جهود كبيرة في تعزيز الهوية الوطنية وبناء مجتمع متماسك محب لوطنه يسهم في مسيرة البناء والتنمية المستدامة في ظل قيادتنا الرشيدة، من أجل الوصول الى مصاف الدول المتقدمة.
وقال السلامي: إيماناً من حكومتنا الرشيدة بمسؤولية هذا الدور كان لازماً على الأسرة الإمارتية أن تسهم في عملية البناء من خلال دورها التربوي الفاعل في دعم المواطنة الصالحة، مشيراً إلى أن الدور الذي يقوم به الآباء تجاه الأبناء الذين يعدون عماد الدولة ورأس مالها البشري وعمودها الفقري، هو دور مجتمعي ومؤسسي وفردي مشترك؛ يجب أن يتعاون فيه الجميع.
جاء ذلك خلال محاضرة “الشباب والمواطنة الصالحة”، التي ألقاها راشد السلامي في الأمسية الرمضانية، التي نظمتها جمعية البدية للثقافة والفنون الشعبية ضمن فعاليات “منتدى الفجيرة الرمضاني”، واستضافها مطر صالح الكعبي، بحضور عبدالله سعيد المرشدي رئيس الجمعية ولفيف من المثقفين والتربويين.
وفي بداية الأمسية، التي قدمها الشاعر والإعلامي خالد الظنحاني المشرف العام لمنتدى الفجيرة الرمضاني لفت مطر الكعبي، إلى أن الأسرة لها دور كبير في تنشئة الأبناء التنشئة الصالحة التي تحثهم على الإخلاص للوطن والتفاني في خدمته وتنميته، كما ترسخ في نفوسهم قيم الولاء والانتماء والمواطنة الإيجابية التي تعينهم على الارتقاء بأنفسهم وبوطنهم العزيز. مشيراً إلى أهمية المجالس الشعبية في ترسيخ القيم والسلوكيات الإيجابية والمهارات الحياتية وغرس مبادئ المشاركة الوطنية في نفوس الشباب، والتي بدورها تحصنهم ضد مخاطر الحياة وتسهم في بناء شخصيتهم ليكونوا مواطنين صالحين نافعين لأنفسهم ولدولتهم.
وذكر خالد الظنحاني أن الأمسية ترتكز على أربعة محاور رئيسية هي: الجيل الجديد الخصائص والسمات، بوصلة الرعاية الأسرية تتجه إلى أين؟، المواطنة وتحديات الواقع، والتربية في زمن الإتاحة والإنفتاح.
وقال الظنحاني إن الشباب هم الثروة الحقيقية والقوة المؤثرة التي تدفع التنمية نحوالأمام، ذلك أنهم الوقود البشري لحركة النمو والتقدم والازدهار وبناء الوطن، والأمل الذي يتطلع له الأمم والشعوب، مشيراً إلى أن الشباب المتسلح بالعلم والثقافة هو أقدر على حمل لواء التنمية والتطوير والإرتقاء بالوطن.
ودعا الشباب إلى الاطلاع على دستور الدولة وقوانينها وسياستها لتصل بهم المعرفة إلى الوعي الوطني الذي يعد أحد أهم مقومات المواطنة الصالحة والإيجابية. ولفت إلى أن دولة الإمارات تعيش أجواء انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، وهي الانتخابات التي تجسد روح المواطنة الإيجابية في دولة العز والسؤدد.
وذكر راشد السلامي أن خصائص جيل الألفية الثالثة تكمن في النقاط التالية: يحب التغيير، القدرة على اتخاذ القرار، سرعة التكيف، الميل نحو العزلة والتمكن من التعامل مع تكنولوجيا المعلومات، مقدماً قراءة للمجتمعات الأمريكية في قطاعها الشبابي وما تعانيه من واقع الاحصائيات والدراسات.
وأوضح السلامي أن شكاوى الآباء في المجتمعات الخليجية من الأبناء تتمثل في أنهم لا يحبون التقيد ولا يلتزمون بتوجيهات الأبوين، ويفضلون الوجبات السريعة والأكل خارج المنزل، كما لا يبدون اهتماماً نحو التعلم، إضافة إلى أنهم مقلّون في التواصل العائلي. موكداً على أهمية دور الأسرة في إعادة بناء وتشكيل منظومة القيم والتي تعتبر السياج الآمن للأبناء، وذلك من خلال إشاعة الحب والحميمية في جو الأسرة وتبني ثقافة الحوار مسلكاً للحياة، فضلاً عن المتابعة المستمرة وليست الرقابة وتمكين الأبناء من أدوار ومهام عائلية، والتأكيد على الدور المجتمعي والتواصل الإيجابي والتفريق بين مفهومي الرعاية والتربية، وأخيراً تعزيز الثقة بهذا الجيل وتقدير انجازاتهم واهتماماتهم.
واستعرض السلامي دور الأسرة العربية تاريخياً وذكر عناصر القوة في التربية، والمتضمنة في تعزيز العقيدة السمحاء وبناء الثقة والتركيز على القيم الإسلامية ونبذ التعصب بأشكاله والرعاية بمفهومها التربوي الإبداعي، وتنشئة الجيل على أهداف ومبادئ سامية تسهم في بناء حضارة الأمة.
ولفت إلى جهود دولة الإمارات في رعاية أبنائها وتقديم أفضل الخدمات التي تصل بأبناء الإمارات إلى المستوى الريادي المتقدم بين دول العالم. منوهاً على الدور الريادي والقيادي لرب الأسرة وفقاً لدراسة “كوزس وبوسنر” حول القيادة النموذجية والمتمثلة في القدوة الحسنة في السلوك والممارسة، وامتلاك رؤية واضحة في مسار تربية الأبناء بما يعزز دورهم المستقبلي في خدمة وطنهم وولائهم لقيادته، إضافة إلى التحدي المتمثل في مواجهة مشاكل التربية بأفق واسع وبعد نظر بعيدين عن القرارات الانفعالية، وتمكين الأبناء من أدوار وأعمال ومسؤوليات يكلفون بها كل حسب قدراته، وأخيراً التحفيز وهو مطلب أساسي وداعم رئيس في التربية.
وأوضح السلامي أن المواطنة الإيجابية تتمثل في غرس قيم الولاء والانتماء في نفوس الأبناء لتراب الوطن وقيادته الرشيدة والبعد عن الأفكار الهدامة وطروحات التطرف، بالإضافة إلى الدور الاستحقاقي الوطني المتمثل في تلبية نداء الواجب وتنمية المحافظة على مكتسبات الدولة، وبذل الجهد المطلوب في الدراسة وطلب العلم من أجل المساهمة في بناء الوطن، والتواصل مع جميع شرائح المجتمع بصورة إيجابية من أجل بناء روابط مجتمعية وثيقة، وتمثيل الدولة بالصورة اللائقة التي تعكس رقيّها وحضارتها في الداخل والخارج.
المواطنة حقوق والتزامات
ومن جهته، قال الدكتور حمدان أحمد الغسية: لا يخفي على الفطرة السليمة أن أي دولة لن تستطيع قيادة ركب التقدم في معزل عن ترسيخ وتفعيل مبدأ المواطنة الذي يجسد التفاعل الإيجابي بين الدولة وأبنائها المواطنين؛ وهو أحد أهم دعائم الاستقرار.
وأضاف: لذلك كان لزاماً علينا ترجمة المواطنة عن طريق الأفعال ولا نكتفي بالأقوال والشعارات، ذلك أن الأفعال تأتي من خلال احترام القوانين والأنظمة وعدم مخالفتها وبث روح الولاء للوطن ولرئيس الدولة “حفظه الله” في نفوس أبنائنا.
وأكد الغسية في مداخلته على بعد المواطنة وترسيخه من خلال التربية، مشدداً على أهمية الخدمة الوطنية في هذا الجانب ودورها الريادي في دعم المواطنة الصالحة.
وأوضح: عندما أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة“حفظه الله” القانون الاتحادي رقم 6 لسنة 2014 بشأن الخدمة الوطنية والاحتياطية،وهو القانون الذي جاء بأهداف تؤكد غرس وترسيخ قيم الولاء والانتماء والتضحية فينفوس أبناء الوطن، وربط تلك القيم بالمبادئ الصحيحة لديننا الحنيف والتنشئة الوطنيةالسليمة لمختلف الأجيال، وتعزيز المقومات الشخصية القيادية من حيث مختلف الركائزكالقوة البدنية والاعتماد على الذات وتحمل المسؤولية والانضباط واحترام القانونوتقدير قيمة الوقت؛ كانت ردة فعل شباب الوطن على هذا القانون مشرفة جداً وتدعوللفخر والاعتزاز، فقد انتفضوا ملبين نداء القيادة، مسطرين أعظم صور المواطنة الحقيقية التي تنشدها الدولة والحكومة والشعب.
الشباب عصب الأمة
خلال نقاش الحضور في الأمسية، قال عبدالله سعيد المرشدي: “إن الشباب عصب الأمةوحاضرها ومستقبلها، وبالتالي فإننا من خلال هذه المجالس التي نقيمها بين الحين والآخر والتي نرجو بأن تستمر على مدار العام، نعمل على جمع الشباب وكبار السن أصحاب الخبرة والتجارب الحياتية المستنيرة لنسد الفجوة القائمة أولاً بين الأجيال، فضلاً عن تثقيف الشباب وتهذيب نفوسهم بما يعود بالنفع على أنفسهم وأسرهم ووطنهم بشكل عام”.
وأضاف: “ندعو الله تعالى في هذه الأيام الرمضانية المباركة، أن يديم عزّ هذا الوطنالغالي بشبابه ورجاله ونسائه، ويجعلهم ذخراً وسنداً لدولتهم الحبيبة وقيادتهم الرشيدة،وأن تتجلى فيهم روح المواطنة الصالحة التي تسهم في خدمة وطنهم المعطاء”.
المجالس مدارس
من جانبه عقًب خميس الرولي خلال المحاضرة، قائلاً: ” إن الشباب الإماراتي ـ والحمد لله ـ أصبحت له بصمة مميزة في المشاركة الفاعلة والمتوازنة في مختلف الفعالياتوالأنشطة المحلية والإقليمية والدولية، وقد توّج الكثير منهم على منصات الإبداعالعالمية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية وهو غرسالمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيَّب الله ثراه” الذي استمر في البذل والعطاء إلى عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”.
وطالب بإحياء مجالس الحي التي تعد من صميم عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا الإماراتي الأصيل، وهي مدارس عظيمة يتلقى منها الفرد كل ما يعينه على الحياة بكل تجلياتها، فضلاً عن أنها تنمّي بالمواطن والمقيم قيم المواطنة الحقة.
وفي ختام المحاضرة كرم عبدالله سعيد المرشدي رئيس جمعية البدية للثقافة والفنون الشعبية يرافقه خالد الظنحاني المشرف العام لمنتدى الفجيرة الرمضاني، المحاضر راشد عبيد السلامي والمستضيف مطر صالح الكعبي تقديراً لجهودهم ومشاركتهم المتميزة.
ـ كلام الصور:
1ـ راشد السلامي يتحدث خلال المحاضرة
2ـ السلامي والظنحاني خلال المحاضرة