بن بيّه في مؤتمر طريق السلام في روسيا: لابد من التكاتف والتعاون من أجل التعامل مع التحديات التي تواجه البشرية

شبكة أخبار الإمارات ENN

شارك معالي العلّامة عبد الله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، في المؤتمر الدولي الذي نظمه المنتدى الإسلامي العالمي بجمهورية روسيا الاتحادية، والتي تجري فعالياته بموسكو أيام 20 و21 و22 سبتمبر الجاري، وذلك بدعوة من سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية.

وقد نوّه معالي الشيخ ابن بيّه في مطلع كلمة مسجلة عن بعد بعلاقات الصداقة القوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية روسيا الاتحادية، مؤكدًّا أن هذا المؤتمر ينعقد في وقت تواجه فيه البشرية تحديات عظمى وأزمات كبرى على مختلف الأصعدة والميادين؛ إذ البشرية اليوم من ويلات حروب وأزمات في مختلف مناطق العالم، كما تواجه تحديات كلية جسيمة على صعيد البيئة والأوبئة والمجاعات، وهي تحديات تفرض على الجميع التكاتف والتعاون من أجل حلها والتخفيف من آثارها.

وقد أكد معاليه على الدور المحوري للقيادات الدينية في خضم تلك الأزمات، فمن واجبهم البحث عن المشتركات فيما بينها لتجنب الصراع بين اتباعها ودرء خطر اشتعال الحروب على خلفيات دينية. تلك المشتركات التي تصون كرامة الإنسان وترفع من شأنه، من خلال العناية بما نسمّيه في الإسلام بالكليات الخمس، وهي الدين والحياة والعقل والملكية والعائلة، والتي نعتبر أنها هي أساس المشترك الديني بين كل الشرائع والملل، فجميعها جاءت بحفظها ورعايتها. كما يمكن رجوع أتباع كل دين إلى نصوصهم المقدسة لاستخراج ما يحث على التعايش والتسامح، ولرؤية نصوصهم الدينية وتاريخهم وتراثهم في سياقاتٍ تأويليةٍ جديدةٍ ومنفتحة لاكتشاف أسسٍ متينة للتعايش.

وبالإضافة إلى المشتركات بين الأديان فإنه من الضروري إعلاء المشتركات الانسانية من حقوق وقيم يشترك فيها سائر البشر ويرثها كل إنسان بفضل وجوده وبغض النظر عن لونه أو عرقه أو دينه.

كما شدّد معالي العلّامة ابن بيّه على أهمية العناية بالتربية الروحية للأجيال الناشئة وترسيخ قيم الرحمة والتواضع والكرم والتعاون في النفوس؛ ليحل التفاهم محل التصادم، والحوار بدل القتال، والعطف والشفقة مكان القسوة والغلظة، ذلك أن الجانب الروحي لم يحظ بالاهتمام الكافي في معالجتنا للأزمات التي تواجه البشرية بالتوازي مع الحلول المادية الأخرى المفيدة.

إن هذه الوسائل والأدوات، يقول معالي الشيخ ابن بيه، بها نصل إلى طريق السلام ونعبر إلى ربوع الأخوة الفيحاء وواحة التعايش الغناء مع عموم البشر بمختلف أديانهم وأعراقهم بناء على المشتركات الإنسانية والسعي في الخير والبر ونشر السلام وإعلاء كرامة الانسان، والتعارف بين الناس، وطبقاً لقانون المصالح والمفاسد، متمثلين روح ركاب السفينة التي ضرب بها النبي صلى الله عليه وسلم المثل، روح ركاب السفينة الذين يؤمنون بالمسؤولية المشتركة وبالحرية المسؤولة المرشّدة وبواجب التّضامن والتعاون. تلك هي رؤية دولتنا الإمارات العربية المتحدة والتي عبر عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله حيث قال: “ستظل سياسة دولة الإمارات داعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم.. وعوناً للشقيق والصديق.. وداعية إلى الحكمة والتعاون من أجل خير البشرية وتقدّمها”.

شاهد أيضاً