60% من المسافرين في دولة الإمارات يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لتخطيط رحلاتهم السياحية

شبكة أخبار الإمارات ENN

تُحدث تكنولوجيا السفر تحولاً جذرياً في صناعة السفر عالمياً، إذ تُغير طريقة تخطيط المسافرين لرحلاتهم وحجزها وتجربتها، ووفقاً لتقرير حديث صادر عن “توريزم إيكونوميكس” بالنيابة عن سوق السفر العربي، فإن 60% من المسافرين في دولة الإمارات العربية المتحدة يثقون بالذكاء الاصطناعي لتخطيط جميع رحلاتهم، مقارنةً بـ 48% من المسافرين في دول أخرى، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم مع تزايد دمج التكنولوجيا في عادات المستهلكين.

ووفقاً للتقرير، أصبح الذكاء الاصطناعي أداةً رئيسيةً للمسافرين الذين يخططون لرحلاتهم إلى الشرق الأوسط. وقد استخدم ما يقرب من ستة من كل عشرة أشخاص الذكاء الاصطناعي لتخطيط رحلاتهم، حيث استخدمه 21% منهم قبل رحلتهم الأخيرة، ومع تزايد اعتماد الذكاء الاصطناعي، فإنه من المتوقع أن يلعب دوراً متزايداً في تقديم توصيات مُخصصة وتجارب حجز للمسافرين المُلِمّين بالتكنولوجيا، كما أكد البحث أن شركات السفر تُسخّر الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمة العملاء ودفع عجلة الاقتصاد نحو الأمام.

وتماشياً مع التحول الرقمي في قطاع السفر والسياحة، فقد وفر معرض سوق السفر العربي 2025 منصة مثالية لنخبة من أبرز الخبراء في قطاعات التكنولوجيا والضيافة والفعاليات لمناقشة الآثار المترتبة على التواصل البشري مع انتشار الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي ومنصات الخدمة الشخصية والتصميم القائم على البيانات بشكل متزايد.

وخلال كلمتها خلال الفعالية، قالت إيمي ريد، نائبة رئيس الابتكار في شركة سيبر للضيافة: “من المهم إدراك أن التواصل الإنساني هو جوهر الضيافة، لذا عندما نفكر في الابتكار في قطاع الضيافة، فإننا نسعى لإيجاد طرق تُعزز هذه اللحظات المهمة، بدلًا من استبدالها، حيث نريد توفير وقت الموظفين ليتمكنوا من التفاعل بشكل أكثر جدوى”.

كما أكدت ريد على أهمية إدراك قطاع الضيافة أن التكنولوجيا غيّرت توقعات الضيوف من مقدمي خدمات الضيافة، إذ باتوا يسعون إلى إرضاء العملاء فورًا واستجابة سريعة، وقد أدى ذلك إلى تطوير حلول مبتكرة مثل SynXis Concierge AI، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لتطوير خدمة العملاء في الفنادق، موفرًا إجابات فورية ومفصلة ودقيقة لاستفسارات محددة، مما يقلل الاعتماد على معرفة كل موظف على حدة، ويضمن خدمة متسقة وعالية الجودة على مدار الساعة.

ومن الأمثلة الأخرى خدمة “مجد إيه آي” الذكية من ميرال، والمستخدمة في وجهات سياحية مثل: واجهة ياس باي البحرية وعالم فيراري في جزيرة ياس بأبوظبي، حيث تقدم هذه الخدمة اقتراحات مصممة خصيصًا بناءً على تفضيلات الزوار، مما يساعدهم على تحسين تجربتهم إلى أقصى حد.

وقد اتفق المشاركون في الندوة على أن الابتكار الذي يركز على الإنسان يبدأ بفهم سلوك المستهلك، حيث تتبنى مؤسسات مثل المسافر نهجًا إبداعيًا مشتركًا، وتُطور أدوات بناءً على نقاط ضعف العملاء.

وبالمثل، تُطور منصة وكلاء السفر “إكسبيديا تي إيه إيه بي” تقنيات مستوحاة من رؤى وكلاء السفر أنفسهم، مما يضمن توافق أدواتها مع احتياجات العملاء وسهولة استخدامها.

وفي الوقت نفسه، يُحقق صعود الذكاء الاصطناعي في قطاع فعاليات الأعمال مكاسب كبيرة في الكفاءة والمعرفة. ومع توقعات بوصول قيمة قطاع الاجتماعات والفعاليات العالمي إلى 945 مليار دولار أمريكي في عام 2025، وتجاوزه 2.3 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2032، فإن الحاجة إلى أدوات ذكية وقابلة للتطوير لم تكن يومًا أكبر من أي وقت مضى، حيث يُعدّ التخصيص القائم على البيانات أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز مشاركة الحضور وولائهم، حيث يُساعد الذكاء الاصطناعي على أتمتة عملية البحث عن المصادر، وترجمة المحتوى آنيًا، وتقديم تجارب فعاليات مُخصصة.

ومع ذلك، اتفق المتحدثون على التحذير من الإفراط في الاعتماد على التكنولوجيا على حساب الأصالة. فمع تزايد أهمية الذكاء الاصطناعي في تخصيص تجارب السفر وتحسين الكفاءة التشغيلية، فإنه لا يحل محل الأدوار البشرية، بل يُعيد تشكيلها، مما يشجع المؤسسات على إعادة توجيه المواهب نحو تفاعلات أكثر جدوى وتركيزًا على الضيوف. وفي نهاية المطاف، وبينما يسعى منظمو الفعاليات ومقدمو خدمات السفر إلى خلق تجارب تلقى صدىً إيجابيًا، يبقى الإجماع على أن التواصل البشري يجب أن يظل محور كل تقدم رقمي.

وبهذه المناسبة علّقت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط، قائلةً: “عندما يتعلق الأمر بابتكارات السفر والسياحة، فإن أكثر التقنيات فعالية هي تلك التي تُعزز التفاعلات البشرية، وتُحسّن الكفاءة، وتستجيب مباشرةً لاحتياجات العملاء، ولهذا يلتزم قطاع السفر والسياحة بالابتكار المسؤول من خلال وضع الإنسان في صميم كل حل تقني”.

وتجسيدًا للتقارب الشامل بين قطاع السفر والتكنولوجيا والابتكار، فقد شهد معرض تكنولوجيا السفر في سوق السفر العربي في دورته لعام 2025 حضورًا غير مسبوق، بزيادة تجاوزت 26% في عدد المنتجات المعروضة. وسيواصل معرض سوق السفر العربي 2026، الذي يُقام في الفترة من 4 إلى 7 مايو، التركيز على الابتكار، بعرض أحدث التقنيات التي من شأنها رسم ملامح مستقبل السفر.

شاهد أيضاً