شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في فعاليات النسخة الأولى من “منتدى الجنوب العالمي الاقتصادي 2025” الذي نظمته أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في مقرها بأبوظبي، بالتعاون مع مركز الجغرافيا الاقتصادية للجنوب العالمي..
وشهد المنتدى حضور نخبة من صناع السياسات والدبلوماسيين والخبراء والمفكرين الدوليين لمناقشة التحديات والفرص في سد فجوة تمويل التنمية المستدامة، والتي تبلغ نحو 4 تريليونات دولار سنوياً في الدول النامية.
عامل محفز
قدم سلطان الربيعي، الباحث الرئيسي ومدير معهد تريندز الدولي للتدريب، كلمة رئيسية خلال الجلسة الخامسة من المنتدى بعنوان: “”دور الإمارات في تعزيز الروابط بين الشمال والجنوب وبين دول الجنوب.”.
أكد الربيعي في كلمته على أهمية القوة الناعمة وتأثيرها من خلال المعرفة والابتكار والانخراط الاستراتيجي، مشيراً إلى أنها تتيح بناء الثقة عبر الحدود وتعزز التعاون بعيداً عن الضغوط السياسية. وأوضح أن دولة الإمارات تمكنت من أن تتموضع كمحور رئيسي في منظومة الاتصال العالمي، ليس فقط بفضل موقعها الجغرافي ودبلوماسيتها النشطة، بل أيضاً عبر استثماراتها في التعليم والبحث العلمي والمساعدات الإنسانية والمنتديات الدولية.
إنجازات
ولفت الربيعي إلى أن جهود الإمارات في هذا المجال تتجسد في مشروعات كبرى مثل “مسبار الأمل”، واستضافة قمم عالمية رفيعة كـ “كوب 28″ و القمة ” العالمية للحكومات”، فضلاً عن نشاطها الإنساني في أكثر من 140 دولة حول العالم. كما أبرز دور مركز تريندز، لا سيما من خلال معهد تريندز الدولي للتدريب، في بناء القدرات وصياغة شراكات معرفية مع الجامعات والمراكز البحثية والدبلوماسية الدولية، إلى جانب تقديم برامج تعليمية متميزة موجهة للقادة الشباب والمهنيين من دول الجنوب.
واستعرض الربيعي تجربة معهد تريندز في تنظيم برامج تدريبية نوعية بالتعاون مع مؤسسات عالمية مرموقة مثل جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، والتي أسهمت في فتح آفاق جديدة أمام باحثين وطلاب دوليين للتفاعل مع منطقة الشرق الأوسط والانخراط في قضاياها.
توصيات
في تقييمه لأداء دولة الإمارات في هذا المجال، أكد الربيعي أن دولة الامارات حققت إنجازات بارزة في تطوير البنية التحتية اللوجستية والتجارية من خلال مشاريع كبرى مثل ميناء جبل علي وشبكة السكك الحديدية الوطنية “قطار الاتحاد”، إلى جانب التوسع العالمي لشركة أدنوك. إلا أنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة مواصلة العمل على، تعزيز الشمولية: عبر توسيع الشراكات مع دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية والدول النامية الأصغر في مجالات البحث والتعليم وصنع القرار، وتوسيع التحول الرقمي ليس فقط على مستوى التقنية، بل في مجال الدبلوماسية الرقمية وسرد روايات الجنوب العالمي بشكل يعكس حقيقته ويناهض الصور النمطية القديمة، وتعزيز منظومات المعرفة عبر الاستثمار في برامج طويلة الأجل تمكّن الباحثين والصحفيين والمهنيين الشباب من دول الجنوب من تطوير حلول محلية للتحديات العالمية.
الإلهام
واختتم الربيعي كلمته بالتأكيد على أن التأثير الحقيقي لا يتحقق عبر الهيمنة، بل من خلال الإلهام. واعتبر أن قدرة الإمارات على إلهام الآخرين بالإيمان بالتعاون والعدالة والسعي إلى الازدهار المشترك هو ما سيضمن استمرار وتأثير قوتها الناعمة في صياغة المستقبل العالمي.
وقد ضمت الجلسة نخبة من الخبراء والمسؤولين الدوليين، من بينهم ، السيد محمد باهارون، المدير العام لمركز دبي لبحوث السياسات العامة (بحوث)؛ والدكتور أحمد الصفتي، المستشار الاقتصادي في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية؛ والسيدة نيام ماكبرني، المدير المساعد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة “كنترول ريسكس” بدبي؛ والدكتورة هو شياو تشن من جامعة فودان الصينية. أدار الجلسة سلمان أنيس سوز، الأستاذ المساعد في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية ومستشار البنك الدولي.
لقاءات
على هامش المنتدى، التقى وفد تريندز المشارك بعدد من الشخصيات والخبراء، حيث تم بحث آفاق التعاون البحثي وفي مجالات التدريب.