500 ألف مستفيد من «أكرِم العامل» .. والأبواب المغلقة تقلقنا

شبكة أخبار الإمارات ENN

عمر المثنى المدير التنفيذي للرقابة والتراخيص في هيئة تنمية المجتمع

ENN – الرؤية – يتمتع بصفات قيادية تخوّله الإشراف بنجاح من موقعه على تنظيم الخدمات في قطاع التنمية الاجتماعية، مستعيناً بقدراته على التسيير الإداري والتخطيط، إنه المدير التنفيذي للرقابة والتراخيص في هيئة تنمية المجتمع الدكتور عمر المثنى.

أوضح في حواره مع «الرؤية» أن 500 ألف عامل استفادوا من برنامج «أكرم العامل» الذي يتضمن إعداد برامج تثقيفية وصحية سواء دورات كومبيوتر أم تعليم لغات كالإنجليزية والعربية، ودورات إرشادية سلوكية.
وأبان أن الهيئة تتصدى للجمعيات غير النفعية التي تعمل من خلف أبواب مغلقة، ما يترجم قلق «تنمية المجتمع» من تلك الشرائح المعرضة للخطر.
وأردف أن جميع برامج الهيئة ومضمونها تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية الإماراتية ودمج العامل ومدّ يد المساعدة لرفع وعيه وتعليمه، ما يغير مسار حياته إيجابياً.
وشدد المثنى على أن الكثير من العمال غيروا مهنهم وانتقلوا من العمل الميداني إلى الشركات نتيجة للبرنامج، عدا من برزت مواهبهم الفنية والحرفية فانتقلوا إلى حرف يدوية، واجتهدوا ولا يزالون في تعلم اللغتين العربية أو الإنجليزية.
وأفاد بأن أبرز تحدٍّ يواجهه العمال عموماً يتمثل في المستوى التعليمي والثقافي الذي يستدعي المزيد من الجهود لتثقيفهم صحياً، إضافة إلى دمجهم اجتماعياً.
وتجتهد الهيئة في خلق ثقافة بين صفوف العمال تتعلق بحقوقهم وتمكينهم، على غرار التوعية بحقوق ذوي الإعاقة والطفل وكبار السن وحقوق الإنسان بشكل عام.
وتالياً نص الحوار:

÷ ألا ترى أن هجرك تخصص جراحة القلب إلى العمل الاجتماعي غريب؟
– ليس غريبا، فدبي تمنح دائماً الفرص الثمينة للتغيير نحو الإبداع والابتكار.
÷ ألم يشبع الطب وجراحة القلب شعور الإبداع لديك؟
– دراستي للطب وتخصصي في جراحة القلب نبعا من عشقي لخوض التحديات ومنح المريض حياة، أما العمل الاجتماعي فابتكار وإبداع، ويستهدف تأثيره مجتمعاً بكامله.
÷ ما مواصفات الطبيب الناجح؟
– شخصية الطبيب، ثقته بنفسه، معلوماته، أخلاقه، خبرته، تعامله مع المريض، وأهل المريض، أما الشهادة التي يحملها فتكمل شخصيته.
÷ أنت تحمل الشهادة، فهل تمتلك شخصية الطبيب؟
– عملت طبيباً، وكنت سعيداً بمنحي مرضاي فرصة النجاة من أمراضهم، سواء عبر العمليات الجراحية التي احتاجوها، أو دعمهم نفسياً، وهذه هي مهمة الطبيب.
÷ كم عملية جراحية أجريت؟
– لم أحص عددها يوماً، ولكن أجزم أنها مئات العمليات التي تكللت بمنح ابتسامة وأمل لمريض.
÷ هل حوافز وعائدات العمل الاجتماعي تفوق نظيرتها في القطاع الطبي؟
– لم يكن هدفي الحوافز يوماً، فأنا عملت طبيباً جراحاً، ثم انتقلت إلى إدارة الخدمات الطبية، إلى أن جاءتني فرصة العمل في القطاع الاجتماعي، إذ تخرجت في برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة، كما أنني أحد من وقع عليهم الاختيار للمشاركة في تعزيز التنمية المستدامة لدبي.
÷ ما الذي أضفته إلى قطاع الرقابة والتراخيص في الهيئة؟
– جئت إلى هيئة التنمية بهدف تأسيس الإدارة لتنظيم القطاع، سواء المتعلق بالجمعيات غير النفعية، أو منشآت الرعاية الاجتماعية، وتراخيص المهنيين.
÷ هل تمتلك أي خبرة في قطاع التراخيص سابقاً؟
– تسلمت منصب رئيس التراخيص الطبية في مدينة دبي الطبية.
÷ هل انضممت إلى جمعيات أو منظمات طبية؟
– ترأست لجنة حماية المرضى في مدينة دبي الطبية، إضافة إلى عضويتي، مُصوّتاً، في لجنة هارفارد الطبية للمعايير الدولية، وعضويتي، مُصوّتاً، في لجنة البحوث الطبية، والمؤسسة الدولية للتراخيص والأنظمة الطبية.
÷ ما المهمة الرئيسة لإدارة التراخيص؟
– تنظيم وتمكين المهنيين الأفراد، كما نسعى إلى تمكين كيانات الجمعيات ومنشآت الرعاية الاجتماعية.
÷ ماذا عن صلاحياتكم في رفض منح الترخيص؟
الرفض إنجاز بحد ذاته، فنحن في دبي لسنا بحاجة لمن لا يستطيع العمل بطريقة صحيحة، أو لا يمتلك الكفاءة، وليس هناك أي مبرر لمنحه ترخيصاً في هذه الحالة، سواء كان فرداً أو كياناً.
÷ ما أبرز أسباب رفض منح رخص للجمعيات غير النفعية؟
– عدم امتلاك مجلس الإدارة للكفاءة، وعدم التبعية لأي جهة رقابية من الدوائر الحكومية أو السفارات.
÷ هل كانت تلك الجمعيات تشكل قلقاً؟
– كأي جهة رقابية، نتصدى لمن يحاول العمل من خلف أبواب مغلقة، ويتركز قلقنا دائماً حول تلك الشرائح المعرضة للخطر، والتي لا تدرك ذلك.
ومن هنا تأتي أهمية التنظيم والترخيص تجنبا لوقوعها في الخطر، ومن الطبيعي إذاً أن نضع الضوابط، للارتقاء بالخدمات، وتحقيق الاستدامة.
÷ ما عوامل تميز برنامج «أكرم العامل» ووصفه بالمبدع في القمة الحكومية؟
– لا يتعلق الابتكار بالحلول التقنية فقط، بل بالابتكار الاجتماعي أيضاً، واستطعنا عبر البرنامج التواصل البناء والإيجابي مع شريحة كانت تجهل حقوقها.
÷ كيف بدأ البرنامج؟
– بدأنا مشروع أكرم العامل في الرابع من مايو 2012، بإعداد برامج تثقيفية وصحية سواء دورات كومبيوتر أو تعليم لغات ـ الإنجليزية والعربية، ودورات إرشادية سلوكية.
وتوسعنا اليوم في أهداف المبادرة لتحقيق الاستدامة، وباتت خدماتنا تشمل أعداداً أكبر.
÷ كم عدد العمال المستفيدين من الخدمات في دبي؟
– نصف مليون عامل استفادوا من خدمات المبادرة، بينما بلغ عدد مستفيدي الخدمات مليوناً و50 ألف عامل، بتكلفة عشرة ملايين درهم، ومشاركة أكثر من 1850 متطوعاً، وأكثر من 10300 ساعة عمل تطوعية.
÷ هل تقتصر المبادرات على يوم العامل فقط؟
– بالتأكيد لا، فهي برامج مستمرة، مدعومة من القطاعين الخاص والحكومي، على مدار العام.
÷ ما الأثر الذي تسعون إلى تحقيقه بين صفوف العمال؟
– نحن نجتهد، لخلق ثقافة بين صفوف العمال تتعلق بحقوقهم وتمكينهم، على غرار التوعية بحقوق ذوي الإعاقة، والطفل، وكبار السن، وحقوق الإنسان بشكل عام.
÷ ما أبرز تحدٍّ يواجهه العمال؟
– المستوى التعليمي والثقافي، الذي يستدعي المزيد من الجهود لتثقيفهم صحياً، وتعريفهم على سلوكيات الاهتمام بقواعد الصحة، إضافة إلى دمجهم اجتماعياً، عبر تعليمهم اللغة العربية والإنجليزية، ليتمكنوا من التواصل المجتمعي.
÷ هل تستطيع الهيئة التصدي لهذه المهمة منفردة؟
– الخدمات الحكومية دائماً في تطور، ونحن نستمدها من متطلبات المجتمع.
وشراكتنا مع المجتمع تفرز مزيداً من الخدمات، ولا شك في أن منحنا التراخيص للجمعيات والأندية تتضمن شروطاً، تحدد واجباتها الاجتماعية، ومنها لعب دور في تحمل المسؤولية المجتمعية، وتقديم البرامج الكفيلة بالتثقيف والتوعية.
÷ هل يمكن أن يحقق ذلك التغيير الحقيقي في حياة العامل؟
– نعم فكل برامجنا ومضمونها تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية الإماراتية، ودمج العامل، ومدّ يد المساعدة لرفع وعيه وتعليمه، ما يغير مسار حياته إيجابياً.
÷ هل استفاد العمال من هذه البرامج على أرض الواقع؟
– نعم فهناك العديد من العمال الذين غيروا مهنهم، وانتقلوا من العمل الميداني إلى الشركات.
كما برزت المواهب الفنية والحرفية للعديد منهم، وانتقلوا إلى حرف يدوية، وكنا سعداء بلقاء عمال يجتهدون في تعلم اللغة العربية أو الإنجليزية.
÷ كيف تصف البرنامج شخصياً؟
هو خلطة متكاملة، وخدماته مستمدة من متطلبات المجتمع، ينفذها القطاعان الخاص والحكومي، والمتطوعون، إيماناً راسخاً منهم بالمسؤولية المجتمعية.
وتحدد هيئة تنمية المجتمع في دبي مسار العمل، وتهدف في خططها واستراتيجيها إلى تحقيق الدمج الاجتماعي، وتعزيز الهوية الوطنية.
÷ ما الذي تطمح إلى تحقيقه في إدارتك؟
– خلق مزيد من الابتكارات والإبداع من أجل تنمية مستدامة.
÷ فيمَ تتمثل تصنيفات الأندية الاجتماعية؟
– 21 في المئة من الأندية رياضية، و32 في المئة اجتماعية، و15 في المئة ثقافية، و12 في المئة مهنية، علاوة على 12 في المئة خيرية، وهناك ثمانية في المئة من النوادي ترفيهية، وستة في المئة تعليمية، وتحوز الرعاية الاجتماعية اثنين في المئة، والفنية واحداً في المئة.
÷ كيف تُصنف المناشط في الأندية؟
– 25 في المئة من المناشط ثقافية، وسبعة في المئة تعليمية، و18 في المئة صحية، إلى جانب 25 في المئة رياضية، و25 في المئة اجتماعية، وتنظم الأندية سبعة في المئة من المناشط الخيرية، و11 في المئة مناشط فنية.

سيرة ومسار
تخرج في برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة، ما أتاح له المُشاركة في تعزيز التنمية المستدامة في دبي.
شغل منصب رئيس التراخيص في مدينة دبي الطبية، وعمل عن كثب مع كلية هارفارد الطبية العالمية للارتقاء بالتعاون الاستراتيجي، بين الرعاية الصحية والإطار التنظيمي، والمعروف أيضاً باسم مركز التخطيط والجودة.
انضم إلى العديد من المجالس واللجان، أبرزها رئاسة لجنة حماية المرضى في مدينة دبي الطبية، فضلاً عن كونه عضواً مُصوتاً للجنة هارفارد الطبية للمعايير الدولية، وعضواً مصوتاً في لجنة البحوث الطبية، والمؤسسة الدولية للتراخيص والأنظمة الطبية.
يعشق الفروسية والسباحة، ويُتقن اللغتين الإيطالية والإسبانية، إضافة إلى الإنجليزية والعربية.

نبذة
أسست هيئة تنمية المجتمع بمرسوم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في يوليو 2008.
تتولى الهيئة مسؤولية تنظيم وتطوير أطر التنمية المجتمعية في إمارة دبي لتحقيق غايات خطة دبي الاستراتيجية 2015، والتي أعلن عنها سموه في فبراير 2007.
وتشرف الهيئة على تحقيق مخرجات القطاع الاجتماعي، عبر إنشاء وإدارة نظام متكامل وكفء للتنمية والخدمات الاجتماعية.

شاهد أيضاً